وتجاوزاً للحالة الحريرية، وجب التذكير بأنها حالة استثنائية في تاريخ السنّة في لبنان بما يؤكد القاعدة وأصولها واحتمالات العودة إلى تقاليدها. والأصل أن السنّة المنتشرين في عاصمة البلد ومدنه وقراه وأطرافه لم يكونوا يوماً موالين للزعيم الأوحد، بل لمروحة من الشخصيات المحلية، حتى داخل المنطقة الواحدة، التي تتناكف وتتنافس في ما بينها ولا تقبل وحدة وقلما جمعتها مصلحة مشتركة. سعد علوش – اشعار. ولئن أضعفت ظروف الحرب الأهلية (1975-1990) ومصادرة التيارات القومية واليسارية نفوذ القوى التقليدية والبيوتات السياسية السنّية، فإن رفيق الحريري جاء استثناء للملمة الشتات واستنهاض الهمم المتلاشية المشتتة وصناعة زعامة واحدة تكاد تكون شمولية. والحاصل هذه الأيام أن سعد الحريري لم يعد يجد في ظروف البلد الداخلية وفي تصدّع الحاضنات الخارجية ما كان وجده رفيق الحريري في التسعينات. بمعنى آخر فإن الرجل يتأمل اندثار الاستثناء فيأخذ علماً بنتائجه ويقرر الانكفاء ربما بانتظار استثناء مأمول. ولئن تتضارب الأنباء بين ما هو اعتكاف سياسي أو انتخابي، فإن الأمر يعبّر عن وجع بنيوي داخل "التيار" مجهول المآلات غامض الأفق. قد تقصر أو تطول أزمة "تيار المستقبل".
وشوهد الجميع يتعانقون، كما حاول دينزل أن يتدخل بين كريس وويل الذي كان يمسك بيد زوجته. وقال مصدر لـEt بما معناه "ساد الصمت في المسرح عندما نهض ويل وضرب كريس. في البداية لم يكن أحد يعلم ان كان تم تنظيم ذلك أو هي مزحة. ثم بدأ ويل بالصراخ على كريس، حيث اهتز المسرح وساد الصمت". سعد علوش احبك وانت ما تدري. مصدر آخر قال بما معناه "لقد كان الأمر مزعجاً ومحرجاً لجميع الحاضرين، وحاول أصدقاء ويل وفريقه تهدئته". كما شوهد برادلي كوبر يقف إلى جانب ويل وفي صورة أخرى كان يعانقه محاولاً تهدئته. ولفت مصدر لـET بأن كريس وويل كانا بحاجة جيدة حتى تلك اللحظة، وأكدت المصادر بأن ويل كان لطيفاً جداً مع الجميع، وكريس كان يتطلع لظهوره في حفل الأوسكار. إذ قال مصدر بما معناه "كان كريس متحمساً لظهوره في الأوسكار"، وأكد منذ أسبوع بأنه متحمس لهذه الليلة وبأنه يرغب بأن يفوز Questlove بالجائزة حيث يمكنه أن يقدم الجائزة بنفسه، وهذا ما حصل". ويل الذي فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في King Richard اعتذر عن الحادثة، ثم بكى على المسرح وذكر دينزل واشنطن في كلمته وقال بما معناه "دينزل حذرني، وقال كن حذراً في ذروة لحظاتك يأتيك الشيطان". ولفت إلى أن "ريتشارد ويليامز كان مدافعاً شرساً عن عائلته، مشيراً إلى أنه عليه أن يكون قادراً على تحمل الإساءة وأن يكون قادراً على تحمل أن هناك أشخاص لا يحترمونك واستقبال ذلك بابتسامة وكأن شيئاً لم يكن".
— The Academy (@TheAcademy) March 28, 2022 كما تداول رواد السوشيال ميديا بفيديو الصفعة، وصورة ساخرة تتوقع ردة فعل النجوم من أوسكارات سابقة. وعلق المحلل السياسي والمذيع مايكل ستيل، وكتب بما معناه "يا له من تعليق محزن عندما تقوم بضرب شخصاً على الهواء مباشرةً، تفوز بجائزة وتلقي كلمة تؤكد فيها أن الأوسكار يتحدث عن الحب.. كان هناك الكثير من الأخطاء في هذه اللحظة". الصورة من تويتر
ليس هناك حريرية سياسة بالمعنى العقائدي الذي يوحي به الاسم المتعارف عليه منذ عقود. هناك رفيق الحريري الذي جاء ثم رحل، وما زال الناس في دعمهم أو تصويتهم لورثته إنما يصوتون للراحل وذكراه. والحريرية السياسية تعني أن هناك نظرية أو منهجاً يتراكم بالتجربة وينتج أدبيات فكرية تصنع مدرسة سياسية. غير أن الأمر ليس كذلك. رفيق الحريري هو السبب والمسبب وحوله دارت وما زالت تدور الأسباب. والرجل، بما كان يتّسم به من طباع وكفاءة وعلاقات خارجية ومواهب قيادية، جاء في ظرف تاريخي وجيواستراتيجي محمولاً على تفاهمات إقليمية ورعاية دولية وفّرت لرجل الأعمال أن يباشر السياسة ويصعد في سلم الزعامة إلى مصاف لم تصل اليه أية شخصية أخرى في طائفته. سعد علوش احبك بالانجليزي. فرق شاسع بين العائلة وبين المدرسة السياسية. وفيما عدا شقيقته "بهية" لم يعرف في عهد رفيق الحريري أي نشاط سياسي لأي فرد من عائلته ولم يتقلد الأبناء أي مناصب. لم يتحدث رفيق الحريري عن حريرية سياسية. لم يُقم حزباً سياسياً بل حراكاً رسمه وحده استعان له بمن وجده مناسباً لرؤاه، ثم ضمّ إليه الأنصار والمحبين والداعمين وشكّل من هذه الورش المرتجلة تياراً لم يرقَ ولم يرده أن يرقى إلى مستوى الحزب السياسي بالمعنى الهيكلي التقليدي.