تاريخ النشر: السبت 11 جمادى الأولى 1423 هـ - 20-7-2002 م التقييم: رقم الفتوى: 19508 29066 0 460 السؤال هل توجد أحاديث صحيحة عن زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وفضل ذلك؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فليس هناك حديث صحيح يدل على فضيلة زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص، وقد رويت بعض الأحاديث في فضل زيارة قبره صلى الله عليه وسلم منها: - من زارني بعد مماتي، فكأنما زارني في حياتي. - ومنها: من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد ضمنت له على الله الجنة. - ومنها: من زار قبري وجبت له شفاعتي. وهذه الأحاديث وأشباهها ذكرها الحافظ ابن حجر في التلخيص، ثم قال: طرق هذه الأحاديث كلها ضعيفة. ص345 - كتاب الأحكام الوسطى - باب في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وفي تحريم المدينة وفضلها وفي فضل مسجدها وفي بيت المقدس وفي مسجد قباء - المكتبة الشاملة. وقال الحافظ العقيلي: لا يصح في هذا الباب شيء، بل قد جزم شيخ الإسلام ابن تيمية أن الأحاديث التي وردت في فضل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم كلها موضوعة، علماً بأن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم داخلة في عموم الأحاديث التي استحبت زيارة القبور بوجه عام للرجال مثل: قوله صلى الله عليه وسلم: كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكركم بالآخرة.
وهذا الحديث الأخير يفيد أن زيارة السيدة الزهراء عليها السلام المردّد قبرها بين أن يكون إلى جوار قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو في البقيع هي أيضاً تابعة لزيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك زيارة الأئمة الأربعة المدفونين في البقيع هي أيضاً تابعة لزيارة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك زيارة أي امام منهم كما جاء هنا في الرواية: إن لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة ـ الإمام الرضا عليه السلام. وعليه فزيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم موجبة للأجر والثواب وهي تعبير عن الموالاة وتجديد البيعة له والالتزام بنهجه والطمع بشفاعته يوم القيامة، ولا أتصور أن هناك مسلماً موحداً يفوّت على نفسه فرصة نيل شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشفاعة أهل بيته وخصوصاً شفاعة الزهراء عليها السلام يوم القيامة، حيث يحتاج كل مسلم إلى العون والمساعدة لكي يغفر الله له وليكون مؤهلاً لدخول الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر، وهي غاية كل مسلم ومؤمن.
(٢) رواه مسلم (١٣٩٤). (٣) رواه مسلم (١٣٩٤). (٤) التمهيد (٥/ ٢٤ - ٢٥). (٥) رواه مسلم (١٣٩١). (٦) رواه مسلم (١٣٩٣).
وقال العلامة ابن باز -رحمه الله- في التقييد والإيضاح: ليست زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجبة، ولا شرطاً في الحج كما يظنه بعض العامة وأشباههم، بل هي مستحبة في حق من زار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو كان قريباً منه. أما البعيد عن المدينة، فليس له شد الرحل لقصد زيارة القبر ولكن يسن له شد الرحل لقصد المسجد الشريف. والله أعلم. 2 1 4, 043