قال: لا [ ص: 306] ننكر ذلك من فضلك. قال: أما إذ صار الأمر إلى هذا ، فوالله لا أرجع إلى البصرة أبدا. فأبى عمر ورده ، فمات بالطريق ، أصابه البطن. وقدم سويد غلامه بتركته على عمر ، وذلك سنة سبع عشرة - رضي الله عنه. توفي بطريق البصرة وافدا إلى المدينة سنة سبع عشرة وقيل: مات سنة خمس عشرة وعاش سبعا وخمسين سنة - رضي الله عنه. له حديث في صحيح مسلم. أبو نعامة السعدي: عن خالد بن عمير وشويس قالا: خطبنا عتبة بن غزوان فقال: ألا إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء ، وإنكم في دار تنتقلون عنها ، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم. وذكر الحديث.
هو عُتبة بن غَزْوان بن جابر بن وهيب. السيد الأمير المجاهد أبو غزوان المازني، حليف بني عبد شمس.. وهو من السابقين الأولين وهاجر إلى الحبشة ثم رجع مهاجرا إلى المدينة رفيقا للمقداد وشهد بدرا وما بعدها وولاه عمر في الفتوح فاختط البصرة وفتح فتوحا وكان طويلا جميلا. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي دجانة. إسلامه: كان سابع سبعة سبقوا إلى الإسلام، وأعطوا أيمانهم لرسول صلى الله عليه وسلم، مبايعين ومتحدّين قريش بكل ما معها من بأس وقدرة على الانتقام.. وفي الأيام الأولى للدعوة. أيام العسرة والهول، صمد عتبة بن غزوان، مع إخوانه ذلك الصمود الجليل الذي صار فيما بعد زادا للضمير الإنساني يتغذى به وينمو على مر الأزمان.. ولما أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، خرج عتبة مع المهاجرين.. بيد أن شوقه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعه يستقر هناك، فسرعان ما طوى البرّ والبحر عائدا إلى مكة، حيث لبث فيها بجوار الرسول حتى جاء ميقات الهجرة إلى المدينة، فهاجر عتبة مع المسلمين.. أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته: كان عتبة يخاف الدنيا على دينه أشد الخوف، وكان يخافها على المسلمين، فراح يحملهم على القناعة والشظف.
بعد أن توفي رسول الله محمد، قام عتبة بن غزوان بالمشاركة في فتح العراق وهو الذي فتح الأُبُلَّة، اختطّ مكانها مدينة البصرة بموافقة من الخليفة عمر بن الخطاب الذي استعمله ليكون أول والي عليها، قضى عتبة في مدينة البصرة ستة أشهر ثم سار إلى المدينة المنورة يستعفي من الولاية، فرفض عُمر وردّه إلى ولايته، فمات في الطريق سنة 17 هجرسي وعمره كان 57 سنة، أمّا صفته فكان رجل طويل جميل، دُفن بالقرب من المدينة المنورة. كان عتبة بن غزوان يخاف من الدنيا على الدين، كما كان يخاف على المسلمين، فذهب يحملهم على الشظف، حاول العديد أن يغيروه عن نهجه ويثيروه بالشعور بالإمارة بما لها من حق، لا سيما في تلك البلاد التي لم تتعود من قبل أمراء من هذا الطراز الزاهد، التي تعود كذلك أهلها احترام المظاهر المتعالية وكذلك المزهوّة، فكان عتبة رحمه الله يجيبهم قائلاً: "إني أعوذ بالله أن أكون في دنياكم عظيماً وعند الله صغيراً". أقرأ التالي منذ 16 ساعة مبادئ التعلم الخاصة بالطفل المتخلف عقليا منذ 17 ساعة الشيخوخة والخجل الاجتماعي منذ 17 ساعة النظرية الاجتماعية السيميائية للغة والترجمة منذ 17 ساعة السيميائية الثقافية كنهج علائقي لتحليل القوة منذ 17 ساعة السيميائية الاجتماعية والممارسات التواصلية والاجتماعية والثقافية منذ 17 ساعة الدلالة الاجتماعية والتصورات الاجتماعية منذ يوم واحد المتاحف التعليمية لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة منذ يوم واحد العينات كإحدى أنواع الخبرة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة منذ يوم واحد قياس وتشخيص الاضطرابات الانفعالية والسلوكية منذ يوم واحد الإذاعة المدرسية لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة
وادع الى الله من أجابك. ومن أبى٬ فالجزية.. والا فالسيف في غير هوادة.. كابد العدو٬ واتق الله ربك".. ** ومضى عتبة على رأس جيشه الذي لم يكن كبيرا٬ حتى قدم الأبلة.. وكان الفرس يحشدون بها جيشا من أقوى جيوشهم.. ونظم عتبة قواته٬ ووقف في مقدمتها٬ حاملا رمحه بيده التي لم يعرف الناس لها زلة منذ عرفت الرمي. وصاح في جنده:" الله أكبر٬ صدق وعده".. وكأنه كان يقرأ غيبا قريبا٬ فما هي الا جولات ميمونة استسلمت بعدها الأبلة وطهرت أرضها من جنود الفرس٬ وتحرر أهلها من طغيان طالما أصلاهم سعيرا.. وصدق الله العظيم وعده. ** عتبة بن غزوان ينشئ مدينة البصرة احتط عتبة مكان الأبلة مدينة البصرة٬ وعمرها وبنى مسجدها العظيم.. وأراد أن يغادر البلاد عائدا الى المدينة٬ هاربا من الامارة٬ لكن أمير المؤمنين أمره بالبقاء.. ولبث عتبة مكانه يصلي بالناس٬ ويفقههم في دينهم٬ ويحكم بينهم بالعدل٬ ويضرب لهم أروع المثل في الزهد والورع والبساطة. ووقف يحارب الترف والسرف بكل قواه حتى ضجره الذين كانوا تستهويهم المناعم والشهوات.. هنالك وقف عتبة فيهم خطيبا فقال:" والله٬ لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة ومالنا طعام الا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا.. ولقد رزقت يوما بردة٬ فشققتها نصفين٬ أعطيت نصفها سعد بن مالك٬ ولبست نصفها الآخر".. ** كان عتبة يخاف الدنيا على دينه أشد الخوف٬ وكان يخافها على المسلمين٬ فراح يحملهم على القناعة والشظف.