وبالفعل لو نظرنا إلى هذه الجبال من بعيد لرأينا طرقاً ملونة بألوان مختلفة وخطوطاً رائعة وظاهرة من بعيد، حتى يظن من لا يعرفها أن أحداً قد شق هذه الطرق داخل الجبال ولونها بشكل اصطناعي، مع العلم أن هذه الطرق ملونة طبيعياً ومن صنع الخالق تبارك وتعالى! ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانه وغر. ويبقى السؤال: ألا تصور لنا هذه الآية بدقة ما رأيناه من جبال ملونة؟ وكيف علم حبيبنا صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الطرق المتعرجة الملونة على هذه الجبال؟ وهل ذهب إلى الصين ورأى هذه اللوحات الرائعة؟؟ إن هذه الآية لتشهد على أن هذا القرآن هو كلام الله تعالى.. ــــــــــــ بقلم عبد الدائم الكحيل المراجع: Danxia Landform of China., 16-12-2009. Zhang, Hayakawa, Wen, Yuichi. "DEM and GIS based Morphometric and Topographic Profile Analyses of Danxia Landforms".
⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ قال: كان يقال: كفى بالرهبة علمًا. وقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ يقول تعالى ذكره: إن الله عزيز في انتقامه ممن كفر به غفور لذنوب من آمن به وأطاعه.
ونترككم قبل رمضان للآية الكريمة المتعلقة بألوان الجبال وهي قوله تعالى " وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ". فهذه الآية لا تتحدث فقط عن ظاهر ة اختلاف الألوان العامة للجبال بل تتحدث عن ألوان الطبقات التي يتكون منها الجبل الواحد. وكلمة جدد تعني الطريقة والخطة في الشيء تكون واضحة وعلى هذا فإن المقصود بالجدد في هذه الآية الكريمة هو الطبقات الصخرية التي تتكون منها كثير من الجبال والتي تتباين في ألوانها تبعا لنوع الصخر التي تتكون منها. وفي الصين توجد مجموعة من الجبال في منطقة تدعي Zhangye Danxia يظهر فيها الألوان علي هيئة قوس قزح وقد تم اعتبار هذه الجبال من التراث العالمي من قبل اليونسكو عام 2006. ومن الجبال جدد بيض. وفي الاساس تم تشكل هذه الجبال من الحجر الرملي الأحمر (صخور رسوبية) ، والتي ترسبت خلال أكثر من 24 مليون سنة خلال العصر الطباشيري. نتج عن هذه الطبقات مواد مركبة فوق طبقة من الحجر الرملي وبعضها الآخر. ويعود اللون الأحمر إلى الهيماتيت المعدني الغني بالحديد (Hematite) والذي تأكسد (صدأ) عندما تكونت الصخور والألوان الصفراء بسبب وجود الرمل والطين ، وقد يأتي اللون الرمادي المخضر من مادة عضوية تدعيglauconite وهو معدن أخضر يتكون من سيليكات مائي للبوتاسيوم والحديد والمغنيسيوم أو الألومنيوم والذي ينتشر في البيئات البحرية.
أو قد يراد بها الألوان الحقيقية، فالثمرات ذات ألوان مختلفة فمنها الأحمر والأصفر والأخضر وغيرها، بل إن الثمرة الواحدة تتلون على اختلاف مراحل نموها مع اختلاف مقدار حاجتها للماء على اختلاف تلك المراحل. ويؤكد صاحب التحرير والتنوير أن اللون هنا مقصود حقيقة إذ يقول: ( والألوان جمع لون وهو عرض، أي كيفية تعرض لسطوح الأجسام يكيفه النور كيفيات مختلفة على اختلاف ما يحصل منها عند انعكاسها على عدسات الأعين …والمقصود من الاعتبار هو اختلاف ألوان الأصناف من النوع الواحد كاختلاف ألوان التفاح مع ألوان السفرجل.. ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها – مدونة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة. واختلاف ألوان الأفراد من الصنف الواحد تارات كاختلاف ألوان التمور والزيتون ولأعناب والتفاح والرمان) [6]. وفي قوله تعالى: ( فأخرجنا) التفات من الغيبة إلى التكلم.. وقد ( التفت من الغيبة إلى التكلم لإظهار كمال الاعتناء بالفعل لما فيه من الصنع البديع المنبيء عن كمال القدرة والحكمة) [7] ولما في ذلك من الفخامة إذ هو مسند للمعظم المتكلم، ولأن نعمة الإخراج أتم من نعمة الإنزال لفائدة الإخراج فأسند الأتم إلى ذاته بضمير المتكلم وما دونه بضمير الغائب [8] وفائدة أخرى مفادها اقتراب المتفكر بتلك العظمة الإلهية فصار كالحاضر فكان الخطاب (فأخرجنا) [9].. والالتفات كائن لأن ( الاسم الظاهر أنسب بمقام الاستدلال على القدرة لأنه الاسم الجامع لمعاني الصفات، وضمير التكلم أنسب بما فيه امتنان) [10].