لمعانٍ أخرى، طالع الكرسي (توضيح).
وأن سيد الكلام القرآن وسيد القرآن البقرة - أي سورتها- وسيد البقرة آية الكرسي». وبعد أن ذكر الغزالي مجموعة من المعارف العميقة المتوفرة في الآية المباركة قال: «والآن اذا تأملت جملة هذه المعاني ثم تلوت جميع آيات القرآن لم تجد جملة هذه المعاني من التوحيد والتقديس وشرح الصفات العلى مجموعة في آية واحدة منها – الا في هذه الآية - فلذلك قال النبي (ص): سيدة آي القرآن فقوله لا إله إلا هو إشارة الى توحيد الذات. وقوله الحي القيوم إشارة الى صفة الذات وجلاله فإن معنى القيوم هو الذي يقوم بنفسه ويقوم به غيره فلا يتعلق قوامه بشيء ويتعلق به قوام كل شيء وذلك غاية الجلال والعظمة». معنى كرسي - ووردز. وأما بالنسبة الى فضل قراءة الآية المباركة فقد وردت روايات كثيرة عن طريق الفريقين الشيعة والسنة تؤكد استحباب قراءتها مطلقا وقبيل النوم وبعد الفراغ من الصلاة وعند الخروج من المنزل، وكذلك أكدت الروايات على استحباب قراءتها عند مواجهة الاخطار والمشاكل التي تعترض الإنسان، وعند امتطاء الدابة ولدفع الحسد وطلب السلامة المراجع القرآن الكريم. السيوطي، جلال الدين، الجامع الصغير، القاهرة، 1373هـ ق. السيوطي، الدرّ المنثور، قم، 1404هـ ق، 1/322، 2/2، 3.
وفي صحيح البخاري من حديث أُبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في آية الكرسي «إنها سيدة آي القرآن»، وذلك لما احتوت عليه من المعاني العظيمة التي فيها توحيد الله تبارك وتعالى وإثبات علم الله المحيط بكل شىء وأنه لا أحد سواه يحيط بكل شىءٍ علماً، وإثبات أن الله تعالى لا يعتريه عجز ولا سِنة أي نعاس ولا نوم. { اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255]. ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل آية الكرسي أنه قال يوماً لأحد الصحابة: « يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ » ، قلت: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم"، فضرب رسول الله عليه وسلم في صدره وقال: « ليهنأك العلم أبا المنذر » ( صحيح مسلم ب رقم [ 810]).
فضلًا شارك في تحريرها. ع ن ت
و معنى قوله تعالى { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}: الكرسي هو جرمٌ عظيمٌ خلقه الله تعالى، وهو تحت العرش بمثابة ما يضع راكب السرير قدمه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: « ما السماوات السبع بجنب الكرسي إلا كحلقةٍ في أرضٍ فلاة و فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة »، والفلاة هي الأرض البرية أي أن السماوات السبع بالنسبة إلى الكرسي كحلقة ملقاة في أرض برية والكرسي بالنسبة إلى العرش كحلقةٍ ملقاةٍ في أرض برية. { وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا}: أي لا يُتعب الله حفظ السماوات والأرض، لأن كل الأشياء هينةٌ على الله فكما أن خلق الذرة هينٌ على الله، فخلق السماوات السبع والكرسي والعرش هينٌ على الله، لا يصعب على الله شىء ولا يصيبه تعب، وفي ذلك تكذيبٌ لليهود الذين قالوا إن الله تعب بعد خلق السماوات والأرض فاستلقى ليستريح يوم السبت والعياذ بالله تعالى، فرد الله عليهم في القرآن بقوله { وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} [ق:38]، أي ما مسنا من تعب. { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}: أي أن الله عالي القدر وليس المقصود علو المكان لأن الله تعالى منزهٌ عن الجهة والمكان، بل المقصود أنه أعلى من كل شىءٍ قدراً وأقوى من كل قوي وأقدر من كل قادر.
وقوله: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) عن ابن عباس قال: علمه... ثم نقل ابن كثير عن ابن جرير أنه قال: وقال آخرون: الكرسي موضع القدمين... معنى كلمة سنة في اية الكرسي. ثم ذكر عن ابن عباس مرفوعا وموقوفاً أن: كرسيه موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل، ثم ذكر عن أبي ذر مرفوع اً: ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهراني فلاة من الأرض. ونقل عن بعضهم أن الحسن البصري قال: الكرسي هو العرش، قال ابن كثير: والصحيح أن الكرسي غير العرش والعرش أكبر منه كما دلت على ذلك الآثار والأخبار. وقوله تعالى: (وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا) أي لا يثقله ولا يكرثه حفظ السماوات والأرض ومن فيهما ومن بينهما؛ بل ذلك سهل عليه يسير لديه، وهو القائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء فلا يعزب عنه شيء ولا يغيب عنه.. والأشياء كلها حقيرة بين يديه، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو القاهر لكل شيء، الحسيب على كل شيء، الرقيب العلي العظيم لا إله غيره ولا رب سواه... فقوله تعالى: (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) كقوله: (الكبير المتعال)، وهذه الآيات وما في معناها من الأحاديث الصحاح الأجود فيها طريقة السلف الصالح: أمِرُّوها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه.
تاريخ النشر: الخميس 9 ربيع الآخر 1436 هـ - 29-1-2015 م التقييم: رقم الفتوى: 283786 26834 0 248 السؤال أنا طالبة علم، كنت أبحث عن تفسير آية الكرسي، وبعدما وجدته اكتشفت أن لدي اعتقادات خاطئة في بعض صفات الله تعالى، ولكن كان الشرح صعب الفهم، وأنا أريد أن يشرحه لي أحد شرحا مبسطا؛ لكي أفهم، ولا أقع في المحظور من الاعتقادات. مع العلم أن حصيلتي اللغوية بسيطة؛ فأحيانا لا أفهم بعض المصطلحات. معني آيه آيت الكرسي. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد سبق لنا نقل خلاصة كلام الحافظ ابن كثير في تفسير آية الكرسي، وذلك في الفتوى رقم: 62487. كما سبق لنا بيان معنى الأسماء الحسنى الواردة في هذه الآية العظيمة، وذلك في الفتوى رقم: 126231. ومن التفاسير السهلة المفيدة: تفسير العلامة السعدي ، وقد قال في تفسير هذه الآية: أخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأن {لا إله إلا هو} أي: لا معبود بحق سواه، فهو الإله الحق الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى؛ لكماله، وكمال صفاته، وعظيم نعمه، ولكون العبد مستحقا أن يكون عبدا لربه، ممتثلا أوامره، مجتنبا نواهيه، وكل ما سوى الله تعالى باطل، فعبادة ما سواه باطلة؛ لكون ما سوى الله مخلوقا ناقصا مدبرا فقيرا من جميع الوجوه، فلم يستحق شيئا من أنواع العبادة.