– بدلاً من جواب يائس على فرص التعاون بداعي تبعية الحكومات للسياسات الأميركية أو مراعاة المعنيين للضوابط الأميركية، تتوقع إيران من الأصدقاء أن يمارسوا الضغوط لصالح التعاون طالما أنهم يرونه مصلحة لبلدهم، لأن ليس لدى إيران مصالح تجارية او سياسية في ذلك، وهي تعرض التعاون عبر الحكومة اللبنانية، وليس عبر الحلفاء ليقال إن في الأمر سياسة!
– مقاربة الملفين النووي واليمني لا يغيب عنها الحضور الوازن لمتغيرات الحرب في أوكرانيا، حيث تأكيد إيران لتمايزها عن الموقف الروسي من مبدأ الحرب، والتمسك بالحل السلمي التفاوضي، لكن مع شرطين يجعلان القرب من موسكو والتطابق مع بكين يغلبان على النظرة الإجمالية، لا للحرب، لكن لا للعقوبات، مع إضافة لا بد منها، أن استفزازات واشنطن هي التي تتحمل مسؤولية التصعيد الذي دفع بموسكو للخيار العسكري، وبما أن الحرب قد وقعت وصار الموقف منها تسجيلاً لموقف مبدئيّ، والعقوبات مستمرة متمادية والموقف منها سياسي وعملي، لم تسمح إيران ولن تسمح بتعريض العلاقة بموسكو للاهتزاز، ولا بالاستثمار الأميركي على التمايز. خفايا وكواليس – جريدة البناء | Al-binaa Newspaper. ومن نتائج الحرب وتداعياتها، قراءة إيرانية بفرص أفضل للاتفاق النووي بشروط أقرب لما تريده إيران، وبداية ظهور لقراءة إقليمية واقعية تعترف بصحة الدعوة الإيرانية لدول المنطقة بعدم الوقوع في أوهام الحماية الأميركية، وبالتالي استعداد للانفتاح على التفكير بحلول لمشاكل المنطقة بتعاون دولها وشعوبها. وهذا معنى تشجيع إيران للانفتاح العربي عموما والخليجي خصوصاً على سورية. – في الشأن اللبناني، عناوين اقتصادية، تتركز على استعداد إيراني عالٍ للمساعدة، بمعزل عن مصير الاتفاق النووي والعقوبات، وعتب شديد على ربط الأمرين ببعضهما من الحكومات اللبنانية المتعاقبة بخلاف حكومات أخرى في المنطقة أكثر قرباً من أميركا كالعراق وتركيا وباكستان حصلت على استثناءات أميركية من العقوبات وتشتري من إيران الكهرباء والغاز، بينما الحكومات اللبنانية تخشى مجرد التفكير بطلب الاستثناء، وترهن أي تعاون برفع العقوبات الأميركية.
– انطلق الحساب الإسرائيلي من أن إيران منهمكة بمعالجة تداعيات الحصار الاقتصادي، وهي بغنى عن مواجهة كبرى مع "إسرائيل"، وهي منهمكة بتطوير برنامجها النووي، ومنهمكة برسم خطوط سياستها الخارجية بين حدود العودة للاتفاق النووي والحفاظ على مكانتها الإقليمية القوية، وأن سورية منهمكة بمعاركها مع تركيا وأميركا ومخرجاتهما المحليّة في شمال سورية وشرقها وغربها، وهي تراعي الحسابات الروسية كحليف ثابت وكبير في هاتين المعركتين. هل يصبح الثنائيّ وحيداً في الدعوة للانتخابات الآن؟: ناصر قنديل - الشرق الجديد. وأن سورية تحت وطأة حصار اقتصادي ومعاناة اجتماعية كبيرة، ولذلك فهي ستتفادى الانخراط بمواجهة تزيد عليها الأعباء وتخلط الأوراق وتربك الحسابات. وأن حزب الله الذي يراعي الحسابات السورية والإيرانية من جهة، يواجه في لبنان وضعاً سياسياً ضاغطاً ومتحركاً في السياسة والاقتصاد، ما يجعله يكتفي بالعمل وفق الضوابط التي صاغها وقواعد الاشتباك التي رسمها، باعتماد الردّ عند سقوط شهداء، وغالباً الاحتفاظ بحق الرد في حساب مفتوح لم يغلق ولن يغلق. – الذي قاله السيد نصرالله في يوم القدس لهذا العام أن على "إسرائيل" أن تعلم بأن هذه الحسابات تغيّرت، وأن هامش الحسابات صار ضيقاً جداً، في حجم الاستعداد للتحمل وفي الزمن الفاصل عن الردّ، وأن إيران تتهيأ لمرحلة جديدة، سيكون الردّ فيها على أي استهداف، في العمق الإسرائيلي.
– تؤكد المصادر الروسية أن الغرب يعرف الرئيس بوتين جيداً، وهو مذعور من خطواته، ومن حجم حضوره الذهنيّ وتوقد ذكائه، وهذا لا يغير فيه بث الألاعيب السخيفة إعلامياً أملاً بالإزعاج، لأنها لا تغير شيئاً في الواقع، لأن قادة الناتو وعلى رأسهم الرئيس الأميركي الآتي من خبرة تاريخية في الاشتباك مع روسيا، يعلمون أنهم وهم يخافون دخول الحرب، وقد كان خيار الحرب الخيار الأفضل لهم من خيار عقوبات تعادل الحرب، كما ستكشف الأيام، وكما ظهر من الدراسات الافتراضيّة التي نوقشت في موسكو خلال سنوات. فالقيادة الروسية تعتبر العقوبات بصيغتها الراهنة إعلان حرب، وهذه رمزية إعلان التأهب النووي، التي ستتضح أكثر عندما يقوم الرئيس بوتين بشرحها بالتفصيل في التوقيت المناسب، ويقدم أسبابها الموجبة مع تبعاتها التالية، لكن بعد أن تكون الحرب بدأت تحقق أهدافها الميدانية، ضمن مهلة الشهر المقدّرة لها.
– الجدير بذكره هنا هو مفتاح المعادلة الإعلامية، فهل قرار التصويت كان حراً، أم أن واشنطن مثلا غيرت تصويت دولة الإمارات من مجلس الأمن الى الجمعية العامة بالإكراه، فكانت ممتنعة وصارت مؤيدة، وان لبنان المعلوم أن حكومته صوتت مع المشروع بعد تلقيها تهديدات أميركية، والجدير ذكره ان واشنطن تحمل سيف العقوبات المالية بيدها ومشروع القرار باليد الأخرى، وأن دول العالم الواقعة تحت سطوة العقوبات تسعى لتفادي المتاعب فتختار التصويت مع بدلاً من الوقوع تحت سيف العقوبات.