[12] موعد الأمطار إنّ الله سبحانه وتعالى هو من ينزّل الغيث وهو من يشكل السحاب لتنزل الأمطار، وهو وحده من يعلم متى وكيف يتمّ ذلك وأين، فعلم موعد الأمطار غيبٌ تام، ولا يمكن لأحد أن يعلمه، وإنّ ما يحصل على نشرات الأخبار من إذاعات وغيرها بتوقعات المطر، لا تتعارض أبدًا مع غيبيته، فتوقعات البشر في المطر تكون بدراسة تحركات الرياح بعد تشكل السحاب الذي يكون الغيث فيه، فالتوقع يكون على وجود السبب، أمّا السبب فلا يعلمه إلا الله. شاهد أيضًا: حكم نشر الأبراج سواء أكان في الصحف او عبر مواقع الانترنت حكم ادعاء معرفة علم الغيب إنّ الاطّلاع على ما هي مفاتيح العيب تدفع للبحث عن حكم ادّعاء معرفة علم الغيب، وقد ورد عن أهل العلم ومنهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، أنّ من ادّعى علم الغيب فهو كافرٌ والعياذ بالله ومن قام بتصديق من يدّعي معرفته بعلم الغيب فهو كافرٌ أيضًا، فلا يعلم الغيب إلا الله والتصديق لمثل هؤلاء هو من باب الشرك في الربوبية، وادّعاء الغيب من الكهانة والسحر والطيرة والكفّ والتنجيم كلّه باطل ولا يجوز في الإسلام. [13] ما هي مفاتيح الغيب مقالٌ تمّ فيه التعرف على معنى الغيب ومفهومه، وقد عرّف بمفاتيح الغيب الخمسة تفصيلًا مشيرًا لذكرها في القرآن، خاتمًا بحكم ادّعاء معرفة علم الغيب.
وجملة القول: إن علم الله من نفسه غير مكتسب من غيره ولا متوقف على أسباب وتجارب، وأنه يعلم ما كان وما سيكون، وأنه لا يشوب علمه غموض ولا يتخلف، وأنه عام شامل لجميع الكائنات تفصيلاً جليلها ودقيقها بخلاف علم غيره سبحانه وتعالى. أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ا لخطبة الثانية ( مِفْتَاحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ) ومما يرشد إليه هذا الحديث الشريف ، ومما نستخلصه من أحكام: – لا أحد يعلم الغيب إلا الله. – وبطلان كل علم يدعي صاحبه من خلاله معرفة الغيب كالتنجيم والكهانة. – ولا يفهم من الآية والحديث أن أمور الغيب محصورة في هذه الأمور الخمسة، وإنما خصت هذه الأمور الخمسة بالذكر دون غيرها من المغيبات، لتعلقها بأمور الإنسان واختصاصها به، منذ كان جنيناً إلى ساعة ومكان موته، إلى قيام الساعة التي يجهل وقوعها، – وأن الغيب قسمان: غيب كلي وهو ما لا يعلمه إلا الله وحده كالخمس المذكورة في الآية والحديث، وغيب جزئي: وهو ما غاب عن شخص دون غيره، فما يراه شخص في مكان ما هو غيب عمن غاب عن ذلك المكان. – وأن وقت قيام القيامة مما اختص الله بعلمه فلا يعلم أحد زمن وقوعها، وفي الصحيحين عندما سأل جبريلُ – عليه السلام – النبي – صلى الله عليه وسلم – عن الساعة قَالَ: « مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ » أي أنا وإياك في الجهل بزمن وقوعها سواء.