- أنَّها ليلةٌ مُبارَكة: قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ [الدخان: 3] - العبادةُ فيها تَفضُلُ العبادةَ في ألفِ شَهرٍ: قال تعالى: لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر: 3] فالعبادةُ فيها أفضَلُ عند اللهِ مِن عبادة ألفِ شَهرٍ، ليس فيها ليلةُ القَدرِ. وألفُ شَهرٍ تَعدِلُ: ثلاثًا وثمانينَ سَنَةً وأربعةَ أشهُرٍ ((تفسير ابن كثير)) (4/442). - ينزِلُ فيها جبريلُ والملائكةُ بالخَيرِ والبَرَكةِ: قال تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [القدر: 4] فتنزِلُ الملائكةُ فيها إلى الأرضِ بالخَيرِ والبَرَكة والرَّحمةِ والمَغفرةِ. - ليلةُ القَدرِ سَلامٌ: قال تعالى: سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر: 5] فهي ليلةٌ خاليةٌ مِنَ الشَّرِّ والأذى، وتكثُرُ فيها الطَّاعةُ وأعمالُ الخَيرِ والبِرِّ، وتكثُرُ فيها السَّلامةُ مِنَ العذابِ؛ فهي سلامٌ كُلُّها. حديث من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا. الفرع الثاني: ما يُشرَعُ في ليلةِ القَدرِ المسألة الأولى: القيامُ يُشرَعُ في هذه الليلةِ الشَّريفةِ قيامُ لَيلِها بالصَّلاةِ. الدَّليل منَ السُّنَّة: عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ومن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقَدَّمَ مِن ذَنبِه)) رواه البخاري (2014)، ومسلم (760).
وعلى الإنسان أن يكثر من الدعاء في الليالي التي تُرجى فيها ليلة القدر ويدعو بما أرشد إليه النبي ﷺ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما قالت يا رسول الله: أرأيت إن علمت أي ليلةٍ ليلةَ القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. قال ابن كثير رحمه الله: "ويستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثم في أوتاره أكثر، والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. " المرجع أحاديث الصيام للفوزان، ص، 141.
1- ليلة القدر سارة - الجزائر 20-06-2017 07:52 PM يا رب في قلبي دعوات عانقت أبواب السماء..! فبعطفك و رحمتك الواسعه قل لها: [ كوني]
المطلب الثاني: وقتُ ليلةِ القَدرِ وعلامَتُها الفرع الأول: وقتُ ليلةِ القَدْرِ ليلةُ القَدْرِ في العَشْرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ، وهي في الأوتارِ أقرَبُ مِنَ الأشفاعِ، وهو مذهبُ الشَّافِعيَّة قال النووي: (مذهَبُنا ومذهَبُ جُمهورِ العُلَماءِ أنَّها في العَشرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ وفي أوتارِها أرجى) ((روضة الطالبين)) (2/389)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/449). ، والحَنابِلة ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/344)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (3/182). ، وقولٌ للمالكيَّة ((القوانين الفقهية)) لابن جزي (ص 85)، ((الفواكه الدواني)) للنفراوي (2/740). الدرر السنية. واختاره ابنُ تيميَّةَ قال ابنُ تيمية: (ليلةُ القَدرِ في العَشرِ الأواخِرِ مِن شَهرِ رمضان، هكذا صحَّ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ أنَّه قال: هي في العَشرِ الأواخِرِ مِن رمضان، وتكونُ في الوِترِ منها) ((مجموع الفتاوى)) (25/284). والصنعانيُّ قال الصنعاني: (وجمع بين الرِّواياتِ بأنَّ العَشرَ للاحتياطِ منها، وكذلك السَّبع والتِّسع لأن ذلك هو المَظِنَّة، وهو أقصى ما يُظَنُّ فيه الإدراكُ) ((سبل السلام)) (2/176). ، وابنُ باز قال ابنُ باز: (والرَّاجِحُ أنَّها متنقِّلةٌ في ليالي العَشرِ كُلِّها، وأوتارُها أحرى، وليلةُ سَبعٍ وعشرين آكَدُ الأوتارِ في ذلك، ومن اجتهَدَ في العَشرِ كُلِّها في الصَّلاةِ والقُرآنِ والدُّعاءِ وغَيرِ ذلك مِن وُجوهِ الخَيرِ، أدرك ليلةَ القَدْرِ بلا شكٍّ، وفاز بما وعَدَ اللهُ به مَن قامَها، إذا فعل ذلك إيمانًا واحتسابًا) ((مجموع فتاوى ابن باز)) (6/399).
وذلك لكثرة نزول الملائكة أفواجاً أفواجاً؛ فقد قال تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ)، وكذلك اعتدال الجوّ فيها؛ فلا يُوصف بالحرارة، أو البرودة؛ إذ رُوِي عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، تُصبِحُ الشمسُ صبيحتَها ضَعيفةً حمْراءَ). فليلة القَدْر ليلةٌ هي إحدى الليالي العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وهي غير مُحدَّدةٍ بليلةٍ مُعيَّنةٍ؛ إذ ثبت في صحيح البخاريّ عن أبي سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ)، ولعل سبب إخفاء ليلة القَدْر، وعدم تحديدها؛ من أجل ترغيب وتحفيز العباد على الاستمرار والمداومة على العبادة، والمثابرة عليها، ولئلّا يقتصروا على العبادات والطاعات في ليلةٍ واحدةٍ، وفقا للزعبي. وعن أجر العمل الصالح في ليلة القدر، أكد الزعبي، أنها أفضل من أجر العمل مدّة ألف شهرٍ في غيرها، قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، وذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُري أعمال الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمال أمته أن لا يبلغوا من العمل مثل ما بلغ غيرهم في طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر.
الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
وَ أَكثر أَن تقول: " يا مُلَيِّنَ الْحَدِيدِ لِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَ الْكَرْبِ الْعِظامِ عَنْ أَيُّوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، أَيْ مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَ لا تَفْعَلْ بِي ما أَنَا أَهْلُهُ ". القسم الثالث: الأعمال و الأدعية الخاصة بهذه الليلة: الأدعية الخاصة بهذه الليلة و هي: 3. قراءة سورة العنكبوت و سورة الروم ، ففي الرواية عن الامام الصادق (عليه السلام): "من قرأَ سورة العنكبوت و الرّوم في ليلة ثلاث و عشرين فهو و اللَّه ( يا أبا محمّد) من أَهل الجنّة ". 4. و سورة الدخان. 5. قراءة سورة القدر ألف مرة. من قام ليله القدر ايمانا واحتسابا. 6.