الميثاق: قد تم ذكر اسم الميثاق أيضًا على هذه السورة. وذلك لأنها تتضمن حديث الميثاق في الآية ١٧٧ قال تعالى: ﴿سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ﴾. فضل سورة الأعراف كما نعلم فهناك بعض سور القرآن الكريم التي ورد ذكر فضلها في الأحاديث النبوية الشريفة بالتحديد ومن ضمن هذه السور سورة الأعراف وفيما يلي نذكر بعض من الآثار والأحاديث التي تدل على فضل هذه السورة: وروي عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم. أنه قال: (من أخذ السبع الطوال فهو حبر)، رواه أحمد. ما رواه واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: (أعطيت مكان التوراة السبع الطوال. وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضِّلت بالمفصل)، رواه أحمد وغيره. وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم. قرأ في المغرب بـ (الأعراف)، فرقها في الركعتين. تحقيق تفسير حتى يلج الجمل في سم الخياط - ملتقى أهل التفسير. رواه النسائي، وقال النووي: إسناده حسن. بعد أن تحدثنا عن سورة الأعراف وفضلها ننتقل الآن إلى الحديث عن تفسير: حتى يلج الجمل في سم الخياط. في البداية هذه الآية الكريمة قد وردت في سورة الأعراف كما ذكرنا.
وهي الآية الأربعون في السورة. ونص الآية هو: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ﴾. مقالات قد تعجبك: وأما عن تفسيرها فقد أجمع العلماء أن السَمِّ يقصد به يقصد به ثقب الإبرة. ولكنهم اختلفوا في المقصود بالجمل فإذا قرأ بفتح الجيم يقصد بها الجمل. ما معنى حتى يلج الجمل في سم الخياط. وهو الحيوان الذي نعرفه جميعًا. وإذا قرأ والجيم مضمونة يقصد بها الحبل الغليظ سواء الذي يشبه حبل السفينة أو حبل تصلق النخل. وبذلك فإن دخول من كذبوا بآيات الله واستكبروا الجنة متعلق بدخول الجمل في سم الخياط والمقصود بذلك هو نفي دخولهم الجنة. ولمعرفة المزيد من المعلومات عن تفسير: حتى يلج الجمل في سم الخياط. فيمكن الاطلاع على تفسير الطبري لهذه الآية وهو شيخ المفسرين للمزيد من الشرح والأدلة. اقرأ أيضًا: فوائد سورة الحشر الروحانية مقاصد سورة الأعراف تضمنت سورة الأعراف جملة من المقاصد مثل كليات الدين والتوحيد وأصول العقائد، وفي النقاط التالية بعض من مقاصد هذه السورة الكريمة: أولًا: إن الله سبحانه وتعالى قد أنزل القرآن الكريم من أجل التذكير والإنذار.
قال: ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ) فقال بعضهم: معناها: لا تفتح لأرواح هولاء الكفار أبواب السماء، قال آخرون: معنى ذلك أنه لا يصعد لهم عمل صالح ولا دعاء إلى الله، وقال آخرون: معنى ذلك: لا تفتح أبواب السماء لأرواحهم ولا لأعمالهم. وقوله: (وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ) [الأعراف:40]. يقول جل ثناؤه: ولا يدخل هؤلاء الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها الجنة التي أعدها الله لأوليائه المؤمنين أبداً، كما لا يلج الجمل في سم الخياط أبداً، وذلك ثقب الإبرة وكل ثقب في عين أو أنف أو غير ذلك فإن العرب تسميه "سماً " وتجمعه"سموماً". وأما الخياط: فإنه من المخيط وهي الإبرة، قيل لها خياط ومخيط كما قيل: قناع ومقنع وإزار ومئزر، ثم ذكر تأويل "الجمل" بأنه الجمل المعروف أي البعير، وقيل هو حبل السفينة الغليظ الضخم من ليف. اهـ مختصراً من جامع البيان في تأويل القرآن للطبري. ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. والله أعلم.
والإنسان أحوج ما يكون للتفاؤل في أحلك لحظات الليل ظلمة وأشد أوقات الأزمة؛ ففي هذا الوقت يأتي دور التفاؤل؛ فما حاجاتنا للتفاؤل وقت الرخاء والدعة؟ وهل نحتاج إلى إشعال الشموع إلا في الظلمات؟!. وقد قيل: علاج المصائب لا يكون بالوجوم و التحازن، ولكن بالرأي السديد والعمل الرشيد، ولا شيء يدمر إمكانيات الأمة ويدحر مستقبلها أكثر من الحزن واليأس والقنوط. كيف نتعامل مع الصعاب والعقبات؟ الصعاب والعقبات جزء من حياة الفرد وواقعه، ومن النجاح أن يحول الشخص الصعاب إلى مصاعد يصعد عليها إلى المعالي، وما أجمل أن يبدع المرء في تحويل المحنة إلى منحة. ولله در الشاعر: ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر والقرآن الكريم يعلمنا حسن التعامل مع الواقع من خلال التعرف على السلبيات والإيجابيات والعمل على تصحيح السلبيات، حيث قال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}. فمن رحمة الله عز وجل بعباده أنه لا يكلفهم ما لا يطيقون. معنى يلج الجمل في سم الخياط. ومن سننه تعالى في كون أن مع العسر يسرًا؛ فهذا توكيد على انتظار الفرج بعد العسر، ولقد زخرت السيرة النبوية والتاريخ بومضات في سماء الأمة المسلمة يهتدي بها الجميع؛ فقد قامت دولة الإسلام بعد خروج النبي من وطنه فارًا بدعوته، وعاد إليه فاتحا منتصرا بإذن الله، وهذا التاريخ زاخر بعظماء القوم الذين انتصروا بعد هزيمة.
إنّ الجنان التي ندخلها يوم القيامة هي أثيرية وليست بِمادية لأن التي تدخلها هي النفوس لا الأجسام ، وموقعها في الفضاء ، وهي سبعٌ فإذا صار يوم القيامة تكون ثمانية, وقد سبق الكلام عنها في كتابنا (الكون والقرآن) بعنوان (السماوات الأثيرية) ، وهنّ الحاملات للعرش وهنّ الملقّبات بالكرسي ، فقد جاء في مجموعة التوراة في صحف إشعيا النبيّ في الإصحاح السادس والستين قال: (( هكذا قال الربّ: السماوات كرسيّي والأرض موطئ قدمي)) ، فالسماوات هنا يريد بِها الطبقات الأثيرية. والجنان الأثيرية باقية لا تفنى ولا تزول إلى الأبد ولا يعتريها عارض ، والجنان لا يعلم الناس موقعها ليدخلوها ولكنّ الله تعالى يرسل ملائكته فيرشدون المؤمنين إليها. قال الله تعالى في سورة الأعراف { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} فقوله تعالى { الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا} يعني يقولون إذا دخلوا الجنة: الحمد لله الذي أرشدنا إلى طريق الجنة فدخلناها وما كنّا لنهتدي إلى طريقها لولا أن هدانا الله إليها.
وتُسمى بهذا الاسم لأنه تم ذكر أصحاب الأعراف بها. وذلك في الآية ٤٦ قال تعالى: ﴿وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴾. وفي الآية ٤٨ أيضًا قال تعالى: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ﴾. والأعراف يقصد به الحاجز (الفاصل) بين الجنة والنار وهو الذي يمنع وصول أهل النار إلى الجنة. تفسير مذهل للأية الكريمة "حتى يلج الجمل في سم الخياط".. لن تتخيله. الميقات: قد ذكر الفيروز أبادي في بصائر ذوي التمييز أن هذه السورة تُسمى بسورة الميقات. وذلك لأنه تم ذكر ميقات سيدنا موسى عليه السلام بها وذلك في الآية ١٤٣ قال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.