استعارة مكنيّة: هي التي حُذِف فيها المُشبَّه به ورُمِز له بشيء من لوازمه، [٨] كقول الشاعر الخزاعيّ: لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المَشيب برأسه فبكى شبه الشاعر هنا المَشيب وهو (الشَّيب) بإنسان يضحك، وقد حذف المُستعار منه (وهو المشبّه به الإنسان)، ورمز إليه بأمر من لوازم الإنسان أي يرتبط بالإنسان وهو (الضحك). الاستعارة من حيث اللفظ يقسِّم البلغاء الاستعارة أيضاً من حيث لفظها إلى: [١٠] استعارة أصليّة: أي أن يكون اللفظ المُستعار اسماً جامداً غير مُشتقّ، مثل قول الشاعر: عضَّنَا الدهر بنابه ليتَ ما حلَّ بنابِهْ شبه الشاعر هنا الدهر بحيوان مُفترِس، ثم حذف المُشبَّه به ورمز إليه بشيء من لوازمه وهو العضّ، والدهر اسم جامد مشتق من "دَهَرَ". الكلم الطيب - موسوعة الفوائد والحكم والأدعية والأذكار والأقوال المأثورة. استعارة تبعيّة: هي أن يكون اللفظ المُستعار اسماً مشتقّاً، أو فعلاً مثل قول الله تعالى: (وَلَمّا سَكَتَ عَن موسَى الغَضَبُ) ، [١١] فلفظة (سكت) مستعارة، وهي بدل كلمة انتهى، وقد شُبِّه الغضب بإنسان، ثمّ حُذِف المُشبَّه به وهو الإنسان، وقد رُمِز إليه بشيء من لوازمه وهو السكوت. الاستعارة من حيث طرفيها تقسَم الاستعارة من حيث طرفيها باعتبار المُلائِم -أي شيء يلائم المُشبَّه به-: [١٢] الاستعارة المُرشحة: هي ما ذُكِر معها ما يلائم ويناسب المُشبَّه به بعد حذفه، ومثال ذلك قول الشاعر: إذا ما الدّهر جرّ على أناس كلاكله أناخ بآخرينا معنى البيت أنَّ عادة الدهر تكدير العيش على الناس فيصيب أناساً بأذى ثمّ ينتقل ليصيب آخرين، وقد شبّه الدهر بجَمل إلا أنّه حذف المُشبَّه به (الجمل)، وأشار إليه بلفظ كلاكل، والذي يعني صدر الجمل، والقرينة هي تتمثل بالتأكيد أنّ للدهر كلاكل كما هي موجودة عند الجمل.
فظهر أنّ تفسير الدهر بالزمان والأبد ونظائرهما: تفسير ناقص. وأمّا مفهوم القهر والغلبة: فالظاهر أن يكون الاشتقاق انتزاعيّا وهذا المفهوم هو المتفاهم من حكومة الدهر وسلطانه واحاطته. { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان: 1] - أي مقدار معيّن محدود من مطلق الدهر الممتدّ المحيط الأبدي. فهذا القيد يدلّ على امتداد الدهر وكونه غير معيّن، والاستفهام للتقرير. { وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا} [الجاثية: 24]. { وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: 24] - فهم لا يتجاوز ادراكهم عن الحياة الدنيا المادّيّة النازلة القريبة المحسوسة ، وانّهم لغافلون عن الحياة الآخرة، وينسبون التأثير في هذه الحياة الى الدهر، غافلا عمّا فوقه وعمّن وراءه من العزيز الحكيم. ما معني كلمه الدهر. وأجاب تعالى عن قولهم- { وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24]. _________________ - مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ. - مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ. - مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ١٣٣٤ هـ.
[١] أركان الاستعارة الاستعارة نوع من المَجاز اللغويّ في علم البلاغة، وهو يشابه بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي الآخر المختلف والذي تودّ إيصاله الجملة، ويتكوّن مما يأتي: [٢] [١] المُستعار منه: المعنى الأصلي الذي وُضعَت له العبارة أولاً، وهو " المُشبَّه به". المُستعار له: المعنى الفرعي الذي لم تُوضَع له العبارة أولاً وهو "المشبَّه". المُستعار: أي اللفظ المَنقول بين المُشبَّه والمُشبَّه به، أو هو وجه الشَّبَه أو العلاقة بينهما. القرينة: هي التي تمنع من إرادة المعنى الحقيقيّ فتغيره، وهي إمّا لفظيّة وإمّا حاليّة تُبيّن الحال، ومثال ذلك قول الهذليّ: وإذا المَنِيّة أنشبَت أظفارَها أبصرتُ كلَّ تميمة لا تنفعُ شبّه الشاعر المَنِيّة بحيوان مُفترِس له أظافر، وقد حذف المُشبَّه به هنا، والقرينة تمثلت في إثبات الأظافر للمَنِيّة، [٣] ومن أشهر ما ذُكر في الاستعارة من القرآن الكريم: (وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا) ، [٤] فالمُستعار منه "المشبه به" هو النار، والمُستعار له "المشبه" هو الشَّيب، والمُستعار "وجه الشبه بينهما" هو فعل الاشتعال. [٥] تدريب: حدّد\ي ركن "المستعار" في الاستعارة الموجودة في كلّ جملة من الجمل الآتية: الجملة المستعار في الجملة المَجْدُ عُوفيَ إذْ عُوفيتَ المستعار: (...................... ما معنى الدهر في حديث "لا تسبوا الدهر"؟. ) أَقْسمتْ سيوفُهمْ ألا تُضيع حقًّا لهم وإِذا السعادةُ لاحظتْك عيونُها وفمُ الزمان تبسُّم وثناء وعد البدر بالزيارة ليلاً أصل الاستعارة كانت العرب تستعير الكلمة فتضعها في مكان كلمة أخرى تشبهها، كأن تكون جزءاً منها، أو سبباً لها، كقول العرب: أصابَنا ربيعٌ باكرٌ؛ إذا أمطرت باكراً في فصل الربيع، ولكلِّ استعارة معنى حقيقيّ، وبيان مشترك بين المستعار، والمستعار له لا يُفهَم إلا بالاستعارة.
↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:3418، صحيح. ↑ "حديث صيام الدهر" ، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2021. بتصرّف. معنى و تعريف و نطق كلمة "دَهْر" في (معاجم اللغة العربية) | قاموس ترجمان. ↑ محمود سعدات (16/6/2016)، "فضائل الصيام" ، الألوكة الشرعية ، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2021. بتصرّف. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5177، صحيح. ↑ سورة البقرة، آية:184 ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم:1896، صحيح. ↑ رواه الألباني، في تمام المنة، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:394 ، إسناده حسن.
فتاوى ذات صلة
وأسأل الله أن يوفقنا جميعا وسائر المسلمين لإكمال صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا، وأن يبلغنا والمسلمين صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يصلح قادتهم ويعينهم على كل خير، وأن يوفق ولاة أمرنا في هذه البلاد لكل خير، وأن يعينهم على كل ما فيه صلاح العباد والبلاد، وأن يصلح لهم البطانة، وأن يجعلهم هداة مهتدين، وأن يتقبل منا جميعا صيامنا وقيامنا، وأن يعتقنا جميعا من النار، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
فما أجدر الأمة الإسلامية اليوم أن تقوم بدورها، فتحاسب نفسها عند حلول شهرها، وما أحوجها إلى استلهام حكم الصيام، والإفادة من معطياته، والنهل من معين ثمراته وخيراته. كيف نستقبل رمضان أيها الإخوة: إن استقبالنا لرمضان يجب أن يكون - أولاً - بالحمد والشكر لله جل وعلا، والفرح والاغتباط بهذا الموسم العظيم، والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي؛ كما يجب الخروج من المظالم وردّ الحقوق إلى أصحابها، والعمل على استثمار أيّامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً؛ فبهذا الشعور والاحساس تتحقق الآمال، وتستعيد الأفراد والمجتمعات كرامتها، أما أن يدخل رمضان ويراه بعض الناس تقليداً موروثاً، وأعمالاً صورية محدودة الأثر ضعيفة العطاء، بل لعلّ بعضهم أن يزداد سوءاً وانحرافاً - والعياذ بالله - فذلك انهزام نفسي، وعبث شيطاني، له عواقبه الوخيمة على الفرد والمجتمع. فلتهنأ الأمة الإسلامية بحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها بهذا الموسم الكريم، إنه فرصة للطائعين للاستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، كيف لا يفرح المؤمن بتفتيح أبواب الجنان؟! وكيف لا يفرح المذنب بتغليق أبواب النيران؟!
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فيا معشر المسلمين: نحن في استقبال شهر كريم مبارك، شهر الصيام والقيام، شهر تلاوة القرآن، شهر مضاعفة الحسنات وتكفير السيئات، شهر المسارعة إلى أنواع الطاعات والمنافسة في الخيرات، شهر جعل الله صيامه فريضه وقيام ليله تطوعا، يقول فيه النبي ﷺ: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وسلسلت الشياطين ، ويقول عليه الصلاة والسلام: إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة ، وفي الرواية الأخرى: فتحت أبواب السماء ، وهذا يبشر بالخير، وأن الله جل وعلا يجود على عباده بأنواع الخيرات، ويهديهم لأنواع الطاعات التي تصعد إلى السماء مع هذه الأبواب المفتحة، ويوفقهم لأسباب دخول الجنة والنجاة من النار.