الاحد19 ذو الحجة 1433 هـ - 4 نوفمبر 2012م - العدد 16204 شخصية بابا فرحان الرياض - ثقافة اليوم توفي مساء أمس الفنان القدير هاني السعدي إثر أزمة صحية مفاجئة داهمته أثناء وجوده في منزله في جدة، نقل بسببها إلى المستشفى قبل أن يفارق الحياة. هاني السعدي.. مبدع شخصية «بابا فرحان» - صحيفة الاتحاد. وعُرف الفنان الراحل بأدائه شخصية "بابا فرحان" في مسلسل الأطفال الشهير الذي يحمل نفس الاسم، وعرضه التلفزيون السعودي لأكثر من عشر سنوات، ابتداء من منتصف التسعينيات الميلادية. «الرياض» تتقدم بأحر التعازي والمواساة لذوي الفقيد، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.. «إنا لله وإنا إليه راجعون». هاني السعدي
وبعدها توالت أعماله إنتاجاً وإخراجاً، وبدأ في العام نفسه بإنتاج فوازير رمضان التي كانت تستقطب عشرات الآلاف من الأطفال في الشهر الكريم، وقدم هذه الفوازير في الأعوام 1978، 1980، 1981، وبذلك يكون أول منتج خاص لهذه الفوازير، وكانت تنتج من قبل بواسطة محطة تلفزيون المدينة المنورة. كما أخرج برنامجي "كلمة عتاب"، و"مسرح العيد". شهرته عبر "بابا فرحان" في عام 1992 إبتكر هاني السعدي عائلة "بابا فرحان"، بمشاركة رفيق دربه ومؤلف مسلسل "بابا فرحان"، الممثل والكاتب السعودي خالد الحربي ، وشارك في هذا المسلسل طوال سنوات عرضه على شاشة التلفزيون السعودي ما يقارب 300 ممثل، بعضهم إرتقى إلى مستوى النجومية. شخصية بابا فرحان العلي. وقد إستثمر هذه الشخصية المحبوبة، فقدم العديد من المسرحيات لعبت شخصيات مسلسل عائلة "بابا فرحان" أدواراً فيها، وجاب بها عدداً من المدن السعودية، كما ركّز في هذه المسرحيات على الرسالة التربوية والوطنية، التي أراد إيصالها لأطفال المملكة، من حيث الشعور بالإنتماء الوطني، ودفعهم إلى التفاعل مع شخصية طفولية عربية، تحل محل الشخصيات الغربية. وقد حرص هاني السعدي على كتابة قصص سيناريوهات المسلسل، من خلال الكتاب المحليين بالإعتماد على الأفكار الجديدة والمعالجات المبتكرة واللغة البسيطة، حتى يمكن من خلالها إيصال الأفكار والتوجيهات بطريقة مقنعة وغير مباشرة إلى المشاهدين المستهدفين، وخصوصاً الأطفال.
وحرص الفنان الراحل السعدي على كتابة قصص سيناريوهات المسلسل من خلال الكتاب المحليين بالاعتماد على الأفكار الجديدة والمعالجات المبتكرة واللغة البسيطة حتَّى يمكن من خلالها إيصال الأفكار والتوجيهات بطريقة مقنعة وغير مباشرة إلى المشاهدين المستهدفين وخصوصًا الأطفال. وخلال سلسلة (بابا فرحان) فقد اشترك كبار الممثلين من السعوديَّة والخليج والعرب وفاق عدد الممثلين (500) خلال السنوات التي يعرض فيها المسلسل، كما عرضت (عائلة بابا فرحان) عدَّة مسرحيات وانتقلت إلى أكثر من مدينة في المملكة.
هاني السعدي ممثل ومنتج سعودي، ولد عام 1948 بمدينة عمّان في الأردن، بسبب عمل والده هناك، وإشتهر بشخصية " بابا فرحان "، على القناة الأولى بالتلفزيون السعودي، والذي عرض لمدة طويلة، حتى جاء قرار بوقف هذه الأعمال من أجل التطوير والتغيير. عمل في الخطوط السعودية ، وتدرج في وظائف عديدة، أخرها مدير للأنشطة الثقافية، وأخرج من خلالها أوبريت خمسين سنة للخطوط. بداياته وأعماله حاز هاني السعدي على الموافقة ليكون ممثلًا في الإذاعة، في 28 تشرين الأول/أكتوبر عام 1965، فشارك بالعديد من البرامج والمسلسلات الاجتماعية، وما إن بدأ بث التلفزيون السعودي، حتى وجد ضالته فيه، فإتجه للتمثيل، وشارك في عدد من المسلسلات التلفزيونية بالأبيض والأسود، ومنها "رياح العاصفة"، و"نافذة على الحياة"، التي أخرجها طارق ريري و"قيس وضياء" من إخراج رشيد أسعد، و"مشاكل وحلول"، و"ركب النبوة" من إخراج عبد العزيز الفارس. شخصية بابا فرحان يصل. ووفي عام 1972 عاد ليعمل في الإذاعة السعودية ، إلى جانب عمله في التلفزيون السعودي، ثم نال الترقية إلى الدرجة الأولى بعام 1976، ومنها إنتقل إلى عالم الإنتاج والإخراج. إفتتح هاني السعدي أول أعمال التلفزيون السعودي الملونة، بإنتاج وبطولة سهرة تلفزيونية باسم "نور العيون"، وعرضت هذه السهرة في 2 حزيران/يونيو عام 1977، وكانت من الجودة بحيث دفع ذلك مدير عام التلفزيون إلى تقديم خطاب شكر لهاني على إنجازه.
وفي عام 1972 عاد ليعمل في الإذاعة السعودية إلى جانب عمله في التلفزيون السعودي ، ثم نال الترقية إلى الدرجة الأولى بعام 1976 ، ومنها انتقل إلى عالم الإنتاج والإخراج. افتتح أول أعمال التلفزيون السعودي الملونة بإنتاج وبطولة سهرة تلفزيونية باسم "نور العيون"، وعرضت هذه السهرة في 2 يونيو 1977 ، وكانت من الجودة بحيث دفع ذلك مدير عام التلفزيون إلى تقديم خطاب شكر للفنان على إنجازه. وبعدها توالت أعمال إنتاجا وإخراجا، حيث بدأ في العام نفسه بإنتاج فوازير رمضان التي كانت تستقطب عشرات الآلاف من الأطفال في الشهر الكريم، وقدم هذه الفوازير في الأعوام 1978 ، 1980 ، 1981 ، وبذلك يكون أول منتج خاص لهذه الفوازير، حيث كانت تنتج من قبل بواسطة محطة تلفزيون المدينة المنورة.
تتلاقى مقولة الأديب والشاعر السوري محمد الماغوط، "عمرها ما كانت مشكلتنا مع الله، مشكلتنا مع الذين يعتبرون أنفسهم بعد الله"، مع عبارة قالها الشاب الأردني سامر (40 عاماً): "لو كان الله يعاملني كما عاملني مجتمعي، لكان أخذ أمانته وقال يلا نتحاسب، لكن الله أعطاني فرصةً، فيما مجتمعي خوّل لنفسه أن يحاسبني! ". وسامر واحد من المتعايشين مع مرض الإيدز، الذين تواصل رصيف22، معهم/ ن لإعداد هذا التقرير، وما جاء في تجربته يؤكد على صحة تلاقي كلامه مع عبارة الماغوط. "لا أسمح لأي إنسان بأن يحكم عليّ بسبب سلوك مارسته في يوم من الأيام"، يقول وكأنه يضع حداً لأي أسئلة يمكن أن تتضمن حكماً أو وصماً خطأ بحقه. أجب بعلامة صح او خطا هذا الطبيب نفسه فحص المرضى يسمى هذا الأسلوب شرط - المرجع الوافي. "يقولون عني مثلي؟ مطحنة جنسية؟ متعاطٍ؟ لا مشكلة. هذا لن يهزّ ثقتي بنفسي". أصيب سامر بفيروس الإيدز حين كان عمره 23 عاماً، ويتعامل مع الأمر "مثله مثل أي فيروس يدخل الجسم، وأنا متعايش ومتصالح معه، وأعلم أن ربي سامحني". وهذه الثقة العالية بالنفس والشخصية القوية الموجودة لدى سامر اليوم لم تنشأ من فراغ، فالحال لم يكن هكذا أول اكتشافه بأنه مصاب، عندما شعر بأن ستارة الحياة أصبحت قاتمة السواد وأُسدلت في وجهه، وكان حينها ينتظر موته، وفق تعبيره.
أتعامل مع الإيدز مثله مثل أي فيروس يدخل الجسم، وأنا متعايش ومتصالح معه. "اعتقدت أنني سأموت فوراً" يسرد سامر: "كنت أعيش وأعمل في دبي، وعلى علاقة مع فتاة من جنسية أجنبية، وعندما ذهبَت مرةً لإجراء فحوص من أجل تجديد إقامتها، اكتشفت أنها مصابة بالإيدز، الأمر الذي دفعني لإجراء الفحص، لكن النتيجة التي أخبرني بها موظف المختبر لم تطمئنني بل جعلتني أنهار". ويضيف: "خسرت شغلي، وسافرت بمحض قراري قبل أن يخرج قرار بتسفيري، وعدت إلى الأردن، وعندها أخبرت والدي وصديقي المقرب فقط، وعشت أياماً في انتظار موتي، حسب الفكرة التي نشأت عليها منذ صغري بأن من يصاب بالإيدز يموت فوراً". لكن صديق سامر أخبره بعدم صحة هذه الفكرة، وأخذه إلى مركز مشورة تابع لوزارة الصحة. "هناك كان سؤالي الوحيد متى يموت المصاب؟ أما اليوم فأنا أمثّل الأردن في مؤتمرات خارجية عن فيروس الإيدز، وأصبحت مثالاً للمصاب الذي لا يخجل من إصابته، ويرفع معنويات المصابين ويفنّد الأفكار المغلوطة حول المرض، وبدأت أعمل بشكل فردي أو جماعي على التواصل مع مصابين من أجل تحفيزهم. تحولتُ إلى قنبلة من الطاقة الإيجابية". تقاطع الحديث أصوات أطفاله وهم ينادونه، وبعد أن رد عليهم أكمل بابتسامة: "كثيراً ما أُسأل إن كانت العدوى انتقلت إلى أولادي.
"أخبرت والدتي بإصابتي بعد ثلاثة أشهر من اكتشافي إياها. حاولت التعايش مع مرضي، وحرصت على ألا أكشف عنه في شركة الاتصالات التي أعمل فيها، خوفاً من فصلي، لكن زميلةً لي أفشت السرّ، ربما لأنني كنت متفوقةً عليها في المبيعات"، تقول الفتاة ذات الأعوام السبعة والعشرين. "لم أستسلم" تشير رانيا في حديثها. "لا ألوم المجتمع بسبب جهله لمرض الإيدز ونظرة العار من قبله إلى كل مصاب. ألوم الدولة التي لم تساعد على تغيير هذه الصورة المغلوطة، وكأننا عبارة عن عدوى متنقلة تسبب الوفاة لكل من يلمسها، وانعكاس لمرآة الجنس والعيب والكفر". وتختم: "أنا لا أخشى البوح بإصابتي خوفاً على رزقي فحسب، لكني أخاف من سماع كلام قد يجرحني". "عشان إيش ومين أحرم أولادي مني؟"؛ هكذا سأل شادي (39 عاماً) نفسه، عندما استوعب الخطأ الذي كان سيرتكبه عندما حاول الانتحار بعد اكتشاف إصابته بالإيدز عام 2019، عن طريق تناول كميات كبيرة من الدواء، قبل أن تنقذه زوجته. ويحكي لرصيف22: "في ذلك العام جاءني عقد عمل في السعودية، وأجريت فحوصاً من بينها فحص الإيدز وفق شروط العقد، وبعد يومين استدعاني المختبر وأخبروني بإصابتي. صُدمت وذُهلت وانهرت، وما زاد الأمر وطأةً، الطبيب الذي تحدث معي في مركز المشورة التابع لوزارة الصحة، بأسلوب قاسٍ جداً، كأنه وكيلي أو ولي أمري، فانهال عليّ بالاتهامات، وسمح لنفسه بأن يتدخل في حياتي الخاصة، حتى أنه هددني بإخبار زوجتي بإصابتي إذا لم أبلغها.