" تدور الأرض حول الشمس من الشرق إلى الغرب " تعرف معنا على حقيقة هذه العبارة فقد اتجه البشر إلى تفسير حركة الكون منذ بداية القرن السادس عشر ومن خلال الدراسات لاحظ العلماء أن الأرض تتحرك ليس فقط حول الشمس بل تتحرك أيضًا حول محورها (نفسها)، وفي بداية الأمر اعترض الكثير من الأفراد على هذه الملاحظة وكذبوها ولكن مع مرور الوقت باتت من الحقائق المقبولة، وتوصل العلماء إلى أن السبب في دوران كوكب الأرض حول الشمس وحول محوره يرجع إلى أحد الظواهر النجمية التي اكتشفها العلماء وهي أن الشمس تشرق من المشرق وتغرب من المغرب. تقوم الأرض بنوعين من الدوران يتمثل النوع الأول في دورانها حول محورها، وهذا النوع معروف باسم الدوران الفلكي sidereal rotation، وهو الدوران المسئول عن تعاقب الليل والنهار، والنوع الآخر يتمثل في دورانها حول الشمس وهذا النوع يعرف باسم الفترة المدارية orbital period، وهو الدوران المسئول عن الفصول الأربعة، ولنوضح لكم محتوى شامل بخصوص دوران الأرض سنتابع الحديث معكم من خلال سطورنا التالية على موسوعة. تدور الأرض حول الشمس من الشرق إلى الغرب شغل هذا العنوان محركات البحث في الفترة الأخيرة وهو يتضمن معلومات خاطئة فالأرض تدور حول الشمس من الغرب إلى الشرق وليس العكس، فهي تدور باتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة، ويتخذ كوكب الأرض في دورانه حول الشمس شكل بيضاوي (إهليليجي) حيث تقع الشمس في احدى بؤرتيه، ويقوم بإتمام دورة كاملة خلال 365 يوم تقريبًا، ويتم احتساب السنة الميلادية وفق هذا الدوران، وينتج من هذا الدوران تعاقب الفصول الأربعة فالأرض خلال دورانها حول الشمس لا تبقى على نفس المسافة ومع اختلاف المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس يختلف الجو السائد المسيطر على الكوكب.
[٣] تُساوي سرعة دوران الأرض حول الشمس 107, 000 كم/ساعة ، حيث حُسبت هذه السرعة بقسمة المسافة التي تقطعها الأرض أثناء دورانها حول الشمس؛ والتي تُساوي حوالي 149, 597, 870 كم على الوقت الذي تحتاجه الأرض لإتمام ذلك؛ والذي يبلغ 365. 25 يوماً. [٤] سبب دوران الأرض حول نفسها تدور الأجسام حول نفسها بسبب قانون حفظ الزخم الزاوي، وهو القانون الذي يعتمد عليه المتزلّجون على الجليد عند ضمّ أيديهم إلى أجسامهم لرفع سرعة دورانهم، وعليه فإنّ وجود قوة جاذبية تُؤثّر على الكتلة بشكل متساو من جميع الاتجاهات نحو الداخل فتتسبّب بتكوّر هذه الكتلة لتُصبح كوكباً مستديراً في حال كفاية هذه الكتلة، والقصور الحاصل عند ذلك يتسبّب بدوران الكوكب الناتج حول نفسه، أيّ أنّ الأرض تدور حول محورها منذ نشأتها بحسب العالم لومان. [٥] يتأثّر دوران الأرض بقوة الجذب المدّية للقمر أيضاً، والتي تتسبّب بتباطؤ سرعته الدورانية بمقدار 1 ميللي ثانية سنوياً، حيث كان اليوم في زمن الديناصورات يُساوي 22 ساعة، وبالإضافة إلى ذلك تُؤثّر قوة جذب القمر المدّية على مدى قربه من كوكب الأرض؛ حيث تتسبّب بابتعاده عنها بمقدار 1 مليمتر سنوياً، فالقمر كان أقرب ممّا هو عليه الآن في الماضي.
ولما كانت الأرض تدور حول محورها دورة كاملة أي (360) درجة كل 24 ساعة، فإن ضوء الشمس ينتقل 15 درجة من درجات خطوط الطول في الساعة الواحدة من الشرق إلى الغرب، أي بمعدل 4 دقائق لخط الطول الواحد؛ ومعني ذلك أن الفرق الزمني الناشئ عن اختلاف خطوط الطول علي خط العرض الواحد يقدر بأربع دقائق لكل درجة من درجات خطوط الطول، ويضاف هذا الفرق إذا كان الموقع في نصف الأرض الشرقي، ويطرح إذا كان في نصفها الغربي. ويعتبر خط الطول (180) هو الخط العالمي للتاريخ، وباجتيازه من الشرق إلى الغرب يتأخر الزمن يوما كاملا؛ ويتعرج الخط العالمي للتاريخ شرقا وغربا عبر خط طول (180) وذلك بتأثير خطوط العرض، ويمر من مضيق بيرنج شمالا إلى شرق جزيرة نيوزيلندا جنوبا.
[16] ومن هنا نصل إلى ختام مقال كم مدة حمل مريم بعيسى ؛ والتي اختلف العلماء فيها بين تسعة أشهر وثمانية وقيل حملت ووضعت في نفس الوقت، فالعلماء لم يقفوا على رواية واضحة، إلا أن الجمهور قالوا بتسعة أشهر، ومن ثم بينا معجزة حمل السيدة مريم، وما الحكمة من ولادة عيسى من غير أب، وما كان بعد حمل مريم وكيف حملت وكم كان عمرها حينها في السطور السابقة.
ومهما يكن من شيء، فإن هذا لا نُكلَّف به كعقيدة ، وهو مُدة حملها، والمهم أنها ولدته من غير زواج ولا طريق آخر، كما نصت عليه آيات القرآن الكريم.
وبالتالي. [11] في قوله: {ولكي نجعلها إشارة للناس} ، زعم ابن كاظم أن الحكمة جاءت لتدل على قدرة الله تعالى على الخلق كما شاء. لقد خلق آدم بدون أب وحواء من رجل وخلق خليقة من رجل وامرأة ، فقط لمعرفة عظمة وقوة الخالق. مدة حمل مريم بعيسى عليهما السلام - إسلام ويب - مركز الفتوى. [12] وذكر ذلك الساعدي فقال: آية للناس تدل على كمال قوة الله تعالى ، وأن جميع الأسباب ليست مستقلة عن التأثير ، بل أثرها بقضاء الله. كم كان عمر مريم عندما حملت بيسوع؟ كان للعذراء مريم بعد رعاية زكريا لها ؛ اختيار خاص حيث بعد أن مكثت في مكانها للعبادة ورزقها الله بالطعام والشراب ، بدأت الملائكة بالنزول لشرح اختيارها ، كما قال تعالى: {ولما قالت الملائكة: "يا مريم ، هذا الله" اختارك لإطعامك وإطعامك "[13] بعد ذلك ، جاءها الأمر الإلهي بحمل عيسى عليها السلام ، وكان عمر السيدة مريم في ذلك الوقت ، حيث ذكرت القرطبي في الطبري أنها كانت في الثالثة عشرة من عمرها ، لكن لم يعتمد أحد من علماء اللوس على ذلك. صحة ذلك ، ولم يذكر صراحة في أي تأويل وتاريخ ، فما نقل عن الطبري أن عيسى كان أيضًا في الثانية والثلاثين من عمره عندما صعد إلى السماء ، وأن السيدة مريم بقيت بعد أن أخذ ستة. سنة ، وكانت تبلغ من العمر خمسين سنة ، وهذا أمر لم يأت نص صريح على تفسيره ، لكن بعض العلماء ذكره.
لو كانت امرأة غير مريم العذراء عليها السلام لفرحت بذلك الخبر لأنها ستكون أم نبي من الأنبياء ، لكنها لم تفرح وإنما حزنت وقالت " قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا" ، تعجبت العذراء وقالت كيف يكون لي ولد من غير أب ، فقال جبريل عليه السلام هذه مشيئة الله وهو على كل شيء قدير ، ثم نفخ روح الله جبريل في طرف كُم ثياب مريم عليها السلام فتسللت النفخة في ملابس العذراء حتى وصلت إلى الفرج فحملت في ساعتها. قال تعالى " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا"، حملت مريم العذراء في المسيح عيسى عليه السلام عبد الله ونبيه ورسوله دون أب ودون تدخل من البشر ودون أم يمسها أحد بمعجزة من الله القادر على كل شيء.
فأجابت بأنّ الله قادرٌ على خَلْق إنسانٍ دون أبٍ؛ لأنّه خلق الشجر والزرع أوّل مرةٍ دون حبٍّ أو بذرٍ، وكذلك خلق آدم -عليه السلام- من دون أبٍ، فصدّق الرجل كلام مريم بمجرّد سماعه لجوابها. الوضع بعد الحمل مباشرة: ذكر ابن جريج روايةً عن المغيرة بن عتبة بن عبد الله، أنّه سمع عبد الله بن عباس يقول: إنّ مريم حملت بعيسى -عليه السلام-، ثم لم يكن إلّا أن وضعته وربما استدلّ ابن عباس -رضي الله عنهما- على ذلك بقَوْله تعالى -: "فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا*فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ" وأنّ الفاء في الآية تُفيد تعاقب المراحل. ويُردّ على ذلك: بأنّ الفاء بالرغم من أنّها تفيد التعقيب، إلّا أنّ كلّ تعقيبٍ يكون بحسبه ودليل ذلك أنّ الله -تعالى ذكر خلق الإنسان معقّباً كلّ مرحلةٍ على الأخرى فقال عز وجل -: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ*ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا" فيكون القول بأن مريم حملت بعيسى عليه السلام ثم وضعته غريب من هذا الوجه.
وقد ثبت في الصحيحين أن بين كل صفتين أربعين يوما [ يعني: تبقى النطفة أربعين يوماً والعلقة أربعين والمضغة أربعين]. وقال تعالى: ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة) فالمشهور الظاهر - والله على كل شيء قدير- أنها حملت به كما تحمل النساء بأولادهن ، ولهذا لما ظهرت مخايل الحمل بها وكان معها في المسجد رجل صالح من قراباتها يخدم معها البيت المقدس يقال له يوسف النجار ، فلما رأى ثقل بطنها وكبره أنكر ذلك من أمرها ثم صرفه ما يعلم من براءتها ونزاهتها ودينها وعبادتها ثم تأمل ما هي فيه فجعل أمرها يجوس في فكره لا يستطيع صرفه عن نفسه ، فحمل نفسه على أن عَرَّض لها في القول ، فقال: يا مريم إني سائلك عن أمر فلا تعجلي عليّ. قالت: وما هو ؟ قال: هل يكون قط شجر من غير حب ؟ وهل يكون زرع من غير بذر ؟ وهل يكون ولد من غير أب ؟ فقالت: نعم ، وفهمت ما أشار إليه ، أما قولك: هل يكون شجر من غير حب ؟ وزرع من غير بذر ؟ فإن الله قد خلق الشجر والزرع أول ما خلقهما من غير حب ولا بذر. وهل يكون ولد من غير أب ؟ فإن الله تعالى قد خلق آدم من غير أب ولا أم. فصدقها وسَلَّم لها حالَها. ولما استشعرت مريم من قومها اتهامها بالريبة انتبذت منهم مكانا قصيا أي قاصيا منهم بعيدا عنهم لئلا تراهم ولا يروها قال محمد بن إسحاق فلما حملت به وملأت قلتها ورجعت استمسك عنها الدم وأصابها ما يصيب الحامل على الولد من الوصب والترحم وتغير اللون حتى فطر لسانها فما دخل على أهل بيت ما دخل على آل زكريا وشاع الحديث في بني إسرائيل فقالوا إنما صاحبها يوسف ولم يكن معها في الكنيسة غيره وتوارت من الناس واتخذت من دونهم حجابا فلا يراها أحد ولا تراه " انتهى كلام ابن كثير رحمه الله.
والله أعلم.