الأمن والأمان.. من أعظم نعم الله من أعظم النعم التي أنعمها الله سبحانه وتعالى على عباده -وهي كثيرة- نعمة الأمن والأمان، وهذه النعمة هي أساس الاستقرار وبداية النهضة واستمرار الحياة، والأمن هنا لا يقصد به أمن المجتمع فقط، بل يشمل بالإضافة إلى ذلك الأمن على صعيد الأسرة والفرد أيضاً، فالإنسان حينما يتحقق عنده الأمان النفسي تجده يبدع ويغدو قابلاً للإنتاج والعطاء بشكل أكبر له ولأسرته ولمجتمعه. نعمة الأمن والامان في الأوطان. وإذا نظرنا في كتاب الله نجد الكثير من الآيات التي تنبه الإنسان إلى عظيم تلك النعمة، ولذلك فإن أول ما دعا به أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام حين حمل ابنه وزوجته إلى مكة أن قال " رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ " البقرة 126. وامتن الله سبحانه وتعالى على قريش بتلك النعمة فقال: " فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ (4) " قريش. وقال في سورة أخرى: " أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُون " القصص 57.
ومن أجل هذا كانت مسألة الأمن في الإسلام من أهم المسائل والقضايا، ومن أجل تحقيق الأمن والأمان شرعت الحدود، وفرض القصاص، ووجدت الأحكام، والتعزيرات، وغير ذلك. فقد روى البخاري عن خباب بن الأرت - رضي الله عنه - قال: شكونا إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو متوسد بردة له في ظلِّ الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا؟ فقال: (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه. أهمية الأمن والاستقرار - سلمان بن محمد العُمري. والله ليتمن الله هذا الأمر حتَّى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه. ولكنكم تستعجلون). وهذا أمرٌ أدركه قادة المملكة العربيَّة السعوديَّة منذ نشأتها وتوحيدها على يد الملك المجاهد عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل -رحمه الله- فبلاد الحرمين الشريفين لم تشهد التطوّر والرقي إلا في ظلال الأمن والاستقرار. وما تزال المملكة تبذل كل جهدها - بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد -وفقهم الله- في سبيل الحفاظ على نعمة الأمن والأمان. وإذا ذكرت الجهود في المحافظة على الأمن في بلاد الحرمين الشريفين فلا بُدّ من ذكر وزارة الداخليَّة المنوط بها -بشكل أساس- المحافظة على الأمن، وإذا ذكرت وزارة الداخليَّة فلا بُدَّ من ذكر رجل الأمن الأول في الدولة، وهو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخليَّة -حفظه الله- وما يبذله من جهود عظيمة في أن تبقى المملكة واحة أمن واستقرار، وجنة أمان ورخاء ورجاله البواسل من خلفه.
وقد قيل لحكيم: أين تجد السرور؟ قال: في الأمن، فإنِّي وجدتُ الخائف لا عيش له. إن مكانة الأمن كبيرة، وكان نبيُّكم - صلى الله عليه وسلم - إذا دَخَلَ شهرٌ جديد، ورأى هلاله، سأل الله أن يجعلَه شهر أمن وأمان، وقال: ((اللهُمَّ أهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تُحب وترضى)) [6]. وفي الحديث الآخر يُذَكِّر - صلى الله عليه وسلم - الناس بهذه النِّعمة؛ فيقول: ((مَنْ أصبح منكم آمناً في سِرْبه، معافًى في جسَده، عنده قُوت يومِه، فكأنَّما حِيزَتْ له الدُّنيا بحذافيرها)) [7]. إذا تفَيَّأ المجتمعُ ظلال الأمْنِ والأمان، وجَدَ لذَّة العبادة، وذاق طعْمَ الطاعة، فعمرت المساجد، وأُقيمَت الصلوات، وحُفِظَت الأعراض، وانْتَشَر الخيرُ. خطبة عن نعمة الامن والامان واجتماع الكلمه. وإذا ضعف الأمْنُ واختَلَّ، تبَدَّلَ الحال، ولَمْ يهنأ أحدٌ براحة بال، فتختل المعايِشُ، وتُهْجَر الديار، وتُفارَق الأوطان، فتُقْتَل أنفس بريئة، ويُيَتَّم أطفال، وتُرَمَّلُ نساء، ولن يدركَ ذلك إلا مَن ذاق وَيْلات الحروب، واصطلى بِنِيرانِها. لقد أنْعَم الله على كثيرٍ من الأُمَم بنِعْمَة الأمن، لكنهم لما كَفَرُوا بنعمة الله، وأعْرَضُوا عن شرع الله؛ عاقَبَهُم الله، فبَدَّلَ أمنهم خوفًا، فلا تسلْ عما يحلُّ بهم بعد ذلك؛ يقول سبحانه:﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [8].
الروابط المفضلة الروابط المفضلة
إنَّ دوام النِّعَم وشُكْرها مقترنان؛ فكُفْرُ النِّعمة يعرضها للزوَال، وشُكرها يطيل أمَد البقاء، فالذنوبُ مُزِيلَةٌ للنِّعَم، وبها تحل النِّقَم؛ قال سبحانه: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [9]. ألا وإنَّ منَ الخطأ - عباد الله - قصر مفهوم الأمن على نطاق ضَيِّقٍ، يَتَمَثَّل في مُجَرَّد حماية المجتمع من السَّرِقة، أو النَّهْب، أو القتل، وما شابه ذلك؛ فمفهومُ الأمن أعَمُّ مِنْ ذلكم وأجَلُّ؛ حيث يشمَلُ التمَسُّك بعقيدة التوحيد، والبُعْد عن الشِّرْك وموالاة الأعداء، ومحارَبة مَن يسْعَون إلى تنْحِيَة شرْع الباري - جلَّ شأنُه - عن واقع الحياة، أو مُزاحمة شرْع الله بشَرْع غَيْرِه؛ ﴿ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ [10]. إنَّ أمن العُقُول لا يقل أهمية عن أمْنِ الأرواح والأموال، فكما أنَّ للأرواح والأموال لصوصًا؛ فإنَّ للعقول لصوصًا كذلك، ولصوصُ العقول أشَدُّ خطرًا، وأنكى جُرحًا، من سائر اللصوص. نعمة الامن والامان. اللهُمَّ إنا نسألك الأمن والأمان، والسلامة والإسلام، يا ذا الجلال والإكرام.
فلما أصروا على الكفر ومحاربة الله ورسوله، أبدل أمنهم خوفا، وغناهم فقرا، وشبعهم جوعا، وهو ما حكاه عنهم في آية سورة النحل السابقة. • الأمن مسؤولية الجميع وفي هذا الصدد نذكر الجميع، بأن الأمن مسؤوليتنا جميعاً في هذا المجتمع الآمن بفضل الله ثم جهد المخلصين، ويجب على الجميع المحافظة على الأمن والأمان العقدي للمجتمع، والتوازن مطلوب، لا إفراط ولا تفريط، سددوا وقاربوا، بحيث إنه ليس من مقومات الأمن وحفظ النعم الركض وراء أهواء الدنيا والانشغال بالماديات وترك النواحي المعنوية المهمة مثل المحافظة على الدين والعقيدة وهوية مجتمعنا الإسلامي وسلامته من البدع، والتي تؤثر سلباً بشكل مباشر وغير مباشر على كل أفراد المجتمع. الأمن نعمة. ويجب علينا أيها الآباء والأمهات والإخوة والأخوات والأبناء والبنات أن نسهم جميعاً بالمشاركة في حفظ أمن الوطن ومساعدة الأجهزة الأمنية في كل ما يمس أمن مجتمعنا، ولأن الأمن هو سفينة النجاة التي تجعلنا نواصل مسيرة العطاء بكل راحة واطمئنان في خدمة ديننا الإسلامي السّمح ووطننا الغالي لخير البلاد والعباد. • دعاء: اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلحنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك، وهيئ لهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتدلهم عليه، اللهم احفظ علينا أمننا وأماننا واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من شر الفتن ماظهر منها وما بطن.. اللهم آمين.
تاريخ النشر: الخميس 3 شوال 1424 هـ - 27-11-2003 م التقييم: رقم الفتوى: 40504 4255 0 250 السؤال أنا متزوجة من شهرين والآن أكره زوجي جداً جداً ولا أطيق عشرته وذلك لإحساسي أنه يتعامل معي بخبث ودهاء وأنا لا أحتمل ذلك والآن أفضل الموت على البقاء معه فماذا أفعل ؟ وما هي حقوقي إذا طلبت الطلاق؟ وشكراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالأصل أنه لا يجوز للمرأة طلب الطلاق إلا لعذر، وإذا كان الأمر كما ذكرت من البغض الشديد لزوجك، ولا يمكن الإصلاح بينكما بطريق أو بآخر فلك طلب الطلاق منه، فإن استجاب الزوج إلى طلبك بدون فدية فلك المهر إن بقي منه شيء في ذمته ولك السكنى والنفقة أثناء عدة الطلاق الرجعي، أما إن أبى إلا الفدية فإنك هنا تدفعين له ما تختلعين به منه. قال الإمام ابن قدامة: وجملة الأمر أن المرأة إذا كرهت زوجها لخُلقه أو خلقه أو دينه أو كبره أو ضعفه أو نحو ذلك وخشيت أن لا تؤدي حق الله تعالى في طاعته جاز لها أن تخالعه بعوض تفتدي به نفسها منه لقول الله تعالى: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ [البقرة:229].
حكم طلب المرأة الطلاق إذا كرهت زوجها - العلامة صالح الفوزان حفظه الله - YouTube
فهذه الوثيقة جعلت تعدد الزوجات من أسباب طلب الطلاق، وهذا مخالفٌ للشرع مخالفةً واضحةً وصريحةً. وهذه الوثيقة فيها ردٌّ واضحٌ للأحكام الشرعية المنصوصة في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذه الوثيقة لا تعتبر الإسلامَ من مرجعيتها أو من مصادرها، بل تجعل مرجعيتها مجموعةً من الأنظمة والقوانين الوضعية، مثل المواثيق الدولية الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية والقانون الأساسي الفلسطيني. وبالتالي فهذه الوثيقة ما هي إلا انسلاخٌ من الدِّين واعتداءٌ على ثوابته، وتغريبٌ للمرأة المسلمة، ويحرم شرعاً العمل بها أو الرضا بمضامينها. خامساً: لا شك أن أي امرأةٍ تكره في الغالب أن يتزوج زوجها عليها، وهذا أمرٌ طبعي في النساء، ولكن ننصح المرأة أن تتقبل الحكم الشرعي بطيب نفسٍ ورضاً، وتصبر وتحتسب، وإن ما تلاقيه المرأة من زواج زوجها بأخرى من غَيرةٍ وكراهيةٍ، ما هو إلا أمرٌ طبعيٌ فطريٌ، ولا لوم على المرأة عليه. كما أن الواجب الشرعي على الرجل عندما يعدد أن يحقق شروط التعدد، وأولها: العدل، وهو مأخوذ من قوله تعالى: { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}. ما حكم طلب المرأة الطلاق بدون سبب 7 أسباب تبيح الطلاق. وثانيهما المقدرة على الإنفاق على الزوجتين أو أكثر لقوله تعالى: { وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [سورة النور الآية 33].
[فقد أمر الله تعالى بهذه الآية الكريمة من يقدر على النكاح ولا يجده بأي وجه تعذر أن يستعفف، ومن وجوه تعذر النكاح من لا يجد ما ينكح به من مهر، ولا قدرة له على الإنفاق على زوجته. وكذلك يستدل على شرط الإنفاق بقوله تعالى: { فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [ سورة النساء الآية 3]. فقد روي عن الإمام الشافعي أنه قال في معنى { أَلَّا تَعْدِلُوا} أي لا يكثر عيالكم.
[frame="7 80"] السؤال: لدي سؤلان بخصوص قضية الطلاق 1. لها مشاكل في زواجها ، و الزوجة ترفض الوصول للوسطية أو الوعظ أولاً كما ورد في القرآن (4:35) و لا تطلب إلا الطلاق ، فهل تأمر المحكمة الشرعية بالنصح أولاً أم أنها تقيم محكمة السماع 2.