إن المحن التى تمر بها أمتنا المسلمة فى هذه الأيام تجعل القلب يبكى الدماء بدل الدموع... فلو أنك أتيت بخريطة العالم ووضعت أصبعك على أى بقعة لوجدت جرحاً ينزف من جراحات المسلمين فى كل مكان فى فلسطين فى أفغانستان فى الشيشان.. فى كل مكان.. وما هذه الجراحات إلا بمثابة صدمات كهربائية لإعادة الوعى مرة أخرى إلى جسد الأمة الخائر.. والتاريخ يعيد نفسه لكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرناً وهو يطوف فى أسواق الحجيج ويقول من يؤوينى من ينصرنى حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة ؟؟ إنه نداء الإسلام من كل مكان فى فلسطين الكل يصرخ من يؤوينى من ينصرنى وله الجنة. وفى ظل هذه الآلام والجراحات التى حلت بجسد الأمة المسلمة نجد أن المسلمين مازالوا مختلفين ومتناصرين!!! نسيم الشام › وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ. أيها الأخوة الكرام.. إننا جميعاً كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. إن الاجتماع والألفة بين المؤمنين قوة وإن التفرق و التشتت ضعف فإن الإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه. وإن من أعظم أسباب الإنتصارات التى أكرم الله بها سلفنا الصالح بعد إيمانهم بالله واتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم اجتماع قلوبهم على الحق ونبذ الفرقة والخلافات التى كانت تحدث بينهم ولذلك نجد أن الأخوة والمحبة التى كانت بينهم مازالت مثلاً عالياً يتأسى به كل من أراد أن يعيش معنى الأخوة الحقيقية التى لا تقوم على أى مصلحة دنيوية زائلة ولذلك قال تعالى { إنما المؤمنون إخوة} فلو أنك وجدت إيماناً بغير أخوه فاعلم أنه إيمان ناقص ولو أنك وجدت أخوه بغير إيمان فاعلم أنها تبادل مصالح.
وقد أوصى اللهُ -جَلَّ وَعَلاَ- بهذا في قوله: (وَاعْتَصِمُوا) أي: تمسكوا، (بِحَبْلِ اللَّه): وحبل الله هو القرآن، وقيل الرَسُول، وقيل الإسلام، والكلُ حقَّ؛ تُفسر الآية بكل هذه المعاني الثلاثة. ثمَّ قال: (وَلا تَفَرَّقُوا)، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً) لا بعضكم وإنما جميعًا، تكونون أمة واحدة. (وَلا تَفَرَّقُوا): لمَّا أمر الله بالإجتماع والاعتصام بالكتاب والسُنَّة نهى عن ضد ذلك، فقال: (وَلا تَفَرَّقُوا). واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً) يعني في الجاهلية، قبل بعثة الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. (فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ): على يد هذا الرَسُول وبواسطة هذا الكتاب العزيز. (إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً): بدلًا أن كنتم أعداءً، هكذا الإسلام حولهم من كونهم أعداءً إلى كونهم إخوانًا في الدين والعقيدة، (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً). (وَكُنْتُمْ): يعني في الجاهلية (عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ): لو بقيتم على هذا لوقعتم في النار. (عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا)، أنقذكم منها بهذا الرَسُول وهذا الإسلام، وهذا الدين وهذه الجماعة المسلمة.
وليست أمراضنا الداخلية متسببة عن تلك المآسي وتلك الأنواع من البغضاء والعداوات المستشرية. ولقد قال العرب في أمثالهم: إن قطعة فأس وقعت في غابة بين الأشجار الكثيرة والكثيفة فذعرت الأشجار من هذا العدو المداهم المفاجئ، ولكن شجرة هرمة أتت عليها السنوات الطوال اتجهت إليها نادتها قائلة: لا تُذْعَروا ولا تخافوا ولا يهولنكم أمر قطعة هذا الفأس، فلو بقيت هذه القطعة فيما بينكم دهراً طويلاً لن تستطيع أن تنال منكم منالاً إلا أن تبرع غصنٌ منكم بأن يكون مقبضاً لها. وإنكم لتعلمون أن كثيرة من الأغصان تتسابق من أجل تكون مقابض لفأس العدوان الذي يستشري ضدنا. هذه الأغصان منا وهي جزء لا يتجزأ من أمتنا، وهذا ما أريد أن تعلموه. واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا - ملتقى الخطباء. أمراضنا منبثقة من داخلنا، والعداوات التي تستشري من حولنا من آثار هذه الأمراض التي نعاني منها. دعوني أضعكم أمام نموذج يجسد هذه الحقيقة التي أقولها لكم.
هذه خلاصة ما ينبغي أن نعلمه. أمراضنا مستشرية من داخلنا نحن، وعندما نشفى من هذه الأمراض تزول كل تلك الخطط وتتمزق شر ممزق. فيا أيها الإخوة الذين تسمعون كلامي من قريب أو من بعيد هلا رجعتم في ساعة قدسية إلى مرآة هوياتكم إذاً ستطالعكم هذه المرآة على أنكم عبيدٌ مملوكون لله مهما أسكرتكم الشهوات والأهواء ومهما نالت منكم الأحقاد والضغائن ومهما أسكركم الترف المالي الكثير والوفير، كل ذلك يذهب، كل ذلك يضمحل، كل ذلك يذوي ولن نرحل إلى الله إلا ونحن عرايا لا نملك إلا ما قدمنا، أجل هكذا يقول كتاب الله وهكذا يقول رسول الله r، صدق رسول الله القائل: (لو كان لابن آدم وادٍ من مال لابتغى إليه ثانياً ولو كان له اثنان لابتغى إليهما ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب) أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الدكتور رشاد محمد العليمي إن مجلس القيادة الرئاسي يؤكد التزامه التام بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، واتفاق الرياض، ومضامين مخرجات المشاورات اليمنية - اليمنية المنعقدة في الرياض برعاية مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأضاف الرئيس العليمي في خطابه: "إن مجلس القيادة الرئاسي يؤكد التزامه بأحكام القانون الدولي والأعراف الدولية والقرارات الأممية، وأنه يعمل على تجنيب اليمن أطماع الطامعين الذين يستهدفون عروبته ونسيجه الاجتماعي والجغرافي، وأنه يعمل على تغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح، ويحمل على عاتقه همومكم وآمالكم ومعاناتكم وطموحاتكم، ويضع نصب عينيه العمل على تحقيق مطالبكم، ويبذل قصارى جهده لمعالجة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في كل أنحاء اليمن شمالاً وجنوبًا دون تمييز، وفي كل المناطق اليمنية دون استثناء". وأشار إلى أن مجلس القيادة الرئاسي يعد الشعب اليمني بالعمل على إنهاء الحرب وإحلال السلام.. واعتصموا بحبل الله جميعا calligraphy. لافتًا إلى أن المجلس هو مجلس سلام لا مجلس حرب إلا أنه أيضًا مجلس دفاع وقوة ووحدة صف، مهمته الذود عن سيادة الوطن، وحماية المواطنين.
الجمعة، 02 ربيع الثاني، 1433 الموافق 24/02/2012 (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ) الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.
الإثنين 25/أبريل/2022 - 01:41 ص المفكر مصطفى صادق الرافعى في كتابه "وحى القلم"، كتب الأديب مصطفى صادق الرافعى، عن شهر رمضان يقول: الناس لا يختلفون في الإنسانية بعقولهم، ولا بأنسابهم، ولا بما ملكوا، وإنما يختلفون ببطونهم، وأحكام هذه البطون على العقل والعاطفة، فمن البطن نكبة الإنسانية، ومن هنا يتناوله الصوم بالتهذيب والتأديب، ويجعل الناس فيه سواءً، يحكم الأمر فيحول بين البطن والمادة. أية معجزة إصلاحية أعجب من هذه المعجزة الإسلامية، التي تقضى أن يحذف من الإنسانية كلها، تاريخ البطن ثلاثين يوما في كل سنة ليحل في محله تاريخ النفس. مصطفي صادق الرافعي يوتوب. الشهر الصحى وأنا مستيقن أن هناك نسبة رياضية هي الحكمة في جعل هذا الصوم شهرا كاملا من كل اثنى عشر شهرا، وكأن الشهر الصحى الذى يفرضه الطب في كل سنة للراحة والاستجمام، وتغيير المعيشة لإحداث الترميم العصبى في الجسم، ولعل ذلك آت من العلاقة بين دورة الدم في الجسم الإنسانى وبين القمر، متى يكون هلالا، إلى ان يدخل في المحاق. وقد ثبت أن للقمر أثرا في الامراض العصبية، وفى مد الدم وجزره، فهذا من أعجب الحكمة أن يكون الصيام شهرا قمريًّا دون غيره، وفى وجوب الصوم لرؤيته معنى آخر ودقيقًا.
ويؤكد مصطفى صادق الرافعي في فلسفة الصوم أن من قواعد النفس أن الرحمة تنشأ عن الألم، وهذا بعض السر الاجتماعي العظيم في الصوم؛ إذ يبالغ أشد المبالغة، ويدقق كل التدقيق في منع الغذاء، وشبه الغذاء عن البطن وحواشيه مدة آخرها آخر الطاقة؛ فهذه طريقة عملية لتربية الرحمة في النفس، ولا طريقة غيرها إلا النكبات والكوارث؛ فهما طريقتان كما ترى: مبصرة وعمياء، وخاصة وعامة، وعلى نظام وعلى فجأة. ومتى تحققت رحمة الجائع الغني للجائع الفقير أصبح للكلمة الإنسانية الداخلية سلطانها النافذ، وحكم الوازع النفسي على المادة، فيسمع الغني في ضميره صوت الفقير يقول: أعطني، ثم لا يسمع منه طلبا من الرجاء، بل طلبا من الأمر لا مفر من تلبيته والاستجابة لمعانيه، كما يواسي المبتلى مَنْ كان في مثل بلائه. أية معجزة إصلاحية أعجب من هذه المعجزة الإسلامية؛ التي تقضي أن يحذف من الإنسانية كلها تاريخ البطن ثلاثين يوما في كل سنة؛ ليحل في محله تاريخ النفس؟ وأنا مستيقن أن هناك نسبة رياضية هي الحكمة في جعل هذا الصوم شهرا كاملا من كل اثني عشر شهرا، وأن هذه النسبة متحققة في أعمال النفس للجسم، وأعمال الجسم للنفس، كأنه الشهر الصحي الذي يفرضه الطب في كل سنة للراحة والاستجمام وتغيير المعيشة، لإحداث الترميم العصبي في الجسم.
مرحباً بالضيف