وأما الصلاة فإنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة ، فمن رحمة الله جل وعلا أن شرع لها ترك الصلاة ، وهكذا في النفاس ، ثم شرع لها أنها لا تقضي؛ لأن في القضاء مشقة كبيرة.
كل ما يهمنا في الأمر هو ذلك الركام من التفاسير والشروح العصرية الماضوية والتقليدية… تلك الترسانة الضخمة من التبريرات حيث يحضر تكريس وتزكية دونية المرأة كهدف استراتيجي مرسوم مسبقا، والتي تسعى جاهدة لتثبيت نصوص لم تعد حيّة وذلك عبر إيجاد تفاسير"واقعية"، "منطقية" قابلة للهضم "العقلاني". هدفنا الأساسي في هذا المقال هو مساءلة تلك العقول الترقيعية التي تعمل من أجل تقديم حلول لمشاكلنا العصرية الحديثة، عبر نصوص صيغت لزمن مضى ولم يعد زمننا؛ مع السعي الحثيث لإيجاد صور وصيغ قابلة للاستعمال العقلي والمنطقي، وبالتالي الاستهلاك والاستساغة الحداثية… تفسيرات تسعى للدفاع والاستدلال بالعقل والمنطق والواقع، عمّا هو لا عقلاني ولا منطقي ولا واقعي. معنى ناقصات عقل ودين احمد الشقيري. إن جوهر وأصل الإشكال ليس في النصوص لوحدها، رغم ما لها من سلطة تمارسها تحت مظلة العقيدة والمقدس والأصالة، بل أيضا في قيود الموروث والمألوف من العادات التي تضارع سلطتها سلطة المقدس إن لم تتجاوزها في بعض الأحيان. الإشكال موجود كذلك في سلطة السياسي الذي يعمل جاهدا على الحفاظ وإعادة إنتاج ما هو سائد، وأيضا في عدم استعداد وجاهزية المجتمع للإقلاع والتوجه نحو المستقبل. وهو موجود أيضا في تلك العقول التي تعمل متنكّرة تحت يافطة الأصالة حتى لا تكسد تجارتها ولتجد لها موطئ قدم ومكانة تحت سقف العصر وكي لا تهمَّش وتقصى، وخوفا من أن يلفظها التاريخ. "
قالَ: وما رأيتُ مِن ناقصاتِ عَقلٍ ودينٍ أغلَبَ لِذَوي الألبابِ ، وذَوي الرَّأيِ منكنَّ ، قالت امرأةٌ منهنَّ: وما نُقصانُ عقلِها وَ دينِها ، قالَ: شَهادةُ امرأتينِ منكنَّ بشَهادةِ رجلٍ ، ونُقصانُ دينِكُنَّ ، الحيضَةُ ، تمكثُ إحداكُنَّ الثَّلاثَ والأربَعَ لا تصلِّي". [5] ولذلك الرّوايات والشّائعات الّتي تقول لا صحّة لهذا الحديث ولا وجود له هي باطلة ومرفوضة، والله أعلم. [6] وصية الرسول بالنساء كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على درايةٍ وعلمٍ عظيمٍ بضعف المرأة وحاجتها لمن يحميها ويعطف عليها، فهي مخلوقٌ هشٌّ جيّاش المشاعر والعاطفة، وقد أوصى الرّجال بهنّ كثيراً، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حديث للرّجال: " استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا ؛ فإنَّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ ، وإنَّ أعْوجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلَاهُ ؛ فإنْ ذهبْتَ تُقِيمُهُ كسرْتَهُ ، وإنْ تركتَهُ لمْ يزلْ أعوَجَ ؛ فاسْتوصُوا بالنِّساءِ خيرًا". معنى نقص العقل والدين عند النساء. [7] وفي حديث آخر، قال النّبيّ الكريم: "استَوصوا بالنِّساءِ خيرًا فإنَّهنَّ عندَكُم عَوانٍ ليسَ تملِكونَ منهنَّ شيئًا غيرَ ذلِكَ إلَّا أن يأتينَ بفاحشةٍ مبيِّنةٍ فإن فَعلنَ فاهجُروهنَّ في المضاجِعِ واضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مبرِّحٍ فإن أطعنَكُم فلا تَبغوا عليهنَّ سبيلًا إنَّ لَكُم مِن نسائِكُم حقًّا ولنسائِكُم عليكُم حقًّا فأمَّا حقُّكم على نسائِكُم فلا يُوطِئْنَ فرُشَكُم من تَكْرَهونَ ولا يأذَنَّ في بيوتِكُم لمن تَكْرَهونَ ألا وحقُّهنَّ عليكم أن تُحسِنوا إليهنَّ في كسوتِهِنَّ وطعامِهِنَّ".
وقفات حول قوله تعالى(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ۞ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ۞ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)[الواقعة68-70]. أفرأيتم الماء الذي تشربونه لتحْيَوا به، أأنتم أنزلتموه من السحاب إلى قرار الأرض، أم نحن الذين أنزلناه رحمة بكم؟ لو نشاء جعلنا هذا الماء شديد الملوحة، لا يُنتفع به في شرب ولا زرع، فهلا تشكرون ربكم على إنزال الماء العذب لنفعكم. [التفسير الميسر]. 1 والماء يمكن أن يكون نافعا حال كونه عذبا فراتا. أي جامعا بين كونه سائغا طعمه ولذيذاً ذوقه وليناً ملمسه، وبين كونه دائرا بين طراوة الزلال وعذوبة المذاق. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الواقعة - الآية 68. ألم تر أن الله تعالى قال في وصف ماء السماء الذي أنزله سبحانه (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا)[المرسلات:27]. كما يمكن للماء أن يكون على صورة الملح الأجاج شاملا لصفة الملحية ، لتجتمع معاني الضد، فلا يكون سائغا أبدا! كما أنه ينطبع بطابع الأجاج، وهو لفظ يحمل بين جنباته نفرة من مذاقه، كما أنه يحمل بينها أيضا اشمئزازا من مرارته وحرارته وملوحته! وهذه صفات مركبة للماء الملح الأجاج لتحمل الطبائع على نفرة منه فلا يكون سائغا في شراب، ولايبلغ نفعا في ريّ.
وقد جاءت آيات كثر في كتاب ربنا الرحمن سبحانه مصدرة باستفهام، ومنه هذه الآية الكريمة من سورة الواقعة. ذلك لأن الله تعالى أراد أن يلفت أنظار عباده إلى نعمه عليهم فجاءت بطريق الاستفهام حثا للقلوب على التفاعل معها، كما أنه تقرير بهذه النعم التترى ليحول التذكر بها أبدا عن مقارفة ذنب، أو ارتكاب خطيئة، إذ كان من مقتضى الإنعام، وكان من لوازم الإيمان بالمنعم ألا يبارز بإثم، أو أن يبارى بمعصية، حياء منه تعالى، إذ كيف يرد على منعم بإثم، وإذ كيف يسوغ فطرة أن يبارز بذنب، والأصل أن رد فضل الإنعام إنما لايكون إلابإفراده تعالى بواجب الشكر له تعالى. أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) الواقعة – اجمل واروع الصور الاسلامية والدينية 2020. وليس يكون شكرإلا بعبادته وحده لاشريك له، وليس يكون شكر إلا باعتراف بفضله أن أنعم، وإلا باستعمال ما أنعم به على وجه يرضيه. وأبان لك هالة ما أقول أن قوما يستخدمون ما به أنعم عليهم في معصيته تعالى، ألم تر كيف أن الله تعالى خلق لنا أعينا لنزداد بصيرة بالنظر بها والاعتباربها أيضا في ملكوته، وما أودعه في كونه من باهرات الآيات على جميل صنعه؟! وإذا كان الاستفهام يفيد معنى التقرير بأن نعتقد أنها نعمه، وبأنا نزايل كل ريب في ذلكم، إلا أن ذلك الاستفهام أيضا يتضمن توبيخا لمن بارزالله تعالى بإسناد فضله إلى غيره، كما في قوله تعالى(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا)[مريم:88].
( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ) تلاوة صنعانية من سورة الواقعة - YouTube
إن نعمةً ذُكرت في القرآن الكريم 63 مرةً، لجديرةٌ بأن يقف أمامها الإنسان متفكِّرًا ومتأمِّلاً، لكن القلوب عن هذه الآية غافلة إلاَّ مَن رحم الله، فأين المتفكِّرون؟ وأين المتأمِّلون؟ وأين هم أهل البصائر من التفكير في عظمة ربِّ الأرباب، وصُنع منشئ السَّحاب؟ ليقودهم ذلك إلى توحيده، وإفراده بالعبادة دون سواه.
وأنه الذي أنزله من المزن، وهو السحاب والمطر، ينزله الله تعالى فيكون منه الأنهار الجارية على وجه الأرض وفي بطنها، ويكون منه الغدران المتدفقة، ومن نعمته أن جعله عذبا فراتا تسيغه النفوس. ولو شاء لجعله ملحا أجاجا مكروها للنفوس. لا ينتفع به { { فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}} الله تعالى على ما أنعم به عليكم. #أبو_الهيثم #مع_القرآن 6 0 27, 178
تعالَوا بنا نعرض شيئًا من أحوالنا؛ علَّها تكون ذِكرى نافعة، وسببًا في تقويم سلوكنا على منهج القرآن والسنة، قال - تعالى -: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96]. لقد كثرت الذنوبُ والعصيان، والفسوقُ والطغيان، والظلمُ والعدوان، والتقصير في تحقيق التقوى والإيمان، والبُعد عن الله وعن دينه، فكان هذا سببًا في انحباس الأمطار عنا؛ يقول أمير المؤمنين عليٌّ - رضي الله عنه -: "ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رُفِع إلا بتوبة"، ويقول ابن القيم: "وهل في الدنيا والآخرة شرٌّ وبلاء إلا سببُه الذنوبُ والمعاصي؟"، ويقول مجاهد - رحمه الله -: "إن البهائم لَتلعنُ عصاةَ بني آدم إذا اشتدَّت السَّنة، وأمسك المطر؛ تقول: هذا بشؤم معصية ابن آدم".