إذا كان الخبر مستحقاً للصدارة في الجملة مثل أسماء الاستفهام، ومثال على ذلك قولنا: أين المحفظة؟ فلا يصحّ أن نقول: المحفظة أين؟ لأنّ اسم الاستفهام له الصدارة في الجملة، فتُعرب هذه الجملة كالأتي: أين: اسم من اسماء الاستفهام وهو مبني على الفتح في محل ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف خبر مقدم، المحفظة: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. إذا كان الخبر محصوراً في المبتدأ، ومثال على ذلك قولنا: ما في الغرفة إلا عليّ، فتُعرب هذه الجملة كالتالي: ما: حرف نفي مبنى على السكون، في: حرف جرّ، الغرفة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة، والجار والمحرور (شبه الجملة) في محل رفع خبر مقدم، إلا: حرف استثناء وهو مبنى على السكون، عليٌ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهر على آخره. إذا كان الخبر مثَلًا من الأمثال، فلا يصح إحداث تغيير في الأمثال لأنّ لها صورة معينة توصل معنى معيّنًا لا يصح تغيير شيء فيه، مثل أن نقول مثل: ( للذهب ثمنُ، والحكمة لا ثمن لها)، فهنا تم تقديم الخبر وهو شبه الجملة (للذهب) على المبتدأ وهو ثمنٌ. فائدة هناك أغراض مشهورة قد يتقدم فيها الخبر على المبتدأ، ونوجز هذه الأغراض فيما يلي: التخصيص: يستخدم من أجل إزالة الالتباس من ذهن السامع عندما يظن حال الخبر غير الخبر، ومثال على ذلك قولنا: عمر قائمٌ، فنقول: قائمٌ عمر؛ لظن السامع أنّ عمرَ قاعدٌ.
الافتخار: من الأمثلة على ذلك: أنا عربيٌ، وعربيٌ أنا، فهناك اختلاف بين هاتين الجملتين؛ فالأولى: إخبار الشخص عن نفسه، أمّا الثانية ففيها يفتخر بنفسه وبقبيلته، ويعرب عربي في هذه الجملة خبر مقدم والضمير أنا مبتدأ. التفاؤل والتشاؤم: مثل قولنا: ناجحٌ زيادٌ. تدريب: أعرب/ي الجمل الآتية بناءً على ما تقدَّم الجمل في المدرسةِ طلّابها عندي كتاب ما في القريةِ إلّا أهلها متى موعدك؟ أين جامعتك؟ جواز تقديم الخبر على المبتدأ أجاز النحاة أن يتقدم الخبر على المبتدأ إذا لم يكن هناك من مواطن وجوب أن يتقدم المبتدأ على الخبر، أو في حالات وجوب أن يتقدم الخبر على المبتدأ، وهم يتفقون على جواز أن يتقدم الخبر على المبتدأ في الحالات التالية: [٤] إذا كان الخبر شبه جملة والمبتدأ معرفة، ومن الأمثلة على ذلك قولنا: فوق السطح زيدٌ، حيث إنّ شبه الجملة "فوق السطح" تُعرب في محل رفع خبر مقدم، و "زيدٌ" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضم. إذا كان معنى الخبر يستحق الصدارة، ومن الأمثلة على ذلك قولنا: ممنوعٌ الدخولُ، فتُعرب هذه الجملة كالتالي: ممنوعٌ: خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه الضم، الدخولُ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة. [٥] إذا كان المبتدأ والخبر مسبوقين بحرف استفهام أو نفي وكان الخبر وصفاً، ومن الأمثلة على ذلك: أمسافرٌ أنت، فتُعرب هذه الجملة كالتالي: الهمزة: حرف استفهام، مسافرٌ: خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه الضم، أنت: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخر وعلامة رفعه الضم.
تقديم الخبر على المبتدى عيني نكرة مخصصه وغير مخصصه.. - YouTube
س: ما نوع التقديم ؟ ج/ تقديم الخبر على المبتدأ س: ما حكم التقديم ؟ ج/ اما وجوبا او جوازا. س: ما نوع المقدم ؟ وما حكم تقديمه؟ ولماذا؟ س: في النص تقديم دلّ عليه مبيناً نوعه وحكم تقديمه.
مطلوب الهدوء: الخبر " مطلوب" وقد تقدم على المبتدأ جوازًا لأنه المقصود بالصدارة في هذه الجملة والمعنى الأساسي منصب عليه. في الحديقة حارسنا يعمل بجد: الخبر " في الحديقة" قد تقدم جوازًا على المبتدأ " حارسنا" لأنه شبه جملة والمبتدأ مساوٍ له في التعريف. في المعركة جيشنا يقاتل بضراوة: الخبر " في المعركة" تقدم جوازًا على المبتدأ " جيشنا" لأنه شبه جملة والمبتدأ مساوٍ له في التعريف. المراجع [+] ↑ "تأخير الخبر وتقديمه" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-25. بتصرّف. ↑ سورة الشورى، آية:49 ↑ عباس حسن، النحو الوافي ، صفحة 501. بتصرّف. ↑ سورة يوسف، آية:76 ↑ سورة البقرة، آية:7 ↑ سورة ق، آية:35 ↑ سورة محمد، آية:24 ↑ " أهابك إجلالا وما بك قدرة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-07-26. ↑ محمود مغالسة (2007)، النحو الشافي الشامل (الطبعة 1)، الأردن:دار المسيرة، صفحة 240. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية:214 ↑ ابن مالك، متن الألفية ، صفحة 10. ↑ داود غطاشة الشوابكة (2000)، النحو العربي التطبيقي (الطبعة 1)، الأردن:دار الفكر، صفحة 38.
تفسير قوله تعالى: (( تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)) حفظ Your browser does not support the audio element.
[ ص: 509] القول في تأويل قوله تعالى: ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ( 111)) قال أبو جعفر: وهذا أمر من الله - جل ثناؤه - لنبيه صلى الله عليه وسلم بدعاء الذين قالوا: ( لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) [ ص: 510] - إلى أمر عدل بين جميع الفرق: مسلمها ويهودها ونصاراها ، وهو إقامة الحجة على دعواهم التي ادعوا: من أن الجنة لا يدخلها إلا من كان هودا أو نصارى. يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: يا محمد ، قل للزاعمين أن الجنة لا يدخلها إلا من كان هودا أو نصارى ، دون غيرهم من سائر البشر: ( هاتوا برهانكم) ، على ما تزعمون من ذلك ، فنسلم لكم دعواكم إن كنتم في دعواكم - من أن الجنة لا يدخلها إلا من كان هودا أو نصارى - محقين. والبرهان: هو البيان والحجة والبينة. كما: - 1804 - حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة: ( هاتوا برهانكم) ، هاتوا بينتكم. 1805 - حدثني موسى قال: حدثنا عمرو قال: حدثنا أسباط ، عن السدي: ( هاتوا برهانكم) ، هاتوا حجتكم. 1806 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد: ( قل هاتوا برهانكم) ، قال: حجتكم. 1807 - حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق قال: حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع: ( قل هاتوا برهانكم) ، أي: حجتكم.
أى تلك الأمانى الباطلة أمانيهم. ويرى صاحب الانتصاف: أن المشار إليه واحد وهو قولهم لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى وجمع لإفادة أن تلك الأمنية قد تمكنت من نفوسهم وأشربتها قلوبهم.
لا تطابُقَ هناك على الإطلاق بين المعنى الذي تواضعنا عليه واصطلحنا لكلمة "برهان" وبين المعنى الذي تنطوي عليه الكلمةُ القرآنيةُ الكريمة "برهان"، والتي وردت في الآيتين الكريمتين: (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين) (111 البقرة)، (أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (64 النمل). فمعنى كلمة "برهان"، كما تواضعنا عليه واصطلحنا، هو كلُّ ما بمقدورِه أن يُبرهِنَ على أنَّ ما نقولُ به هو الحق الذي يكونُ الباطلَ ضديدُه. وبذلك فإنَّ الـ "برهانَ" عندنا يحتملُ من المعنى غيرَ ذاك الذي تنطوي عليه كلمةُ "برهان" التي وردت في الآيتين الكريمتين أعلاه. فالبرهانُ الذي تُشيرُ إليه هاتان الآيتان الكريمتان مُحدَّدٌ بما هو ذو صلةٍ بأيِّ أثارةٍ من العلم الذي أنزلَه اللهُ تعالى صُحُفاً أو زَبوراً أو توراةً أو إنجيلاً أو قرآناً. وبذلك فليس لكلمة "برهان" في هاتين الآيتين الكريمتين أن تحتملَ غيرَ هذا المعنى المُحدَّد المُقيَّد.
والهود: جمع هائد أى متبع اليهودية وقدمهم القرآن الكريم على النصارى لتقدمهم في الزمان. والمعنى: وقالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان هودا، وقالت النصارى لن يدخلها إلا من كان نصرانيا، إلا أن الآية الكريمة سلكت في طريق الإخبار عما زعموه مسلك الإيجاز، فحكت القولين في جملة واحدة، وعطفت أحد الفريقين على الآخر بحرف «أو» ثقة بفهم السامع، وأمنا من اللبس، لما عرف من التعادي بين الفريقين، وتضليل كل واحد منهما لصاحبه، ونظير هذه الآية قوله تعالى حكاية عنهم وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا أى:قالت اليهود: كونوا هودا تهتدوا، وقالت النصارى: كونوا نصارى تهتدوا. ولذا قال الإمام ابن جرير: «فإن قال قائل: وكيف جمع اليهود والنصارى في هذا الخبر مع اختلاف مقالة الفريقين، واليهود تدفع النصارى عن أن يكون لها في ثواب الله نصيب، والنصارى تدفع اليهود عن مثل ذلك؟قيل: إن معنى ذلك بخلاف الذي ذهبت إليه، وإنما عنى به وقالت اليهود: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا، وقالت النصارى: لن يدخل الجنة إلا النصارى، ولكن معنى الكلام لما كان مفهوما عند المخاطبين به جمع الفريقان في الخبر عنهما فقيل: وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى.