الخوف لا يمنعك من الموت /الخوف يمنعك من الحياة / - YouTube
هل الخوف هو ما يمنعك من النجاح؟ هذا ما يخبروننا به، بأن الخوف من الفشل هو ما يمنعنا من الوصول للنجاح في كثير من الأحيان.. فهل هذا حقيقي؟ الخوف أمر جيد الشعور بالخوف هو رد فعل عاطفي حول التهديدات الحقيقية حولنا، وهو ما يشكل في التاريخ البشري آلية الدفاع التي تحمينا خلال التعرض لأي تهديد. فعندما تقع في موقف خطر، يدفعك الشعور بالخوف إلى الذهاب إلى مكان آمن. عندما نرى أن أحد أصدقائنا تعرض للأذى من قبل النمر مثلاً، فإن الخوف من النمر يعتبر حركة ذكية منا! وهذا الخوف نصادفه بشكل يومي في زمننا هذا، عندما تمر سيارة مسرعة أمامنا مثلاً، فإننا نشعر بالخوف ونقوم بالتراجع خطوة للوراء. الخوف شعور حقيقي اتجاه أمر واقعي عندما نشعر باقتراب فقدنا لأحدهم أو لشيء ما مهم إلينا فإننا نشعر بالخوف. الأمر لا يتعلق فقط بالسلامة الشخصية، يمكننا أن نخاف من فقدان شخص عزيز علينا بسبب مرض ما مثلاً. إذاً ما المشكلة؟ إن الشعور الذي يمنعنا من التقدم والتطور والنجاح في أحلامنا أو أعمالنا أو على أي صعيد شخصي ليس الخوف. بل هو التخوف فما هو التخوف؟ عندما لا يكون هناك تهديد حقيقي لخطر جسدي حالي، ولا تهديد حقيقي من خسارة وفقدان شخص أو شيء عزيز علينا.
التخوف هو وهم، نقوم بصنعه في عقونا ونتظاهر بأنه حقيقي. هو وهم يمنعنا من القيام بما نريده حقاً. التخوف هو أقرب للقلق، وهو ينتج عن أفكارنا الشخصية الخاصة، وليس لأسباب خارجية واقعية. فكيف نتغلب على التخوف؟ التخوف هو إعادة تجربة الفشل في عقولنا بشكل متكرر مقدماً قبل خوض التجربة مرة أخرى. هل محاولاتنا الفاشلة سابقاً هي دليل على استمرارية فشلنا في المستقبل؟ بالطبع لا. نعم لا يمكننا توقع نتائج مختلفة إذا لم نقم بتغيير في المحاولة، لا يمكنك أن تقوم بالأمر ذاته بتفاصيله وتتوقع نتائج مختلفة! ولكن ليس لديك دليل على أن طريقتك الجديدة ستكون فاشلة. على العكس فأنت من تجاربك السابقة لابد أنك تعلمت بعض الأمور لتقوم بتعديلها، وستكون أفضل مما كنت عليه سابقاً. الأسوأ من أن تحاول وتفشل، هو ألا تفشل أبداً، لأن هذا يعني أنك لم تحاول أبداً. من لا يحاول أبداً لا يكون لديه أي دليل على أي شيء، يعيشون في سجن خيالي داخل عقولهم. المحاولات في الحياة هي حول استمتاعك بها، خلال قيامك بها، وليست فقط حول النتيجة منها. قد تصل بك هذه المحاولات إلى مكان أجمل مما تأملت الوصول إليه. كل محاولة ستقوم بتعليمك درساً جديداً يساعدك على القيام بالمحاولة التالية.
أعمال القلوب عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «البِرُّ حُسْنُ الخُلق، والإثم ما حَاكَ في نفسك وكرهت أن يَطَّلِعَ عليه الناس». وعن وابصة بن معبد -رضي الله عنه- قال: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: جئتَ تسأل عن البِرِّ؟ قلت: نعم، وقال: اسْتَفْتِ قلبك، البِرُّ ما اطمأنت إليه النفسُ واطمأن إليه القلب، والإثم ما حَاكَ في النفس وتَرَدَّدَ في الصدر -وإن أفتاك الناس وأَفْتَوْكَ-». النواس بن سمعان الكلابي. شرح الحديث: فسر الحديثُ البرَّ بأنه حسن الخلق، وهو شامل لفعل جميع ما من شأنه أن يوصف بالحسن من الأخلاق، سواء فيما بين العبد وربه، أو ما بين العبد وأخيه المسلم، أو ما بينه وبين عموم الناس مسلمهم وكافرهم. أو هو ما اطمأنت إليه النفس كما في الحديث الثاني، والنفس تطمئن إلى الحسن من الأعمال والأقوال، سواء في الأخلاق أو في غيرها. والإثم ما تردد في النفس، فهو كالشبهة تردَّدُ في النفس فمن الورع تركها والابتعاد عنها، حماية للنفس من الوقوع في الحرام. فالورع ترك ذلك كله، والاتكاء على ما اطمأن إليه القلب. وأنَّ ما حاك في صدر الإنسان، فهو إثمٌ، وإنْ أفتاه غيرُه بأنَّه ليس بإثمٍ، وهذا إنَّما يكون إذا كان صاحبُه ممَّن شرح صدره بالإيمان، وكان المفتي يُفتي له بمجرَّد ظن أو ميلٍ إلى هوى من غير دليلٍ شرعيٍّ، فأمَّا ما كان مع المفتي به دليلٌ شرعيٌّ، فالواجب على المستفتي الرُّجوعُ إليه، وإنْ لم ينشرح له صدرُه.
انظر " المجمع " 4 / 61، 62. (٢٧٦) الذهاب إلى صفحة: «« «... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281... » »»
وقال أبو صالح في الآية: جبريل يدخل في سبعين حجابًا من نورٍ بغير إذنٍ. ولأحمد بإسنادٍ صحيحٍ عن ابن مسعودٍ قال: رأى رسولُ الله ﷺ جبريلَ في صورته وله ستمئة جناح، كل جناحٍ منها قد سدَّ الأفق، يسقط من جناحه من التَّهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم. فإذا كان هذا عظم هذه المخلوقات، فخالقها أعظم وأجلّ وأكبر، فكيف يُسوَّى به غيره في العبادة: دعاءً وخوفًا ورجاءً وتوكلًا وغير ذلك من العبادات التي لا يستحقها غيره؟ فانظر إلى حال الملائكة وشدة خوفهم من الله تعالى، وقد قال تعالى: بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأنبياء:26- 29]. النواس بن سمعان. قوله: ثم ينتهي جبريلُ بالوحي إلى حيث أمره الله من السماء والأرض وهذا تمام الحديث. والآيات المذكورة في هذا الباب والأحاديث تُقرر التوحيد الذي هو مدلول شهادة أن لا إله إلا الله؛ فإن الملك العظيم الذي تُصعق الأملاكُ من كلامه خوفًا منه ومهابةً، وترجف منه المخلوقات، الكامل في ذاته وصفاته، وعلمه وقُدرته، وملكه وعزّه، وغناه عن جميع خلقه، وافتقارهم جميعهم إليه، ونفوذ قدره وتصرفه فيهم؛ لعلمه وحكمته، لا يجوز شرعًا ولا عقلًا أن يُجعل له شريكٌ من خلقه في العبادة التي هي حقّه عليهم، فكيف يُجعل المربوبُ ربًّا، والعبدُ معبودًا؟ أين ذهبت عقولُ المشركين؟ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ [الطور:43].