ولا تكونوا مِن جيران السوء الذين يَتعوذ جيرانهم مِنهم، ومِن شرِّهم، ومِن شرِّ أهليهم وذُرِّتهم، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جَارِ السَّوْءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ، فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ عَنْكَ)). وجار دار المُقام هو: الجاري الذي يَسكن بجوارك في الحَضَر. خطبه عن حقوق الجار في. واحذروا أنْ يَترك جيرانكم بيوتهم بسبب أذيتكم أو شرِّ نسائكم وأبنائكم وبناتكم فتهلكوا، فقد ثبت عن ثوبان ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: ((مَا مِنْ جَارٍ يَظْلِمُ جَارَهُ وَيَقْهَرُهُ حَتَّى يَحْمِلَهُ ذَلِكَ عَلَى أَنْ يَخْرُجَ مِنْ مَنْزِلِهِ إِلاَّ هَلَكَ)). وثبت عن أبي هريرة ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي جَارًا يُؤْذِينِي، فَقَالَ: «انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ»، فَانْطَلَقَ فَأَخْرِجَ مَتَاعَهُ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: لِي جَارٌ يُؤْذِينِي، فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ»، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، اللَّهُمَّ أَخْزِهِ، فَبَلَغَهُ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى مَنْزِلِكَ، فَوَاللَّهِ لَا أُؤْذِيكَ أَبَدًا)).
وكان كليبٌ يجير الصيدَ، فلا يَعْرِضُ له أحدٌ. فحق الجار عظيم، وأذيته محرمة، فلا يجوز لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يأذي جاره، ومن أعظم الأذية أن يخون الجارُ جارَه في أهله، فيترصد غيبته، أو عفته فيفعل السوء فيهم، وهذا من أعظم الذنوب عند الله، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك) قال: قلت له: إن ذلك لعظيم، قال: قلت: ثم أي؟ قال: ( ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك) قال: قلت: ثم أي؟ قال: ( ثم أن تزاني حليلة جارك) ( 8). قال الإمام النووي -رحمه الله-: (ومعنى: "تزاني" أي تزني بها برضاها وذلك يتضمن الزنى وإفسادها على زوجها، واستمالة قلبها إلى الزاني، وذلك أفحش، وهو مع امرأة الجار أشد قبحاً وأعظم جرماً؛ لأن الجار يتوقع من جاره الذب عنه وعن حريمه، ويأمن بوائقه، ويطمئن إليه، وقد أمر بإكرامه والإحسان إليه، فإذا قابل هذا كله بالزنا بامرأته وإفسادها عليه مع تمكنه منها على وجه لا يتمكن غيره منه كان في غاية من القبح) ( 9). خطبة مكتوبة بعنوان: ” تعظيم حقِّ الجار وفضل حُسن الجوار في شريعة الإسلام “. – موقع: "عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد" العلمي. نسأل الله أن يهدي قلوبنا للحق، وأن يجعلنا ممن يقومون بحقوق جيرانهم، قلت ما سمعتم، واستغفر الله العظيم لي ولكم، والحمد لله رب العالمين.
Reuters الحرم المكي تابعوا RT على أثار مقطع فيديو نشره مغردون عبر موقع "تويتر" تضمن خطبة إمام وخطيب الحرم المكي عبد الرحمن السديس، جدلا واسعا في السعودية. خطبة الجمعه اليوم في الحرم مَن. واعتبر البعض أن كلماته من قبل التمهيد لـ"تطبيع" العلاقات مع إسرائيل، في ظل سعي الإدارة الأمريكية على إقناع عدة دول لاتخاذ خطوة مماثلة لتلك التي اتخذتها الإمارات. وقال السديس في خطبته: "من التنبيهات المفيدة في مسائل العقيدة عدم الفهم الصحيح في باب الولاء والبراء ووجود اللبس فيه بين الاعتقاد القلبي وحسن التعامل في العلاقات الفردية والدولية كما هو مقرر في المقاصد المرعية والسياسة الشرعية والمصالح الإنسانية إذ لا يتنافى مع عدم موالاة غير المسلم معاملته معاملة حسنة تأليفا لقلبه واستمالة لنفسه للدخول في هذا الدين، فيكون المسلم محسنا إليه ليستميل قلبه إلى الدين القويم". وأضاف إمام وخطيب الحرم المكي في خطبته قائلا: "وقد توضأ صلى الله عليه وسلم من مزادة مشركة ومات ودرعه مرهونة عند يهودي وعامل يهود خيبر على الشطر مما يخرج من زروعهم وثمارهم وأحسن إلى جاره اليهودي مما كان سببا في إسلامه". وتابع السديس قائلا: "وهكذا في وقائع كثير متعددة تؤكد أن حقائق الدين تستقى من الأدلة الصحيحة والبراهين الصريحة فأين هذا المنهج الأبلج من الركون للعواطف المشبوبة والحماسات الملهوبة؟ بل علم وعقل وحكمة وبصيرة ونظر في العواقب واعتبار للمآلات وحين يغفل منهج الحوار الإنساني تذكى جوانب الصدام الحضاري وتسود لغة العنف والإقصاء والكراهية".
قَالَ ثُمَّ قَرَأَ ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهْىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود:102]. وإذا كانت هذه عاقبةَ الظّالم في سائرِ الأوقاتِ والأزمانِ؛ فكيف بالظّالمِ المعتدِي في هذه الأشّهرِ الحرمِ، وفي هذه الأيّامِ العظامِ؛ ولهذا قال النّبيّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ في حجّةِ الوداعِ لأصحابِه – ففي الصّحيحين واللفظ للبخاري: ( عَنْ أَبِى بَكْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ خَطَبَنَا النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – يَوْمَ النَّحْرِ ، قَالَ « أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ». قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ. قَالَ « أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ ». قُلْنَا بَلَى. قَالَ « أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ». خطبة الجمعه اليوم في الحرم المكي. فَقَالَ « أَلَيْسَ ذُو الْحَجَّةِ ». قَالَ « أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ». قَالَ « أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الْحَرَامِ ». قَالَ « فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ. أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ ».
ا لخطبة الأولى ( شهر رجب ، والأشهر الحرم) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
ويستحبُّ في هذه الأيامِ المباركةِ الصلاةُ والإكثارُ من النوافلِ؛ لأنَّها من أفضلِ القرباتِ إلى اللهِ، والصيامُ لدخولِهِ في الأعمالِ الصالحةِ وخاصةً صيامُ يومِ عرفة.
ومن هنا قال حبرُ الأمّةِ وتُرجمانُ القرآنِ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسٍ –رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى: ﴿فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾-كما روى الطّبريّ في (تفسيره)-: «في كلِّهنّ، ثمّ اختصَّ من ذلك أربعةَ أشهرٍ فجعلهنَّ حراماً، وعَظّم حُرُماتِهنَّ، وجعل الذنبَ فيهنَّ أعظمَ، والعملَ الصالحَ والأجرَ أعظمَ». وعن قتادة رحمه الله قال: « إنّ الظلمَ في الأشهرِ الحرمِ أعظمُ خطيئةً ووزراً من الظلمِ فيما سواهُن، وإنْ كان الظلمُ على كلِّ حالٍ عظيماً، ولكنَّ اللهَ يُعظِّمُ من أمرِه ما شاء. وقال: إنَّ اللهَ اصطفى صَفايا من خلقِه؛ اصطفى من الملائكةِ رسلاً، ومن النّاسِ رسلاً، واصطفى من الكلامِ ذكرَه، واصطفى من الأرضِ المساجدَ، واصطفى من الشهورِ رمضانَ والأشهرَ الحُرمَ، واصطفى من الأيّامِ يومَ الجمعةِ، واصطفى من اللَّيالي ليلةَ القدرِ؛ فعظِّموا ما عظَّم اللهُ؛ فإنّما تعظَّم الأمورُ بما عظَّمها اللهُ عند أهلِ الفهمِ والعقلِ». السديس في خطبة الجمعة في الحرم المكي: التطبيع لترق قلوبهم ويدخلوا الإسلام! (فيديو) | وطن الدبور. وإنّ من أظهرِ الدلائلِ على تعظيمِ هذه الأشّهرِ الحرمِ: هو الابتعادُ عن ظلمِ الإنسانِ نفسَه؛ باجتِراحِ الذنوبِ والسيّئاتِ، ومقارَفَةِ الآثامِ والخطيئاتِ؛ ذلك لأنّ الذنبَ في كلِّ زمانٍ شرٌّ وشؤمٌ على صاحبِه؛ لأنّه اجتراءٌ على اللهِ جلَّ جلالُه وعظُم سلطانُه، لكنّه في الأشهرِ الحرمِ أشدُّ سوءاً ، وأعظمُ شؤمًا؛ لأنّه يجمعُ بين الاجتراءِ على الله تعالى، والاستخفافِ بما عظّمه اللهُ جلّ وعلا.