وتقدم عند قوله: ولا تتبعوا خطوات الشيطان في سورة البقرة. و ( من) شرطية ، ولذلك وقع فعل ( يتبع) مجزوما باتفاق القراء. وجملة فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر جواب الشرط ، والرابط هو مفعول ( يأمر) المحذوف لقصد العموم ، فإن عمومه يشمل فاعل فعل الشرط فبذلك يحصل الربط بين جملة الشرط وجملة الجواب. وضميرا ( فإنه يأمر) عائدان إلى الشيطان. والمعنى: ومن يتبع خطوات الشيطان يفعل الفحشاء والمنكر; لأن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر; أي: بفعلهما ، فمن يتبع خطوات الشيطان يقع في الفحشاء والمنكر; لأنه من أفراد العموم. والفحشاء: كل فعل أو قول قبيح. وقد تقدم عند قوله تعالى: إنما يأمركم بالسوء والفحشاء في سورة البقرة. والمنكر: ما تنكره الشريعة وينكره أهل الخبر. ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه. وتقدم عند قوله تعالى: وينهون عن المنكر في سورة آل عمران. وقوله: ولولا فضل الله عليكم الآية ، أي لولا فضله بأن هداكم إلى الخير ورحمته بالمغفرة عند التوبة ما كان أحد من الناس زاكيا; لأن فتنة الشيطان عظيمة لا يكاد يسلم منها الناس لولا إرشاد الدين ، قال تعالى حكاية عن الشيطان: قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين. [ ص: 188] و ( زكى) بتخفيف الكاف على المشهور من القراءات.
وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق، التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات الابتزاز الإلكتروني أكد الأزهر الشريف أنه تابع ما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي من مواقع وتطبيقات لتزييف وفبركة الصور ومقاطع الفيديوهات، والتي يوظفها بعض المستخدمين في الابتزاز الإلكتروني بغرض جني المال أو دفع عدد من الناس قسرًا إلى أفعال منافية للآداب أو إلى جرائم جنسية، تحرمها الأديان، وتجرمها القوانين، وتأباها التقاليد والأعراف. حكم ابتزاز الناس ويؤكد الأزهر أنه من المحرَّم شرعًا والمجرَّم قانونًا استخدام البرامج والتقنيات الحديثة؛ سيّما تقنية «التزييف العميق - Deep Fake»، في فبركة مقاطع مَرْئية أو مسموعة أو صور لأشخاص، بغرض ابتزازهم ماديًّا أو الطعن بها في أعراضهم وشرفهم، أو دفعهم لارتكاب أفعال محرمة؛ مشددًا على أن هذه الأفعال من الإيذاء والبهتان الذي ذم الله صاحبه؛ فقال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}. [ الأحزاب: 58] الأزهر الشريف وانطلاقًا من ثقة الأزهر الشريف في وعي المجتمع المصري، وأخلاق شبابه، وتأكيدًا منه أن السُّلوكيات المشينة في هذا الشأن لا تعدو أن تكون سلوكيات فردية لأشخاص اتبعوا خطوات الشيطان، مُتجردين من كل تعاليم الدين والقيم الأخلاقية؛ فإنه يُذكِّر بتحذير الإسلام من تتبع العورات، وتوعّده مُرتكبي هذه الجريمة بالفضيحة؛ ليكون جزاؤهم من جنس عملهم؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه».
فأتيت عبد الله بن عمر فقال: إنما هذه من نزغات الشيطان. لماذا قال الله تعالي لا تتبعوا خطوات الشيطان ولم يقل لا تتبعوا الشيطان - أجيب. وكذلك قالت زينب بنت أم سلمة ، وهي يومئذ أفقه امرأة بالمدينة ، وأتيت عاصم بن عمر ، فقال مثل ذلك. ثم قال تعالى: ( ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا) أي: لولا هو يرزق من يشاء التوبة والرجوع إليه ، ويزكي النفوس من شركها وفجورها ودسها وما فيها من أخلاق رديئة ، كل بحسبه ، لما حصل أحد لنفسه زكاة ولا خيرا ( ولكن الله يزكي من يشاء) أي: من خلقه ، ويضل من يشاء ويرديه في مهالك الضلال والغي. وقوله: ( والله سميع) أي: سميع لأقوال عباده) عليم) بهم ، من يستحق منهم الهدى والضلال.
إنها -أيها الناس- منافسةٌ يجريها الشيطان كلَّ يومٍ إذا أصبح بين جنوده وشياطينه وأعوانه لإغواء بني الإنسان، وصدهم عن طاعة الرحمن، وإيقاعهم في شراك الذنوب ووحل المعاصي؛ بل ونقْلهم إلى الإشراك بالله والكفر به -سبحانه-.
[١] أسباب نزول سورة الحجر سبب نزول سورة الحجر ورد في السنة النبوية الشريفة، ومن هذه الأحاديث، عن عبد الله عن عباس -رضي الله عنه- قال: "كانتْ تُصلِّي خلفَ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- امرأةٌ حسناء في آخر النساء، وكان بعضُهم يتقدَّمُ إلى الصَّفِّ الأوَّل لئلا يراها، وكانَ بعضُهم يكونُ في الصَّفِّ المُؤخر، فإذا ركعَ قالَ هكذا -ونظر من تحتِ إبطهِ- فنزلتْ: "وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ". قال الربيع بن أنس: حرّضَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على الصَّفِّ الأوَّل في الصَّلاة، فازدحمَ النَّاس عليه، وكان بنو عذرة دورُهُمْ قاصيةٌ عنِ المسجدِ، فقالُوا: نبيعُ دورَنا ونشتري دورًا قريبةً منَ المَسجدِ، فأنزل الله تعالى قولَهُ: "وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ" [٥] ، ومن المعروف أن سورة الحجر نزلت في مرحلة صعبة وظروف شديدة من تاريخ الدعوة الإسلامية، وهو نفس العام الذي سمي عام الحزن حيث توفيت فيه أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وعم الرسول -عليه السلام- أبو طالب. [٦] فضل سورة الحجر فضل سورة الحجر فضلٌ عام وخاص، وفضلها العام هو فضل القرآن الكريم الذي فيه الخير والبركة، أما فضلها الخاص هو أنها قدّمت قيمًا عظيمة للمؤمنين، لأنها تحدثت عن خلق الإنسان وعن الميزات التي شرفه الله بها دون غيره من المخلوقات، كما أنّ ذكرها لقصة إبراهيم ولوط -عليهما السلام- وأصحاب الحجر وأصحاب الأيكة الكثير من العبر والمواعظ، خصوصًا أنّ الله -تعالى- أهلكهم بكفرهم، وفيهذا تحذير وإنذار للناس من خطر المعصية، وفيها دعوة لاتباع أوامر الله -تعالى-.
سورة الحجر من السور التي أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة وعدد آيات السورة هي 99 آية وقد أنزلها الله عز وجل على سيدنا محمد بعد سورة يوسف وقد نزلت في مرحلة صعبة جدا في مراحل نشر الدعوة للدين الإسلامي. سبب تسمية سورة الحجر بهذا الاسم: ذكر الله عز وجل اسم السورة في الآية رقم ثمانين منها وقد أشار الله عز وجل بالحجر إلى مدن ثمود وثمود هم قوم نبي الله صالح عليه السلام، ولم يكرر الله عز وجل معلومات عن أصحاب الحجر أي قوم ثمود سوى في تلك السورة فقط وقد وردت خمس مواقف عن أصحاب الحجر في السورة من بينها الصحية التي أخذتهم لكفرهم بالله عز وجل وقد كانوا يأخذون من الحجر بيوت لهم تخوفا من الزلازل إلا أنه عندما آتى أمر الله عز وجل لم تغني عنهم منازلهم من عذاب الله عز وجل. لماذا سميت سورة الحجر بهذا الاسم - موضوع. وللسورة الكثير من المقاصد التي قد أرد أن يصلها الله عز وجل لجميع العباد وهي على النحو التالي: 1- التعهد بأن يحفظ القرآن الكريم: حيث قد أكد الله عز وجل من خلال احدى آيات السورة على أنه هو منزل القرآن وهو الحافظ له ليوم الدين وتلك ميزة قد ميز بها الله عز وجل القرآن الكريم عن باقي الأديان السماوية. 2- الله يقدر الأرزاق بين العباد: حيث قد أكد الله عز وجل لعباده أيضا من خلال السورة على أنه هو من يقوم بتقدير الأرزاق لن يكون هناك حيله من الآخرين على رزق أحد.
[٢٠] [٢٢] المراجع ↑ محمد الناصري (1405 هـ - 1985 م)، كتاب التيسير في أحاديث التفسير (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: دار الغرب الإسلامي، صفحة 295، جزء 3. بتصرّف. ↑ وهبة الزحيلي (1418 هـ)، كتاب التفسير المنير (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر المعاصر، صفحة 5، جزء 14. بتصرّف. ↑ ابن عاشور (1984 هـ)، كتاب التحرير والتنوير ، تونس: الدار التونسية للنشر، صفحة 5، جزء 14. بتصرّف. ↑ صالح المغامسي، كتاب تأملات قرآنية ، صفحة 4، جزء 23. بتصرّف. ↑ النسفي (1419 هـ - 1998 م)، كتاب تفسير النفسي (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكلم الطيب، صفحة 197، جزء 2. بتصرّف. ↑ أسعد دومد، كتاب أيسر التفاسير ، صفحة 1883. بتصرّف. ↑ صديق خان (1412 هـ - 1992 م)، كتاب فتح البيان في مقاصد القرآن ، بيروت: المكتبة العصرية، صفحة 190، جزء 7. بتصرّف. ↑ محمد الخضيري (1429 هـ - 2008 م)، كتاب السراج في بيان غريب القرآن (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: مكتبة الملك فهد الوطنية، صفحة 114، جزء 1. سبب نزول سورة الحجر - منبع الحلول. بتصرّف. ↑ سورة الحجر، آية: 80-81. ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب التفسير الوسيط ، صفحة 571، جزء 5. بتصرّف. ↑ سورة الشعراء، آية: 103. ↑ جعفر شرف الدين (1420 هـ)، كتاب الموسوعة القرآنية (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 140، جزء 6.
بتصرّف. ↑ أبو هاشم صالح بن عوّاد بن صالح المغامسي ، تأملات قرآنية ، صفحة 5. بتصرّف.
هجرة الفرد المسلم من الذنوب والمعاصي، أو هجرته من مكان يُعصى فيه الله -تعالى- أمر مستحب، يستحق الفرد لأجله الثناء من الله -تعالى-. النظام الاقتصادي الإسلامي قائم على مساعدة المتعثرين، مع تحفيز الملكية المفردية، كونها محفّز قوي للعمل والانتاج، ويظهر ذلك بشكل جليّ في توزيع غنائم غزوة بني النضير على المهاجرين فقط دون الأنصار لأنهم كانوا أغنياء. يدرك الداعية بأن طريق الدعوة إلى الله محفوفة بالمكاره، والمعاندين، والمنافقين، فما عليه إلّا المضي قدمًا في سير الدعوة، فالثواب من الله -تعالى-. يدرك المسلم بأنه يجب أن لا يغفل عن الاستعداد للآخرة بالتقوى، والعمل الصالح. يستفاد مما سبق بأنّ سورة الحشر سورة مدنيّة بالاتفاق، نزلت بعد غزوة أحد في بني النضير عندما قاموا بنقض العهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد كانوا عاهدوا رسول الله على عدم الوقوف ضد دعوة الإسلام، وبعد خيانتهم للعهد أمر رسول الله بإخراجهم من المدينة المنورة، وكان المنافقون قد تخلوا عن نصرة بني النضير بعدما حرّضوهم على رفض الخروج من المدينة المنورة. المراجع ↑ سعيد حوى، الأساس في التفسير ، صفحة 5811. سبب نزول سورة الحجرات. بتصرّف. ^ أ ب ت السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، صفحة 90.