حيث لا يحتاج الفرد إلى الاعتذار دائماً حيث يقول الحق دائماً من خلال صدقه فلا يضع نفسه في وضع الحرج لكي لكذبه. فإن التزام الصدق يقود دائماً إلى فريضة الله، فلا يفعل الأفعال القبيحة، لأن الفرد الصادق يعد للأسئلة. التي تقال له أجوبة من خلال الواقع وما حدث ورأينا ذلك من خلال حديث عن الصدق. جاء في حديث عن الصدق أخر "وإن البريهدي إلى الجنة" أن البر أي الأعمال الصالحة والأعمال الطيبة تهدي إلى الجنة أي توصله إلى النعيم والأمان. الصدق من خلال عرض حديث عن الصدق"وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عن الله صديقاً". كونوا مع الصادقين. وهنا يعني أن الإنسان يكثر من الصدق حتى يكتب عند الله من الصديقين. أي يكون عمله الدائم ويثبت عليه فيحكم بالصدق فيكتب عند الله. ويعرف الصديق بانه من كثر قوله وفعله واحواله للصدق وكثر تصديقه عن الله ونبيه صلى الله عليه وسلم، كما يعرف الصديق أيضاً بأنه من أكتمل صدقه. "وإن الكذب يهدي إلى الفجور" وعند تعريف الفجور في الحديث الشريف نقول بأنه هو كل عمل قبيح وكل فعل يعصي الله عز وجل وستدل عليه من خلال الكذب. لأن الكذب يجعل الفرد له أحوال ووجوه كثيرة فيتغير الفرد من داخله وخارجه فيقوده الكذب إلى طرق كثيرة تعصي الله.
الصدق: معنى الصدق لغة: هو مطابقة الحكم للواقع [1]. وفي الاصطلاح: هو ضد الكذب، وهو الإبانة عما يخبر على ما كان [2]. والصدق كما قال ابن كثير: "خَصلة محمودة؛ ولهذا كان بعض الصحابة لم تُجرَّب عليه كذبة، لا في جاهلية ولا في الإسلام، وهو علامة على الإيمان، كما أن الكذب أمارة على النفاق، ومن صدَقَ نجا" [3].
الخطبة الأولى: الحمد لله الكبير المتعال الذي أمر عباده بالصدق في النوايا والأفعال والأقوال، وأشهد أن لا إله إلا الله المؤمن؛ وعد المتحلين بالصدق بالجنة يوم المآل؛ حيث قال -رب العزة والجلال-: ( هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[المائدة:119]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أصدق من حدَّث وقال؛ -صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحبٍ وآل-.
الموضوع الأصلى من هنا: 1- التعليم بالقدوة: من الخطأ أن نظن أنّ الطفل الصغير لا يفرِّق بين الكذب والصدق، فالطفل يولد على الفطرة، ولكنه يتعلّم الكذب أو الصدق والأمانة من بيئته التي تحيط به. فالكذب صفة مكتسبة، وعادة ما يكون عرضاً ظاهرياً لدوافع نفسية تجي فالطفل الذي يأمره والده أن يجيب على الهاتف بأنّه غير موجود، أو الأُم التي تطلب من ابنتها أن تجيب عنها جارتها بأنّها غير موجودة كي تتخلص من زيارة جارتها لها، هذا الطفل أو الطفلة يصعب عليهما تعلّم الصدق وتجنّب الكذب في المستقبل، ولا يجوز أن نكذب أمام الطفل بدعوى أنّها (كذبة بيضاء). 2- لماذا يكذب الأطفال؟ ينبغي في البداية التأكيد على أنّ هناك نوعاً من الكذب يسمى (الكذب الخيالي)، ولا نستطيع أن نصفه بالكذب، وهو ما قد يشاهد عند الأطفال الصغار في سنِّ الرابعة مثلاً، فإذا جاء طفل في الرابعة من عمره بقصة من نسج خياله، فلا يصح أن نعتبرها كذباً؛ فالطفل ذو خيال خصب، وهو في تلك السن لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال، وكلما زادت سنُّه استطاع أن يفرق بين الحقيقة والخيال ويتلاشى هذا النوع من الكذب. الحديث الشريف ان الصدق يهدي الى البر. وقد يكذب الطفل تحدِّياً لوالديه الذين يعاقبانه بشدّة، فهو يكذب هرباً من العقاب، أو قد يكذب عدواناً على أخيه الأصغر مثلاً، لأنّه يغار منه لأنّه يحظى بحبِّ والديه فيتهمه بأنّه هو الذي كسر المرآة أو أتلف المذياع، وسبب ذلك الكذب التفرقة في المعاملة بين الإخوة.
[3] انظر تفسير القرآن العظيم 3/600. مدخل الحكمة درس: التجمل بمحاسن الأخلاق للأولى إعدادي. [4] المرجع نفسه 2 /492، والحديث متفق عليه، وأخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119] رقم (6094)، ومسلم في كتاب البر والصلة باب قبح الكذب وحسن الصدق وتقبله رقم (2607)، وأبو داود في كتاب الأدب، باب التشديد في الكذب رقم (4989)، والترمذي كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الصدق والكذب رقم (1971). [5] المرجع نفسه 3 /159. [6] انظر تفسير القرآن العظيم 4 /93.
كيف يوثق بنقل الأخبار والتواريخ إذا لم يكن الصدق أحد الأسس الحضارية التي يقوم عليها بناء المجتمع؟! كيف يوثق بالوعود والعهود ما لم يكن الصدق أحد أسس التعامل بين الناس؟! كيف يوثق بالدعاوى والشهادات ودلائل الإثبات القولية ما لم يكن الصدق أحد أسس التعامل بين الناس؟! ).
22-04-2022, 02:53 PM المشاركة رقم: 1 ( permalink) البيانات التسجيل: 10 - 4 - 2012 العضوية: 17221 المشاركات: 14, 838 بمعدل: 4. 04 يوميا معدل التقييم: 0 نقاط التقييم: 10 الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال: المنتدى: المنتدى الوثائقي عروة بن الزبير وصبره على البلاء | منهج الابتلاء ح 20 | د. طارق السويدان uv, m fk, wfvi ugn hgfghx | lki[ hghfjghx p 20]> 'hvr hgs, d]hk lkin çgçèêgçg çgègçg çgQ, dïçk Xgn ûR, è, wfvi
وكان عبدالملك يقول: من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى عروة بن الزبير [2]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] انظر: "وفيات الأعيان"، لابن خلكان، ج 2، ص 418 - 421، و"البداية والنهاية "، ج 9، ص 101 - 103. [2] "وفيات الأعيان"، ج 2، ص 419 - 431. مرحباً بالضيف
ولم يترك عُروة ورده من القران تلك الليلة، حتى قدم إلي المدينة فقال: " اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحدًا وأبقيت لي ثلاثة، فلكَ الحمد، وأيم الله لئن أخذت لقد أبقيت، ولئن ابتليت لطالما عافيت.
فسأله عروة ، وأجاب الشيخ: يا عروة أعلم أني بت ذات ليلة في وادٍ ، وليس في ذلك الوادي أغنى مني ولا أكثر مني مالاً وحلالاً وعيالاً ، فأتانا السيل بالليل فأخذ عيالي ومالي وحلالي ، وطلعت الشمس وأنا لا أملك إلا طفل صغير وبعير واحد ، فهرب البعير فأردت اللحاق به ، فلم أبتعد كثيراً حتى سمعت خلفي صراخ الطفل. فالتفتُ فإذا برأس الطفل في فم الذئب ، فانطلقت لإنقاذه فلم أقدر على ذلك فقد مزقه الذئب بأنيابه ، فعدت لألحق بالبعير فضربني بخفه على وجهي ، فهشم وجهي ، وأعمى بصري! فقال عروة متعجبًا من صبره ، وما تقول يا شيخ بعد ذلك ؟ ، فقال له الشيخ: أقول اللهم لك الحمد ترك لي قلباً عامراً ولساناً ذاكراً ، وهكذا أرسل الله لعروة رسالة تثبته على موقفه ، وتعلمه مدى الرضا بقضاء الله وقدره ، فهكذا يجب أن يكون المسلم صابرًا محتسبًا ، عالمًا أن الله لا يضيع أجر الصابرين ، ويرزقهم من حيث لا يحتسبوا ، ويفرج كروبهم ، فسبحان العلي القدير. تصفّح المقالات
وكان أحسن مَن عزَّاه إبراهيم بن محمد بن طلحة ، فقال: والله ما بك حاجةٌ إلى المشي، ولا أَرَب في السعي، وقد تقدَّمك عضوٌ من أعضائك، وابنٌ من أبنائك إلى الجنة، والكل تبعٌ للبعض - إن شاء الله تعالى - وقد أبقى الله لنا منك ما كنا إليه فقراء، وعنه غير أغنياء، من عِلمِك ورأيك، نفعك الله وإيانا به، والله ولي ثوابك، والضمين بحسابك.
فقال لهم دعوني حتى أصلي وبعدها أبدؤوا ، وكان رحمه الله إذا انغمس في الصلاة تاه عن الدنيا وما فيها ، فأخذ يصلي ولما هم بالسجود ، قطعوا رجله ، فأخذ الدم ينزف بغزارة شديدة ، فصبوا عليه الزيت المغلي حتى يتوقف ، وهنا لم يتحمل عروه الألم فسقط مغشيًا عليه. وفي هذه الأثناء كان ابن عروة بالخارج يشاهد خيول الخليفة ، فرفسه أحدهم ، وقضى عليه ، وذهبت روحه إلى بارئها ، فاغتم الخليفة لمصائب عروة التي اجتمعت عليه ، ولم يدري كيف يخبره بأمر ابنه ، فانتظر حتى أفاق ، واقترب منه قائلًا: أحسن الله عزاءك في رجلك ، فقال عروة: الحمد لله ، وإنا إليه راجعون. فزاد الخليفة على قوله ، وأحسن الله عزاءك في ابنك محمد ، فرد عروة: اللهم لك الحمد ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، أعطاني سبعة ، وأخذ واحدًا ، وأعطاني أربعة أطراف وأخذ واحدًا ، إن ابتلى فطالما عافًا ، وإن أخذ فطالما أعطى ، وإني أسأل الله أن يجمعني بهما في الجنة. ولما فرغ من قوله أحضروا له وعاء به الرجل المبتورة ، فقال: إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم ، بعدها بدأ عروة يعود نفسه على السير متكئا على عصاه ، وفي مرة من المرات وبينما هو مصاب دخل إلى مجلس الخليفة ، فوجد رجلًا طاعنا في السن مهشم الوجه ، أعمى البصر ، فقال الخليفة: يا عروة ، سل هذا الشيخ عن قصته.