عن فقدان الاب. شعر سلمان زين الدين اداء المنشد حسن علامه مونتاج سليم بروداكشن - YouTube
أقول: لي اني... كي أبرّد لو عتي فيزداد شجوي كلّما قلت: لو أني! أحتّى وداع الأهل يحرمه الفتى؟ أيا دهر هذا منتهى الحيف والغبن! أبي!
أبي!
وفاة ابن المقفع:- توفي سنة 142هـ، وقد عاش 35 سنة فقط، وقيل: كان عبد الله بن المقفع ينال من متولي البصرة سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلَّب ويسميه ابن الـمُغْتَلِمَةِ، فغضب منه وقتله بإذن المنصور، وذلك بسبب كونه كتب في توثُّق عبد الله بن علي من المنصور يقول: "ومتى غدر بعمه فنساؤه طوالق، وعبيده أحرار، ودوابه حُبْسٌ، والمسلمون في حل من بيعته"، فلما قرأ المنصور هذه العبارات استعظم الأمر، وكتب إلى سفيان يأمره بقتله. المصادر: الأعلام (4/140). الأدب الصغير والأدب الكبير لابن المقفع (14 و122). البنى السردية في حكايات كليلة ودمنة (41) سير أعلام النبلاء (6/208/رقم 104). شرح ديوان الحماسة للتبريزي (1/357). عيون الأنباء في طبقات الأطباء (413). العقد الفريد لابن عبد ربه. تاريخ الأدب العربي، العصر العباسي، شوقي ضيف. وفيات الأعيان (2/151/رقم 25). شحادة بشير، من مواليد سنة 1980م، سوري الجنسية، حاصل على دبلوم الدراسات العليا في الحديث النبوي الشريف وعلومه من كلية الشريعة في جامعة دمشق، ويعمل على إتمام درجة الماجستير. مهتم بالموضوعات الدينية والتاريخية واللغوية، ولديه خبرة جيدة بمجال برمجة سطح المكتب.
ملخص المقال عبد الله بن المقفع وأشهر مؤلفاته، حول حياة ابن المقفع وترجماته التي نقلها من الفارسية إلى العربية، وكليلة ودمنة وأثره في حضارة الإسلام الترجمة من الفارسية إلى العربية ليس هناك كثير خلاف حول تأثير الفلسفة اليونانية في العلوم اﻹسلامية بعامّة ، خصوصاً بعد اكتمال حركة الترجمة المنظمة من اليونانية إلى العربية عبر السريانية في نهاية القرن الرابع للهجرة / العاشر للميلاد. ولكنّ كثراً أغفلوا أن ترجمة كثير من تراث الفرس إلى العربية تمّ قبل ذلك بقرنين، أي في النصف اﻷول من القرن الثاني للهجرة / الثامن للميلاد. وإن كانت الترجمة من الفارسية البهلوية إلى العربية لم تكن منظمة أو مموَّلة من الخلافة كما كانت الترجمة من اليونانية إلى العربية، ذلك ﻷن الكتّاب الفرس الذين يعملون في بلاط الخلافة وينعمون بإغداق الخلفاء واﻷمراء عليهم، هم من أنجزوا هذه الترجمة كجزء من تكاليف عملهم. يذكر النديم (ت 380 هـ) أسماء ما يقارب عشرين ناقلاً فارسياً متفصحين بالعربية، أبرزهم وأشهرهم هو ابن المقفع الذي ساهم مساهمةً بارزةً في رفد حضارة الإسلام بروافد متعددة من التراث البهلوي الساساني المتبقي من حضارة فارس الآفلة.
بعد ذلك ربطه وآمر بإحضار فرن تنور فَسجَّره وأوقده حتى أصبح حامياً مُتوّقداً عندئذٍ آمر سفيان رجاله بِتقطيع أعضاء وأطراف عبد الله بن المقفع عضواً عضواً وكُلما قطعوا عضواً من جسم ابن المقفع يقول لهم سفيان بن معاوية: « ألقوه وأرموه في النار ». فجعل رجال سفيان يقطعون أعضاؤه ثم يرمونها في الفرن حتى تحترق بينما يرى وينظر لها عبد الله بن المقفع حتى هلك ومات من شدة التعذيب. وقال له سُفيان عِندما كان يُحتضّر: « ليس عليّ في المثلة بك حرجٌ، لأنك زنديق قَدْ أفسدت النّاس ». علق المؤرخ الذهبي في كِتابه سير أعلام النبلاء على هذه الحادثة قائِلاً: «كانَ ابنُ المُقفَّعِ معَ سعَةِ فَضْلِه، وَفرطِ ذكائِهِ، فِيْهِ طَيشٌ، فَكانَ يقُوْلُ عَنْ سُفْيَانَ المُهلَّبيِّ: ابْنُ المُغْتَلِمَةِ مِما تَسَبّب بقتلِه. » ابن المقفّع بين فكّي التاريخ دافع عنه غير واحد من المؤرخين، ودحضوا عنه تهمة الزندقة التي اتهمها به أعداءه، منهم وائل حافظ خلف في تصديره لكتاب الأدب الصغير، وفي كتابه "خواطر حول كتاب كليلة ودمنة"، حيث قال في الكتاب الأول: ((كان عبد الله بن المقفع مجوسيًا من أهل فارس، وكان يسمى روزبه بن داذويه، وأسلم على يد عيسى بن علي عم السفاح والمنصور، وأطلقوا على أبيه: المقفع – بفتح الفاء - ؛ لأن الحجاج بن يوسف الثقفي كان قد استعمله على الخراج، فخان، فعاقبه حتى تقفعت يداه.
وكتب في الأمان كلامًا كثيرًا لا يتفق وعزة الملوك وهيبتهم وكرامتهم، فلما قرأه المنصور امتلأت نفسه غيظًا، وسأل عمن كتبه فقيل له: ابن المقفع كاتب عيسى بن علي، فقال أبو جعفر: «فما أحد يكفينيه؟». وكان سفيان بن معاوية بن يزيد حاقدا على ابن المقفع كان يسخر منه ويتندر عليه بسبب كبر حجم أنفه، فكان إذا دخل عليه قال: السلام عليكما، وكان يسأله عن الشيء بعد الشيء، فإذا أجاب قال له: أخطأت، ويضحك منه، فلما كثر ذلك على سفيان غضب وتحين فرصة الانتقام منه. وأجاب سفيان دعوة الخليفة المنصور وقبض على ابن المقفع فقال: قد وقعتَ والله! ، فقال ابن المقفع: أنشدك الله أيها الأمير، فقال سفيان: أمي مغتلمة كما ذكرتَ إن لم أقتلك قتلة لم يُقتل بها أحد قط. وأمر بِتَنُّور فأُسْجِر، ثم أمر بابن المقفع فقطع منه عضو ثم ألقي في التنور وابن المقفع ينظر حتى أتى على جميع جسده، ثم أطبق عليه التنور. أشارت بعض المصادر التاريخية على أن ابن المقفع انتحر بشرب السلم بعدما قبض عليه سفيان، واكد البعض أنه خنق نفسه، في حين أن هناك من رجح إقامة الحد عليه بالقتل لأنه اتهم بالزندقة واضماره للمجوسية دينه الأوّل. وبهذا لم يعمر عبد الله اش ابن المقفّع طويلا فقد مات في عقده الثالث ويقال في سن السادسة والثلاثين حوالي سنة 760م، رحل تاركا موروثا نفيسا مازال حيا لحد الساعة.
- ومن كتب ابن المقفع الشهيرة كتاب "الأدب الكبير" وكتاب "الأدب الصغير" وهما يحويان الكثير من الحِكَم المستمدة من الثقافات الإسلامية واليونانية والفارسية. ومن حكمه المشهورة: "المصيبة العظمى الرزية في الدين"، و"أربعة أشياء لا يُستقل منها القليل: النار، المرض، العدو، الدَّيْن". وتميَّز ابن المقفع بأسلوبه الرشيق السهل، فقد كان رأيه أنَّ البلاغة إذا سمعها الجاهل ظنَّ أنَّه يحسن مثلها، وكان ينصح باختيار ما سهل من الألفاظ مع تجنب ألفاظ السَّفِلَة، ويقول: "إنَّ خير الأدب ما حصل لك ثمره وبان عليك أثره". أمَّا أهمُّ وأشهر كتب ابن المقفع على الإطلاق فهو كتاب "كليلة ودمنة"، وهو مجموعةٌ من الحكايات تدور على ألسنة الحيوانات يحكيها الفيلسوف "بيدبا" للملك "دبشليم"، ويبث من خلالها ابن المقفع آراءه السياسية في المنهج القويم للحُكْم. والمشهور أنَّ ابن المقفع ترجم هذه الحكايات عن الفارسية، وأنَّها هنديَّة الأصل، لكن النقاد والباحثين في مجال الأدب والأدب المقارن أكَّدوا أنَّ كليلة ودمنة احتوت على فصول عديدة من تأليف ابن المقفع وأنه لم يكتفِ بالترجمة فقط؛ فقد وصلت إلينا كليلة ودمنة في 4 مقدمات و15 فصلًا، والأصل الهندي كان يحتوي على مقدمة واحدة وخمسة فصول، فزاد عليها المترجم الفارسي برزويه بابًا في وصف رحلته، والبقية غالبًا أضافها ابن المقفع.
وقد أجمعَ المؤرِّخونَ على أنَّ قاتِلَهُ هو سفيانُ بنُ معاويةَ المهلَّبيُّ والي البصرةِ الذي تولَّاها بعدَ عزلِ الخليفةِ أبي جعفرٍ لعمِّه سليمانَ بنِ عليٍّ من ولايتِها.
اشتملت "تاجنامه" كذلك على نصائح أخلاقية للملوك والحكام ترشدهم إلى أساليب حكم الرعية وإقامة العدل. هذه الكتب استُوعبت في البيئة العربية اﻹسلامية، وأعيد إنتاجها في قالب عربي، وكانت اﻷساس الذي بني عليه ما عرف في ما بعد اﻵداب السلطانية. ومن اﻷعمال العربية التي استوعبت تقاليد ملوك الفرس في بيئة عربية، كتاب "التاج" في أخلاق الملوك للجاحظ (ت 255 هـ). والقارئ كتاب الجاحظ هذا يدرك كيف أنّ مادة الكتاب احتوت على أخبار كثيرة عن ملوك الفرس وسيرهم وأخلاقهم وعاداتهم، اﻷمر الذي يرجح اطلاع الجاحظ على ترجمات ابن المقفع بإجمال، خصوصاً إذا وضعنا في اﻻعتبار أن الجاحظ كان مولعاً به، كما يخبرنا المحقق أحمد زكي باشا، وكلاهما كان كاتباً مترسلاً. كتاب "نامه تنسر" أما الكتاب الرابع "نامه تنسر"، فهو أقدم وثيقة تشريعية وتاريخية وصلتنا عن تاريخ الفرس القدامى ، وقد نقل عنها المسعودي في كتابيه "التنبيه واﻹشراف"، ومسكويه في كتابه "تجارب اﻷمم"، فحفظا لنا بعضاً مما أفقدنا الدهر إياه من هذه الوثيقة. ولكن شيئاً عجيباً حدث في تاريخ "نامه تنسر"، وهو أن محمد بن أسفنديار (ت بعد 750 هـ) أعاد ترجمة هذا العمل من العربية إلى الفارسية الحديثة، ثم ضمَّنه في كتابه "تاريخ طبرستان" باعتباره حافظاً التاريخ التشريعي لهذه المنطقة، وقد حفظ لنا الدهر "تاريخ طبرستان"، وترجم حديثاً إلى العربية، واهتم اﻷستاذ يحيى الخشاب بترجمة "نامه تنسر" إلى العربية ونشره مستقلاً.