المدبسة المدبسة عبارة عن قنوات في أرضية «الچندود» يجري فيها الدبس. جمع كلمة عسل. و تتصل تلك القنوات بقناة واحدة جامعة في النهاية تكون متصلة بحفرة تسمى (جابية) يتجمع فيها الدبس وقد يوضع في هذه الحفرة جرة كبيرة مصنوعة من الفخار لكي يجمع فيها الدبس. ويتم تغطية القنوات بعازل وذلك لعزل التمر عن رطوبة الأرض، وغالبا ما يكون العازل عبارة عن دجاين وهو جمع دجينة وهو حصير مصنوع من جريد النخل ومربوط بالحبال، وأحيانا يتم وضع سعف النخيل أو يتم صناعة حصير خاص من الخوص الأخضر مباشرة (دون تجفيفه)، ويعرف هذا الحصير باسم حصير المسحة، والمسحة هي إحدى مسميات الچندود في شرق الجزيرة العربية. طريقة صنع المدبسة عبر التاريخ صناعة المدابس هي صنعة قديمة درج على صنعها سكان الخليج العربي منذ فجر التاريخ وعلى رغم تشابه الشكل العام في صناعة المدبسة إلا أن هناك فروق طفيفة في صناعة المدبسة، وهناك نوع من التدرج في صناعة المدبسة من المدابس الأكثر بساطة إلى المدابس الأكثر تعقيدا. ومن أوائل البحوث المنشورة عن تاريخ صناعة الدبس في الخليج بصورة عامة والبحرين بصورة خاصة هو بحث Rougeulle في العام 1982م والذي تحدث فيه عن تاريخ صناعة الدبس في حضارة بين النهرين، إلا أن بحثه يتركز على المدابس التي عثر عليها قلعة البحرين وعددها سبع مدابس والتي يعود تاريخها للقرن الثالث عشر الميلادي، كذلك المدابس التي سلط عليها الضوء في عمان تعود لنفس الحقبة.
وهذا يعني ان الصدر ما كان له ان يقدم على تلك الخطوة لو نجح مع حلفائه في تمرير مرشح الحزب الديمقراطي ريبر احمد لرئاسة الجمهورية ومن ثم تكليف او تسمية سفير العراق الحالي في المملكة المتحدة محمد جعفر الصدر لتشكيل الحكومة الجديدة. ولانه ادرك ان الامور ستبقى تدور في حلقة مفرغة، في ظل اصراره على تشكيل حكومة اغلبية وطنية مقابل عرقلة قوى الاطار التنسيقي لمساعيه، لذا قرر القاء الكرة في ملعب الاخير، مع وجود قناعة كاملة لديه بأنه-اي الاطار التنسيقي-لن يحقق شيئا خلال مهلة الاربعين، اما لانه لن ينجح هو الاخر في تأمين اغلبية الثلثين، وسيواجه بثلث الصدر المعطل، او لانه سيظل متمسكا بخياره المتمثل بتشكيل حكومة توافقية يشارك فيها التيار والاطار بعد اعلان الكتلة الاكبر من قبلهما، لينبثق منها رئيس الوزراء المقبل والبرنامج الحكومي للحكومة المرتقبة، وبما يضمن حق المكون الاكبر في الامساك بزمام العملية السياسية. ولان قوى الاطار تدرك هي الاخرى، ان المشهد معقد وشائك، ومن الخطأ ان تسير بنفس الطريق الموصد الذي سار فيه الصدر مع حلفائه من السنة والاكراد، لذلك فهي راحت تتحرك لكسر الجمود بما يفضي الى حلحلة الموقف المتصلب للصدر، من خلال التواصل مع مختلف الاطراف وفي مقدمتهم الصدريين وحلفائهم السنة والاكراد، اذ تم تشكيل لجنة خماسية من الاطار وتحالف عزم المنشق عن جماعة خميس الخنجر، والاتحاد الوطني الكردستاني ومجموعة المستقلين، وتحالف بابليون الذي يمثل المكون المسيحي.
فحلفاء الصدر، سواء السنة او الاكراد، مازالوا مقتنعين الى حد كبير بأن المخرج المناسب والممكن للازمة هو بتوافق وتفاهم التيار مع الاطار، لانهم حتى وان نجحوا في تأمين اغلبية الثلثين، لايريدون ان يفرطوا بعلاقاتهم الايجابية مع بعض -او اغلب قوى الاطار-لما تشكله تلك الاطراف من ثقل سياسي وميداني، ولما تملكه من امتدادات اقليمية مهمة، ناهيك عن ان ذهاب الاطار الى المعارضة رغما عنه سيجعل الحكومة ضعيفة وهشة وعرضة للانهيار، وبالتالي لن يكتب لها البقاء طويلا.
ولكني رأيت في الأقطار التي مررت بها في هذه الرحلة بواكير إيمان جديد وطلائعه. لقد رأيت إيمانا فتياً وثاباً، لقد رأيت فتية وصفهم ربهم قديماً بقوله (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى، وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شططاً.
لقد بدأ العالم الربي يكفر بالغرب أحياناً بعد ما آمن به طويلاً وخضع له طويلاً وربط نفسه بعجلته فأصبح يرى نفسه مستقلاً؛ وعضواً كريماً في أسرة العالم، يعلم المفسد من المصلح ويميز بين الصديق والعدو ويحتفظ بحقه في الصلح والحرب والحلف والصداقة. وصفات جدتي السحرية بالسكر : refairohani. لقد بدأ بعض الأقطار العربية يرنو إلى التقدم الصحيح والاستقلال الصادق. قد بدأ يفهم أهمية الصناعات الوطنية والإنتاج والاكتفاء الذاتي والاستغناء عن البلاد الأجنبية في مرافق الحياة. وقد بدأ بعض هذه الأقطار يخطو نحو هذه الغاية وإن كانت هذه الخطوات بطيئة وقصيرة، خطوات رجل مثقل يئن من أثقال القديم، ولكنها بدأت تزحف كما يزحف الطفل بعد ما بقيت مدة طويلة تلهو بما كان الغرب يرمي إليها من ودعات، وبما يصدر إليها من بضائع وآلات. لقد بدأت الأقطار العربية تتعلم صناعة الموت بعد ما جهلتها طويلاً وهجرتها طويلاً، وأصبحت تعتقد أنه لا يعيش في العالم إلا من يستطيع أن يموت.