(انظر: تفسير روح المعاني للألوسي ج 28 ص 98 ط دار إحياء التراث العربي). الهجرة عند وقوع البلاء والفتن واجب فهل الفرار من القتل والموت حرامٌ في الإسلام بحيث يتحتم على الإنسان أن يقبع في مكانه تحت ظلال السيوف والأمراض لتفتك به؟ أم أن للآية معنى مختلف؟ الواقع إن الفرار مما لا يُطاق هو من سنن المرسلين، فالله تعالى مثلاً يذكر فرار سيدنا موسى عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام من بطش فرعون وهجرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ظلم أهل مكة إلى المدينة المنورة وغير ذلك من أمثلة، والسُنَّة تذكر هجرة الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم بأمر النبي ﷺ من اضطهاد قريش إلى الحبشة النصرانية وامتداحه ﷺ لملكها النصراني، والأمثلة كثيرة. إذن لا يأمر الإسلام بانتظار القتل وعدم السعي للاستشفاء والوقاية من الأمراض، إذ يقول القُرآن الكَرِيم على سبيل المثال: { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} -النساء فبحسب الآية أعلاه يجب على أهل الأرض التي فيها بلاء وفتن واضطهاد أن يهاجروا منها وقايةً أو طلباً للعلاج أو فراراً من الظلم.
وقال الشافعي: تغرب عن الأوطان في طلب العلا * وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشة * وعلم وآداب وصحبة ماجد [1] السفر في الإسلام للسفر في اللغة معاني عديدة ولكن في لغة العرب يقصد به: قطع المسافة البعيدة، وجمعه: أسفار، وسمي سفرًا من الإسفار، حيث الكشف عن وجوه المسافرين وأخلاقهم. أما في اصطلاح الفقهاء فالمقصود بالسفر: هو الخروج على قصد قطع مسافة القصر الشرعية فما فوقها. أنواع السفر في الإسلام بالتأكيد هناك إيجابيات وسلبيات السفر ، وهناك أيضا أقسام السفر وهي مذموم ومحمود ومباح. معاني حديث الرسول عن السفر " قطعة من العذاب " ودلالاتها | المرسال. المذموم:هو ما يؤدي إلى معصية مثل السفر لبلاد يطغى فيها الفعل الحرام ويقل الحلال، والسفر الذي به معصية أيضا مثل سفر المرأة بدون محرمها، حتى لو لأداء فريضة الحج، وبالتأكيد من يسافر لغرض معصية كقطع الطريق او سرقة أموال الغير. المحمود: هو السفر الذي يعود منه منفعة في الدين وطاعة لله سبحانه وتعالى، وحكمة يحسب بحكم الطاعة التي سافر لفعلها كالسفر للحج أو الأعتمار، أو لصلة الأرحام، أو لطلب العلم، أو التفكر والتدبر في خلق الله، أو السفر لزيارة المسجد النبوي والمسجد الأقصى. المباح: السفر الذي يتعلق بالسعي مم أجل طلب الرزق سواء للتجارة او العمل، ومنه أيضا السفر بغرض الترويح عن نفس الإنسان وهو مباح طالما انه في حدود ما أحله الله سبحانه وتعالى.
وقال الله تعالى في كتابه العزيز: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} وفي رواية مسلم عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اللهم باركْ لنا في تمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعِنا، وبارك لنا في مُدِّنا، اللهم إن إبراهيمَ عبدُك وخليلُك ونبيُّك، وإني عبدُك ونبيُّك، وإنه دعاك لمكة، وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعا لمكة، ومثله معه)". وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صَلّى الله عليه وسلم قال: (السّفَرُ قِطعَةٌ مِنَ العَذاب يَمنَعُ أحَدَكُم طَعامَه وشَرابَه ونَومَه فإذَا قَضَى نَهْمَتَهُ فلْيُعَجِّلْ إلى أهْلِه) رواه الطّبراني ومالكٌ والدّار قُطني، وبذلك بيّن رسول الله لنا شعور الشقاء والعذاب في الابتعاد عن الأوطان. ومن أهم تجليات حب الوطن هي محبة الأهل وساكنيّ الوطن وصلة الأرحام وتقديس القرابة فقد قال رسول الله: (إن الله خَلَقَ الخلْقَ، حتى إذا فرغ منهم، قامَتِ الرَّحمُ فقالت: هذا مقامُ العائذ من القطيعة، قال: نعم، أمَا ترضَيْنَ أن أصلَ مَن وصَلَك، وأقطع مَن قطَعَك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لكِ)، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا إن شئتم فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
هذا هو أسلوب المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كما عوّدنا حضرته في تناوله أوامر الإسلام عن طريق الأخذ بمجموع أحاديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والسنَّة حول أي مسألة وليس بحديث واحد بلفظه فقط. وبهذا يتبين الخلط الذي وقع به خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية بين فهم مغزى الحديث وبين العزل الصحي وأسباب ومناسبة وسياق الحديث. وصَدَقَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخادمه المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام. المزيد من المقالات الداخلية عن الوباء تفشي فيروس كورونا في مكة والكعبة المشرِفة
ورد الحديث للنبي ﷺ حول الخروج من الأرض إذا حَلَّ بها الطاعون والوباء: " إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه. " (متفق عليه) هل يتعارض الحديث مع قول المسيح الموعود بوجوب الخروج من أرض الوباء؟ لقد ورد قول المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بعد علم حضرته بأن الحاكم العام للهند أوصى الناس بالأخذ بعلاج الطاعون واقترح عليهم ما يلي من كلام المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام: " أنه إذا تفشى الطاعون في قرية أو مدينة أو حارة كان علاجه الأمثل أن يهجر فوراً دون أدنى تأخير أهل تلك القرية أو المدينة أو الحارة الذين تفشى فيها الطاعون أماكنهم ويسكنوا في الخارج في فلاة أو أرض تخلو من تأثيره. أعلمُ بيقين القلب أن هذا الاقتراح مفيدٌ جداً، وأعلمُ أيضاً بأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قال بأنه إذا حَلَّ بمدينة وباءٌ فيجب على أهلها أن يهجروها فوراً وإلا سيُعدّون من الذين يحاربون الله. إن الفرار من مكان الوباء من فطنة الإنسان. لقد ورد في كتب التاريخ أنه عندما سافر الخليفة الثاني سيدنا عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لزيارة بلاد الشام بعد فتحها علِم بعد قطع مسافة وجيزة أن الطاعون متفشٍّ فيها بشدة فعقد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ العزمَ على العودة فور سماعه هذا الخبر وألغى مواصلة السفر.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه إذا كان علي سفر وأسحر يقول: «سمع سامع بحمد الله، وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا، وأفضل علينا عائذا بالله من النار» [أخرجه مسلم عن أبي هريرة]. من قال: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» عند نزوله منزل لا يصيبه شئ فيه ضرر حتى يرحل من هذا المنزل (رواه مسلم عن خولة بنت حكيم). دعاء السفر مستجاب ، وفي الحديث «لا ترد دعوتهم»، وذكر منهم المسافر، أخرجه أهل السنن وعند مسلم (ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر). عدم القدوم ليلا للأهل بدون إخبارهم. صلاة ركعتين في المسجد عند القدوم من سفر. فوائد السفر التي ذكرت في السنة قد روى البيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سافروا تصحوا وتغنموا ، وهو بهذا اللفظ في مسند الشهاب، ورواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: سافروا تصحوا ، واغزوا تستغنوا ، ورواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سافروا تصحوا وتسلموا. ويبين هذا الحديث فوائد السفر فقال المناوي في كتاب فيض القدير في شرح هذا الحديث سافروا تصحوا وتغنموا. قال البيهقي: "دل به على ما فيه سبب الغنى".
السفر يوم الخميس، فقد روى البخاري عن كعب بن مالك رضي الله عنه قوله: «لقلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا خرج إلا يوم الخميس» وبوب البخاري في كتاب الجهاد، وذلك من باب الأفضلية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم السبت في حجة الوداع. التسبيح عند الهبوط والتكبير عند الصعود كما ثبت ذلك في حديث جابر وابن عمر رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، نصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» [ولفظ حديث ابن عمر متفق عليه]. توديع الأقارب والأهل والأصحاب تعجيل العودة بعد قضاء حاجته، لقوله صلى الله عليه وسلم: «السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته ـ بفتح النون أي حاجته ـ فليعجل رجوعه إلى أهله» (متفق عليه). عدم اصطحاب الحيوانات والاجراس أثناء السفر، أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تصاحب الملائكة رفقة فيهم كلب ولا جرس».
اعلم رحمنا الله وإياك أن زيارة النساء للقبور أمر جائزٌ حلالٌ حلالٌ لا إشكال فيه، فقد روى الحافظ أبو عبدالله الحاكم (ت 405) في المستدرك بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه أن فاطمة بنت النبيّ صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة (رضي الله عنه) كل جمعة فتصلي وتبكي عنده، قال الحاكم: هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات، وقد استقصيتُ في الحث على زيارة القبور تحرّياً للمشاركة في الترغيب، ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ الشحيح ﺑﺬﻧﺒﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻨﺔ ﻣﺴﻨﻮﻧﺔ. اهـ. حكم زيارة النساء للقبور - منتديات الإمام الآجري. وقال كذلك في باب الرخصة في زيارة القبور بعد ذكر حديث "لعن رسول الله زوارات القبور" ما نصه: وهذه الأحاديث المروية في النهي عن زيارة القبور منسوخة (أي توقف العمل بها)، والناسخ لها حديث علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبيّ "كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها". ﺍﻫـ، والمعنى أن النهي انتهى العمل به، كان في أول الأمر ثم انتهى، هكذا يقول الحاكم رحمه الله لأن لفظ "فزوروها" عام يشمل الذكور والإناث. وﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻂ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ: ﻭﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻓﻘﻴﻞ ﺩﺧﻠﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﺍﻹﺫﻥ (يعني حديث فزوروها) ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺍﻷﻛﺜﺮ (أي أكثر العلماء)، ﻭﻣﺤﻠﻪ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﻣﻨﺖ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ.
زيارة القبور:.
4- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" زاد الترمذي بإسناد صحيح: "فإنها تذكر الآخرة"(مسلم 977, الترمذي 1054). ثم قال الترمذي بعد رواية الحديث: " وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور، فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء". أدلة القائلين بالكراهة: استدل القائلون بالكراهة على قولهم بأمور: • تعارض الأدلة بين الإباحة والحظر وأقل ذلك الكراهة. • ضعف النساء في العادة عن الصبر عند زيارتهن للمقابر. قال ابن قدامة: "ويحتمل أنه كان خاصًّا للرجال, ويحتمل أيضًا كون الخبر في لعن زوارات القبور بعد أمر الرجال بزيارتها فقد دار بين الحظر والإباحة فأقل أحواله الكراهة, ولأن المرأة قليلة الصبر كثيرة الجزع، وفي زيارتها للقبر تهييج لحزنها وتجديد لذكر مصابها، ولا يؤمن أن يفضي بها ذلك إلى فعل ما لا يجوز" (المغني 2/425). فصل: زيارة النساء للقبور:|نداء الإيمان. والراجح هو قول الجمهور القائلين بجواز زيارة النساء للقبور بلا كراهة، ويمكن تدارس الأدلة الأخرى كالتالي: • رواية "لعن الله زائرات القبور" لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم, فقد رواها أبو صالح باذام وقد ضعفه أكثر المحدثين كالمزي وغيره, بل قال الإمام أحمد رحمه الله لما سئل عن المرأة تزور القبر: "أرجو إن شاء الله أن لا يكون به بأس, عائشة زارت قبر أخيها, قال: ولكن حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور, ثم قال: هذا أبو صالح ماذا؟ كأنه يضعفه, ثم قال: أرجو إن شاء الله عائشة زارت قبر أخيها, قيل لأبي عبد الله: فالرجال؟ قال: أما الرجال فلا بأس به" (انظر التمهيد 3/234).
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ: ﻇﺎﻫﺮ ﺳﻴﺎﻕ ﺃﻡ ﻋﻄﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻬﻲ نهي تنزيه ﻭﺑﻪ ﻗﺎﻝ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻣﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ (وهو نعم الإمام رضي الله عنه) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. ﻭﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺤﻤﺪ بن ﻋﻤﺮﻭ بن ﻋﻄﺎﺀ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻓﺮﺃﻯ ﻋﻤﺮ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ صلى الله عليه وسلم "ﺩﻋﻬﺎ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ" ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻭﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻋﻄﺎﺀ ﻋﻦ ﺳﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻋﻦ أﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ثقات. اهـ. وفي السنن الكبرى للبيهقي قال: وقد روينا في الحديث الثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بامرأة عند قبر وهي تبكي فقال لها "اتقي الله واصبري"، وليس في الخبر أنه نهاها عن الخروج إلى المقبرة، وفي ذلك تقوية لما روينا عن عائشة رضي الله عنها. اهـ. ومعنى كلام البيهقي أنه لو كان حراماً لنهاها صلى الله عليه وسلم. وفي ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻘﻨﻊ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻻﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪسي ﻣﺎ ﻧﺼﻪ: ﻓﺼﻞ: ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ، ﻭﻫﻞ ﺗﻜﺮﻩ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﻳﺘﻴﻦ. انتهى. ومعنى كلامه أنه هل تكره أم لا تكره فيه روايتان أي عن الإمام أحمد بن حنبل، وهذا مع استثناء القبر الشريف فإنه يستحبّ زيارته صلى الله عليه وسلم بالإجماع للرجال والنساء كما ذكر البهوتي في كشاف القناع وهو كتاب مشهور لدى الحنابلة، وهو حجة على جماعة ابن تيمية والوهابية الذين همهم التشويش على المسلمين وتحريم ما أحل الله تعالى.