وتتميز الانفعالات هنا بأنها شديدة ومبالغ فيها، بمعنى حب شديد أو كره شديد أو انفعال شديد. كما تظهر نوبات الغضب المصحوبة بالاحتجاج اللفظي. وتظهر في هذه المرحلة أيضا الانفعالات المتمركزة حول الذات مثل الشعور بالذنب أو الثقة أو النقص أو الخجل. النمو الاجتماعي: يزداد وعي الطفل بالبيئة الاجتماعية ونمو الألفة وزيادة المشاركة الاجتماعية، وتتسع دائرة العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي في الأسرة ومع جماعة الرفاق والتي تزداد أهميتها ابتداء من العام الثالث. لماذا يبكي الطفل عند الولادة. يتعلم الطفل أيضا المعايير الاجتماعية التي تبلور الدور الاجتماعي له، كذلك ينمو الوعي والإدراك الاجتماعي والذي تظهر بوادره بتمسك البعض منهم بالقيم والمعايير الاجتماعية. كما أن حب الصداقة يكون واضحا بهذه المرحلة مع ظهور حب الزعامة للحصول على المكانة الاجتماعية حيث يتضح ذلك من خلال جذب انتباه الراشدين. ينمو أيضا في هذه المرحلة لدى الطفل حب الاستقلال والرغبة في المنافسة ونمو الضمير. النمو الجنسي: تكثر في هذه المرحلة الأسئلة الجنسية، حيث يسأل الطفل عن الفروق بين الجنسين ولماذا الأعضاء التناسلية عند الفتيان تختلف عن الفتيات ويظهر مايعرف في علم النفس بحسد القضيب!.
عندما نفهم سبب نزول سورة المجادلة نستنشق عظمة القرآن في الحرص على سلامة النفوس فسبحان الله نجد أن جميع سور الكتاب المقدس نُزلت على رسولنا الكريم لتنجد من غفلة الروح وتعيد سلامة القلوب، وتُعد سورة المجادلة من أعظم السور التي أوضحت حرص الإسلام على المرأة وإعطائها كامل حقوقها مع حفظ كرامتها فعندما يُنزل الله سورة من أجل امرأة كان في سابق العصور يرونها خطأ تتضح لنا عظمة الله وعدله في خلقه، تعرف على المزيد عبر موقع مُحيط. نزلت هذه الآية على الحبيب المصطفى عندما ذهبت خولة بنت ثعلبة زوجة أوس بن الصامت لتشتكي إلى الرسول زوجها، وبدأت تقص عليه ما حدث فكانت تتناقش مع زوجها في أمر ما وعاندت فيه كثيرًا فغضب عليها زوجها وظاهرها يعنى قال لها "أنتِ علي كظهر أمي". وفي الجاهلية كانت هذه الجملة تعني أنها حُرمت عليه مثل أمه وهنا لا يستطيع الاقتراب منها ولا يجعلها تتزوج بغيره، ثم عاد إليها يطلب ما يطلبه الرجل من زوجته فرفضت وذهبت إلى حبيبنا المصطفى تملي عليه وتشتكي له فأنزل الله هذه السورة رفقًا بحالها. سبب نزول قوله -تعالى-: (قَدْ سَمِعَ اللَّـهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّـهِ)؛ فجاءت هذه الآية لتعبر عن الشكوى فنزلت آيات الله الكريمة تُحرم الظهار وكفارته يتون إطعام ستين مسكيًا أو صيام شهرين متتابعين أو عتق رقبة.
[٣] مقاصد سورة المجادلة قبل المرور على سبب نزول سورة المجادلة لا بدَّ من الوقوف على مقاصد السورة، إنَّ كل سورة من سور القرآن الكريم نزلت بالعديد من المقاصد والأحكام والتعاليم الشرعية التي أنزلها الله تعالى تبيانًا للناس وهداية لهم، ومن الضروري ذكر هذه المقاصد حتى يتمثلها المسلم خلال حياته ويكون ممن يسمعون كلام الله ويتبعونه، ومن أهم مقاصد سورة المجادلة: [٤] إصدار الحكم في شأن قضية الظهار التي ظاهر فيها أوس بن الصامت زوجته خولة، كما بينت السورة حكم الظهار وكفارته. إبطال الظهار الذي كان شائعًا في الجاهلية، وإيضاح أنَّ هذا لا يوافق إرادة الله تعالى. إعلام الناس بوقوع البأس الشديد الذي ورد ذكره في سورة الحديد بمن خالف الله وروسوله ويحيد عن النهج القويم. التأكيد على أنَّ الله تعالى يعلم غيب السموات والأرض، ويعلم السر والنجوى، كما بينت السورة جزاء الذين يتناجون بالعدوان والإثم ومعصية الله وروسوله. إظهار الضلالات التي يمارسها المنافقون من موالات لليهود وحلف على الكذب وغير ذلك. ذكر آداب المجلس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجواز التصدق قبل البدء بمناجاة الرسول. الثناء على الذين يقاطعون الكفار والمشركين واليهود من المسلمين، وبيان أنَّ من يتولى أعداء الله والإسلام يعذبهم الله يوم القيامة عذابًا شديدًا.
[١٠] ورد في سبب النزول أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان في الصُّفة، وكان المكان لا يتّسع لكثيرٍ من النّاس، فأراد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يُكّرم البدريّين، وهم كلّ من شهد غزوة بدر من المهاجرين والأنصار. [٩] فلمّا جاء أُناس منهم قاموا أمام رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولم يجدوا مكانًا ليجلسوا فيه؛ فبدأ يأمر الجالسين بالقيام لإكرام أهل بدر، فشقّ عليهم ذلك. ورأى رسول الله ذلك في وجوههم، فبدأ المنافقون يثيرون الفتنة بين المسلمين بسبب ما فعل رسول الله حين أمرهم بالقيام لأهل بدر، فأنزل الله -تعالى- هذه الآية. [٩] المنافق الذي كان يجالس الرسول وينقل كلامه لليهود جاء في سبب نزول قوله -تعالى-: (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُون) ، [١١] أنّها نزلت في عبد الله بن نبتل؛ وهو أحد المنافقين الذين كانوا يجالسون رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وكان ينقل كلّ ما يسمعه في مجلسه إلى اليهود. [٩] وسأله رسول الله ذات مرةٍ عن سبب إيصال كلامه لليهود، فحلف بالله أنّه لم يفعل ذلك، وذهب فأحضر أصحابه فشهدوا معه، فأنزل الله -تعالى- هذه الآية. [٩] المراجع
[٢] سبب نزول قوله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّـهُ)؛ [٣] نزلت هذه الآية في يهود المدينة الذين كانوا يأتون إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيُسلّمون عليه بقولهم "السام عليك" بدلًا من السلام عليك، وكانوا يقولون في أنفسهم "لولا يعذّبنا الله بما نقول" فكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يردّ عليهم بقوله وعليكم، ويأمر أصحابه بهذا، ومعنى قولهم "السام عليك" أي؛ الموت. [٤] سبب نزول قوله -تعالى-: (أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)؛ [٥] نزلت هذه الآية الكريمة ناسخة للآية التي أمرت بوجوب تقديم الصدقة قبل سؤال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-؛ وذلك لأنّهم أكثروا على رسول الله وشقّ عليه إجابتهم كلّهم، فكان تقديم الصدقة بمثابة التنظيم لتلك الأسئلة الكثيرة، ثمّ نزل التخفيف الإلهي والرحمة بالمؤمنين المقتضي إلغاء وجوب تقديم الصدقة.
وقد روت أمّ المؤمنين عائشة -رضيَ الله عنها- سبب نزول هذه الآية حيث قالت: (تبارَكَ الَّذي وسِعَ سمعُهُ كلَّ شيءٍ، إنِّي لأسمعُ كلامَ خَولةَ بنتِ ثَعلبةَ ويخفَى علَيَّ بعضُهُ، وَهيَ تشتَكي زَوجَها إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- وَهيَ تقولُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَكَلَ شَبابي، ونثرتُ لَهُ بَطني، حتَّى إذا كبُرَتْ سِنِّي، وانقطعَ ولَدي، ظاهرَ منِّي، اللَّهمَّ إنِّي أشكو إليكَ، فما برِحَتْ حتَّى نزلَ جِبرائيلُ بِهَؤلاءِ الآياتِ: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ) ، [٣] ثمّ بينت الآيات كفّارة الظّهار. [٢] إساءة اليهود في إلقائهم للتحية على الرسول جاء في نزول قوله -تعالى-: (وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ۚ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا ۖ فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ، [٤] إنّ هذه الآية نزلت في اليهود؛ حيث كانوا يُسلّمون على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بقولهم: السّام عليك يا محمّد، ومعنى السّام هو الموت، فكان النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يرد عليهم بقول: "وعليكم".
[٢] وكانوا يظنّون أنّهم بذلك يختبرون نبوّة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-؛ فيقولون لو كان محّمد نبياً لعذّبنا الله بهذا القول، ورُوي أيضاً أنّ أمٍّ المؤمنين عائشة -رضيَ الله عنها- حين كانت تسمعهم يقولون ذلك تغضب وتسبّهم، فكان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ينهاها عن ذلك، فأنزل الله -تعالى- هذه الآية التي تُبيّن مصيرهم وهو عذابهم في جهنم. [٢] نسخ آية الصدقة عند مناجاة الرسول جاء في قول الله -تعالى-: (أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) ، [٥] أنّها جاءت ناسخةً للآية التي سبقتها وهي قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). [٦] [٧] ويُقصد بها أنّ الحكم الذي جاء في هذه الآية وهو تقديم المؤمن صدقة قبل مناجاة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، قد نسخته الآية التي تبعتها وذلك للتخفيف على الذين يريدون مناجاة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من الفقراء الذين لا مال لديهم.
مقاصد سورة المجادلة من الآية 12 حتَّى 22 أمَّا الآيات الأخيرة من سورة المجادلة فقد تناولتِ الحديث عن المنافقين الذين صاحبوا اليهود ونقلوا إليه أخبار المسلمين، فنزلتْ هذه الآيات تعرِّي خبث نفوسهم وتبيِّن مصيرهم المشؤوم يوم القيامة ، ثمَّ اختتمت الآيات بالحديث عن حقيقة حب المسلمين بعضهم بعضًا في الله تعالى، والبغض أيضًا في الله تعالى، وأمرت الآيات المسلمين بعدم مناصرة أعداء الإسلام والمسلمين تحت أي ظرف، والله تعالى أعلم.