قوله تعالى: فلا تذهب نفسك عليهم حسرات. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة " الأنعام " ، في الكلام على قوله تعالى: قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون [ 6 \ 33]. وفي " الكهف " ، في الكلام على قوله تعالى: فلعلك باخع نفسك على آثارهم الآية [ 18 \ 6] ، وغير ذلك من المواضع.
الفوائد: 1- مفعل وفعال. تصاغ من الأعداد من واحد إلى عشرة صيغتان ممنوعتان من الصرف هما: مفعل وفعال. فلا تذهب نفسك عليهم حسرات. فنقول: موحد وأحاد، ومثنى وثناء، ومثلث وثلاث.. إلخ. وسبب المنع أن هذه الأعداد صفات معدولة. 2- قوله تعالى: (جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) وقوله تعالى في سورة النساء: (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ): قال النحاة والمفسرون: الواو بمعنى (أو)، لكن ابن هشام عقّب على قولهم بقوله: لا يعرف ذلك في اللغة، وإنما يقوله بعض ضعفاء المعربين والمفسرين. وأما الآية فقال أبو طاهر حمزة بن الحسين الأصفهاني، في كتابه المسمّى ب (الرسالة المعربة عن شرف الإعراب): القول فيها بأن الواو بمعنى (أو) عجز عن درك الحق، فاعلموا أن الأعداد التي تجمع قسمان: قسم يؤتى به ليضم بعضه إلى بعض، وهو الأصول كقوله تعالى: (ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ، تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ)، (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) وقسم يؤتى به لا ليضم بعضه إلى بعض، وإنما يراد به الانفراد، لا الاجتماع، وهو الأعداد المعدولة، كآية النساء وآية فاطر الآنفتي الذكر.
وقال: أي منهم جماعة ذوو جناحين، وجماعة ذو وثلاثة ثلاثة، وجماعة ذو وأربعة أربعة فكل جنس مفرد بعدد.. إعراب الآية رقم (2): {ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)}. الإعراب: (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (يفتح) مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (للناس) متعلّق ب (يفتح)، (من رحمة) متعلّق بحال من (ما) الفاء رابطة لجواب الشرط (لا) نافية للجنس (لها) متعلّق بخبر لا الواو عاطفة (ما يمسك فلا مرسل له) مثل ما يفتح.. فلا ممسك لها (من بعده) متعلّق بالخبر المحذوف، الواو استئنافيّة (الحكيم) خبر ثان مرفوع. جملة: (يفتح اللّه... ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لا ممسك لها... ) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء. وجملة: (يمسك... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة يفتح. وجملة: (لا مرسل له... ) في محلّ جزم جواب الشرط الثاني مقترنة بالفاء. .. فلا تذهب نفسك عليهــــــــــــم حسرات .. - هوامير البورصة السعودية. وجملة: (هو العزيز... (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة المكانيّة متعلّق ب (تؤفكون)، والواو فيه نائب الفاعل. جملة النداء: (يأيّها.. وجملة: (اذكروا... ) لا محلّ لها جواب النداء.
فالنبي صلى الله عليه وسلم يحزن من ترك الكفار لطاعته، واستنكافهم عن الانقياد لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فيرشده ربنا جل وعلا أن لا يحزن، فالحزن ليس مقصداً للشارع. ويذكر الله هذا الحزن في مواضع أُخَر فيرشد ربنا نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يهلك نفسه حزناً عليهم، فيقول تعالى: { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: ٣] وقال سبحانه: { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْـحَدِيثِ أَسَفًا} [الكهف: ٦]، وقال سبحانه: { فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} [فاطر: ٨]. فهذه آيات كثيـرة في هذا الحزن، تدل على أنه موضوع مهم وله آثار تستوجب هذه العناية الربانية. الحزن ليس مقصداً للشريعة، لأنه لا مصلحة فيه؛ وإنما هو أثر من آثار حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وتعظيم أمر الشارع فيقع في القلب الحزن على ما يحدث من تفريط؛ فالداعية والمصلح مثاب على ما يجده من حزن، لأنه بسبب هذا المقصد الشريف، ولأنه من الأذى والضرر في سبيل الله. لكنه ليس مقصداً لذاته، فيُبحَث عنه أو يستثار في القلب أو يُحَث الشخص عليه، فهو كالمشقة في التكاليف الشرعية، لا يسوغ أن تُتَقصد المشقة فيها لأن الشارع لا يريد المشقة لأنها مشقة، ولا مصلحة فيها بذاتها؛ وإنما إن جاءت المشقة تبعاً للتكليف أثيب المسلم عليها.
نعم، هناك نقاط خلاف بين الطرفين، وليس الغرض هنا إلغاءها وتجاوز الواقع. ولكن الغرض هو وضعها في حجمها الطبيعي الذي يجعلنا، إن نحن قرأنا المعلومات من مصادرها الصحيحة، ندرك كم من الوقت نهدره في كراهية غير مبررة، وتشاحن لا نتيجة له سوى ترسيخ الفرقة وإذكاء صراع عبثي لا طائل من ورائه. إن الاعتقاد بأن الجدل في مثل هذه الأمور العقائدية هو جدل علمي يستند إلى منطق وأدلة ثابتة هو وهم مطلق. مالفرق بين السني والعلوي والشيعي - عالم حواء. فالانتماء الديني والمذهبي أمر تحدده عوامل التنشئة والبيئة ويصبح مع الوقت جزءاً من انتماء الانسان وهويته. وهكذا، فإن دليل كل شخص على صحة موقفه من أمر خلافي لا تحدده الأدلة التي بين يديه بقدر ما يحدده مسبقاً ولاؤه لجذوره الاجتماعية وتنشئته الفكرية والدينية. فلا السني سيتخلى عن نظرته التوقيرية للخلفاء الراشدين، ولا الشيعي سيتخلى عن اعتقاده بأفضلية علي بن أبي طالب وإحياء مراسم عاشوراء التي ارتبطت في عقله بجذور الطفولة والانتماء العائلي. إن المشكلة الحقيقية عندنا تتلخص في أننا أسرى الماضي، وفي النتيجة لا نزال متأخرين عن العالم في ممارسة مفهوم تقبل الآخر. إننا نمارس سلطة غير مبررة في محاولة تغيير الآخر ليصبح مثلنا، وهذا لن ينجح يوماً بل سيبقينا في دائرة صراع عقيم لا معنى له حول أحداث تاريخية لا تمت لعصرنا بصلة.
ويزيدون عليه ركنا اسمه "الطهارات" ويتضمن تحريم الدخان والموسيقى والأفلام، وهم فى صلواتهم يجمعون بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، ولا يصلون الجمعة، ويحتفلون بغدير "خم" فى 18 من ذى الحجة كل عام، حيث تمت فيه الوصية لعلى (مجلة العربى سبتمبر 1975، المصور 20/1/ 1978). والطائفة الأخرى فى "سلمية" بسوريا وفى زنجبار، وشرقى أفريقيا وتسمى "الأغاخانية" نسبة إلى زعيمهم " أغاخان ". الفرق بين السني والشيعي - شبكة الدفاع عن السنة. 4 - النصيرية: وهم أتباع أحد وكلاء الحسن العسكرى، واسمه محمد بن نُصير، والذين تسموا فى عهد الاحتلال الفرنسى بسوريا باسم "العلويين ". ومن كتاب "تاريخ العلويبن" لمحمد أمين غالب الطويل ،وهو نصيرى ومن غيره من الكتب والمراجع نوجز أهم مبادئهم فيما يلى: (1) الولاية لعلى، زاعمين أن النبى صلى الله عليه وسلم بايعه ثلاث مرات سرًّا، ومرة رابعة جهرا. (ب) عصمة الأئمة، لأن الخطايا رجس وقد قال الله فى أهل البيت: {ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}. وبناء على ذلك يعتقدون أن الإمام أعلى من بعض الوجوه من الأنبياء، لأنهم معرضون للخطأ، ولم يرد فى القرآن ما ينزههم عنه، أما الأئمة فمعصومون بنص القرآن. (ج) التقيَّة: أو التكتم فى الدين، فإخفاء عقيدتهم من كمال الإيمان.
(5) نتعايش أو نموت.. لاخيار لدينا: المتآمر على وطننا.. سواء كان سنياً أو شيعياً ، كلهم خونة ويكيدون للوطن والمواطن ، وكلهم أدوات تستخدمها قوى خارجية لضررنا! الفرق بين تربية الطفل الشيعي والطفل السني - شبكة الكعبة الاسلامية. – كل هؤلاء ، ومن يتعاطف معهم ، ويؤيدهم ، يريدون بقصد أو بدون قصد ، هدم وطننا ، والعبث بحاضرنا ، ومستقبل أطفالنا! – والوطن للجميع ، ولذلك يجب على الجميع أن يحميه ويتعايش مع نسيجه ، – ومن أراد تدميره ، مهما كانت طائفته ، وجنسه ، وجنسيته ، يجب علينا متكاتفين.. أن نقف في وجهه ، و ردعه. أو لنرضى أن نعيش ، في غابة يسودها الجهل ، و الكثير الكثير من الدماء!
الثلاثاء 27 يونيو 2017 06:18 م كلمتان شائعتان في حياتنا العربية، لا تضاهيهما أيّة كلمات أخرى في تأثيرهما على مجريات الأمور السياسية والاجتماعية والدينية. تحت شعارات الدفاع عنهما أريقت، ولا تزال تراق، دماء غزيرة في بلداننا التي اجتاحها وباء العصر: الطائفية. يكفي أن تتلفظ بهما لتتلظى الوجوه غضباً، ويندفع الكلام من الأفواه تكفيراً للآخر وإلغاءً لفكره. ولكن، بعيداً عن التشنج والتحزب العاطفي الموروث، ما هي المساحة الحقيقية للخلاف والاتفاق بين السنّة والشيعة؟ اختلف الشيعة في نقطة البداية للافتراق السني الشيعي في التاريخ الإسلامي. فمنهم من يقول إنه بدأ مع وفاة النبي، ومنهم من يؤخره إلى حين واقعة كربلاء واستشهاد الحسين بن علي على أيدي الأمويين ويعتبره إعلاناً لظهور مذهب التشيع الذي تطور فقهياً منذ ذلك الوقت ليصل إلى ما نحن عليه الآن. وأياً تكن نقطة البداية، فالثابت لدى الجميع أنه لم تكن هناك فرق أو مسميات في عصر النبي، ولا مذاهب إسلامية متعددة في عهد الخلفاء الراشدين. وحين يعود المرء إلى الماضي ليفهم الأحداث التي قسمت المسلمين إلى شيعة وسنة، وإلى فرق ومذاهب أخرى بعضها اختفى وبعضها لا يزال موجوداً كالإسماعيلية والزيدية والأباضية، نرى أن الجانب السياسي في ظهورها طاغٍ لا يمكن تجاهله.
3-رفض كل رواية تأتى عن غير أئمتهم، فهم عندهم معصومون، بل قال بعضهم: إن عصمتهم أثبت من عصمة الأنبياء. 4 - التقية: وهى إظهار خلاف العقيدة الباطنة، لدفع السوء عنهم. 5 - الجهاد غير مشروع الآن، وذلك لغيبة الإمام، والجهاد مع غيره حرام ولا يطاع، ولا شهيد فى حرب، إلا من كان من الشيعة، حتى لو مات على فراشه. وهناك تفريعات كثيرة على هذه الأصول منها: عدم اهتمامهم بحفظ القرآن، انتظارا لمصحف الإمام، وقولهم بالبداء؛ بمعنى أن الله يبدو له شىء لم يكن يعلمه من قبل ويتأسف على ما فعل، والجمعة معطَّلة فى كثير من مساجدهم وذلك لغيبة الإمام، ويبيحون تصوير سيدنا محمد وسيدنا علىٍّ، وصورهما تباع أمام المشاهد والأضرحة، ويدينون بلعن أبى بكر وعمر... 3 - الإسماعيلية: وهى تدين لإسماعيل بن جعفر الصادق ،وهم أجداد الفاطميين والقرامطة، يعتقدون التناسخ والحلول، وبعضهم يدعى ألوهية الإمام بنوع من الحلول، وبعضهم يدعى رجعة من مات من الأئمة بصورة التناسخ. وهذه الفرقة طائفتان، إحداهما فى الهند وتسمى: "البهرة"، ويتركزون فى بومباى، يعترفون بالأركان الخمسة الواردة فى الحديث وهو: "بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول اللّه، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا" رواه البخارى.
وأشهر فرقهم الموجودة الآن خمسة: 1 - الزيدية: وهم أتباع زيد بن على بن الحسين، لما دعى الشيعة لحرب الأمويين؛ سألوه رأيه فى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما؟ فأثنى عليهما! فرفضوه، وسموا بالرافضة، وهم يوجدون الآن فى اليمن، ومذهبهم قريب من مذهب أهل السنة، وهم وإن اعتقدوا أفضلية علىٍّ على أبى بكر وعمر؛ أجازوا إمامة المفضول مع قيام الفاضل. 2 - الإمامية: وهم الذين قالوا بإمامة اثنى عشر من آل البيت، ويسمون بالاثنى عشرية وبالموسوية، لأن الأئمة عندهم هم: على، الحسن، الحسين، على زين العابدين بن الحسين، وكانت الإمامة لابنه الأكبر "زيد" فلما رفضوه كما تقدم ولَّوا بدله أخاه محمدا الباقر، ثم جعفر الصادق، وكان له ستة أولاد، أكبرهم إسماعيل ثم موسى، ولما مات إسماعيل فى حياة أبيه أوصى والده بالإمامه إلى ابنه موسى الكاظم. وبعد وفاة جعفر؛ انقسم الأتباع فمنهم من استمر على إمامة إسماعيل وهم: الإسماعيلية أو السبعية، والباقون اعترفوا بموسى الكاظم، وهم الموسوية، ومن بعده على الرضا، ثم ابنه محمد الجواد، ثم ابنه على الهادى، ثم ابنه الحسن العسكرى، نسبة إلى مدينة العسكر "سامرا" وهو الإمام الحادى عشر، ثم ابنه محمد الإمام الثانى عشر، وقد مات ولم يعقب، فوقف تسلسل الأئمة وكانت وفاته سنة265 هـ.