محمد حماد ترتيب السورة في القرآن (111) وآياتها خمس، وقد تناولت موضوعاً واحداً، حيث سجلت الرد القوي من القرآن الكريم، في مواجهة الحملة الشرسة البذيئة التي قادها كبراء قريش من المشركين ضد النبي - صلى الله عليه وسلم - وضد دعوته، وكان على رأس هؤلاء جميعاً عمه أبولهب، الذي شارك في الحملة بماله وبكل عائلته وكل طاقته. سميت هذه السورة في أكثر المصاحف (سورة تبت) وكذلك عنونها الترمذي في جامعه وفي أكثر كتب التفسير، تسمية لها بأول كلمة فيها، وسميت في بعض المصاحف وفي بعض التفاسير (سورة المسد)، واقتصر في الإتقان على هذين الاسمين. السورة مكية بالاتفاق، وعدت السادسة من السور نزولاً، وقد نزلت بعد سورة المدثر والفاتحة وقبل سورة التكوير في الفترة المكية الأولى مع بداية العام الرابع للبعثة. يوم الصفا وسبب نزولها على ما في الصحيحين عن ابن عباس، قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم على الصفا، فنادى «يا صباحاه»، (كلمة ينادى بها للإنذار من عدو يصبّح القوم)، فاجتمعت إليه قريش، فقالوا له: مالك؟ فقال: «أرأيتم لو أني أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم، أكنتم تصدقونني؟» قالوا: ما جربنا عليك كذباً، فقال: «إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد»، فقال أبولهب: تباً لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تعالى: «تبت يدا أبي لهب وتب، ما أغنى عنه ماله وما كسب، سيصلى ناراً ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب، في جيدها حبل من مسد».
سورة المسد تبت يدا ابي لهب المصحف المعلم لتحفيظ الاطفال بتلاوة مميزة للعفاسي - YouTube
وقال العوفي ، عن ابن عباس ، وعطية الجدلي ، والضحاك ، وابن زيد: كانت تضع الشوك في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واختاره ابن جرير. قال ابن جرير: وقيل: كانت تعير النبي صلى الله عليه وسلم بالفقر ، وكانت تحتطب ، فعيرت بذلك. كذا حكاه ، ولم يعزه إلى أحد. والصحيح الأول ، والله أعلم. قال سعيد بن المسيب: كانت لها قلادة فاخرة فقالت: لأنفقنها في عداوة محمد يعني: فأعقبها الله بها حبلا في جيدها من مسد النار. وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب ، حدثنا وكيع ، عن سليم مولى الشعبي ، عن الشعبي قال: المسد: الليف. وقال عروة بن الزبير: المسد: سلسلة ذرعها سبعون ذراعا. وعن الثوري: هو قلادة من نار ، طولها سبعون ذراعا. وقال الجوهري: المسد: الليف. والمسد أيضا: حبل من ليف أو خوص ، وقد يكون من جلود الإبل أو أوبارها ، ومسدت الحبل أمسده مسدا: إذا أجدت فتله. وقال مجاهد: ( في جيدها حبل من مسد) أي: طوق من حديد ، ألا ترى أن العرب يسمون البكرة مسدا ؟ وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي وأبو زرعة ، قالا: حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي ، حدثنا سفيان. حدثنا الوليد بن كثير ، عن ابن تدرس ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما نزلت: ( تبت يدا أبي لهب).
وروي عن عائشة ، ومجاهد ، وعطاء ، والحسن ، وابن سيرين ، مثله. وذكر عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دعا قومه إلى الإيمان ، قال أبو لهب: إذا كان ما يقول ابن أخي حقا. فإني أفتدي نفسي يوم القيامة من العذاب بمالي وولدي ، فأنزل الله: ( ما أغنى عنه ماله وما كسب). تفسير ﴿سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ﴾ [سورة المسد(3)] أي ذات شرر ولهب وإحراق شديد. تفسير ابن كثير ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [سورة المسد(4)] ( وامرأته حمالة الحطب) وكانت زوجته من سادات نساء قريش ، وهي: أم جميل ، واسمها أروى بنت حرب بن أمية ، وهي أخت أبي سفيان. وكانت عونا لزوجها على كفره وجحوده وعناده; فلهذا تكون يوم القيامة عونا عليه في عذابه في نار جهنم. ولهذا قال: ( حمالة الحطب) تفسير ابن كثير ﴿فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ﴾ [سورة المسد(5)] في جيدها حبل من مسد) يعني: تحمل الحطب فتلقي على زوجها ، ليزداد على ما هو فيه ، وهي مهيأة لذلك مستعدة له. ( في جيدها حبل من مسد) قال مجاهد وعروة: من مسد النار. وعن مجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ، والثوري ، والسدي: ( حمالة الحطب) كانت تمشي بالنميمة ، [ واختاره ابن جرير].
قال: فسرنا إلى الشام حتى نزلنا الشراة، وهي مأسدة فنزلنا إلى صومعة راهب، فقال الراهب: يامعشر العرب ما أنزلكم هذه البلاد فإن الأسد تسرح فيها كما تسرح الغنم. فقال لنا أبو لهب: إنكم قد عرفتم كبر سني وحقي وإن هذا الرجل قد دعا على ابني دعوة: والله ما آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة وافرشوا لابني عليها، ثم افرشوا حولها ففعلنا، فجاء الأسد فشم وجوهنا، فلما لم يجد ما يريد تقبض (أي: اجتمع على نفسه) فوثب فإذا هو فوق المتاع فشم وجهه ثم هزمه هزمة (أي: ضربه) ففضخ رأسه. فقال أبو لهب: قد عرفت أنه لا ينفلت عن دعوة محمد ». أما أبو لهب فكان من أشد شيء على الدعوة، سلك في ذلك وسائل عدة، كان من بينها وسيلة قديمة حديثة هي التضليل الإعلامي -والذي لا يزال يزاول على المسلمين صباح مساء-، روى الإمام أحمد عن ربيعة بن عباد الديليّ، قال: « رأيت النبي; في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول: يا أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا والناس مجتمعون عليه ووراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتين يقول: إنه صابئ كاذب، -يتبعه حيث ذهب- فسألت عنه فقالوا: هذا عمه أبو لهب ». وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهند إن صورة أبي لهب تتكرر في كاتب مأفون ينعق بما لا يسمع، أو قناة آثمة و إذاعة مغرضة -تعبد الدينار والدرهم صباح مساء- تُغيب الحقائق، تلبس الباطل لباس الحق، وتصور الإسلام وكأنما هو أسد كاسر وذئب غادر.
يقول العلماء: لما كانت زوجة أبي لهب عونًا لزوجها على معاداة الدعوة؛ فإنها تكون يوم القيامة عَونًا عليه في عذابه في نار جهنم، ( حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)؛ تَحْمِلُ الْحَطَبَ فِي جَهَنَّمَ لِيُوقَدَ بِهِ عَلَى زَوْجِهَا، فجَعَلَ شِدَّةَ عَذَابِهِ عَلَى يَدِ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْهِ. ولذلك يدعو الأتباع يوم القيامة على أسيادهم قائلين: ( رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا) [الأحزاب:68]. ماذا ينتظرك يا أم لهب وماذا ينتظر أمثالك، أيتها السيدة الجميلة عدوة الإسلام والمسلمين، ماذا ينتظرك أيتها الإعلامية الرشيقة. أيتها الكاتبة الخبيرة، يا صاحبة القلم السليط واللسان اللئيم على حملة هذا الدين، أيتها الساعية لا على الأرامل والمساكين بل على إيذاء الدعاة والعلماء المخلصين. ماذا ينتظرك: استمعي إلى من لا معقب لحكمه: (فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) [المسد:5]، في عنقها الذي كانت تزخرفه في الدنيا بالقلائد الذهبية الجميلة، الآن استبدل بحبل من مسد النار. أقول قولي هذا وأستغفر الواحد الأحد.
كلتا المواضع التي يأخذها المريض؛ لابد أن تكون كلها ناحية استقبال القبلة. يمكن انحناء الجسد في مواضع الصلاة كالركوع والسجود، في حين عدم قدرته عن القيام بهذه المواضع، ويمكن في حالة السجود يجعله أقل حركة من الركوع، كي تتشابه بالسجود. الحالات المرضية التي تميل برأسها في الصلاة والقيام بحركة أعينهم، فهم يسقط عنهم القيام بالأفعال، وذلك أشار لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (صلّ قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب). في حالة قدرة المريض على القيام بركن السجود؛ وهو جالس على الأرض؛ فلابد من القيام بذلك. لابد من أن تكون بداية الصلاة على شكل الاستقامة؛ ثم لم يستطيع استكمالها؛ فيمكن الجلوس أو على النحو الذي لم يلحق به أي ضرر. اهل الاعذار | الصلاه. كل هذه العذراء، يمكن القبول بها، ولكن بعد عدم المقدرة على القيادة بالصلاة على النحو الذي ارتضاه الله تعالى لنا. لم يكن المرض عذر أساسي في التخلف عن مواعيد الصلاة، وقد ثُبت ذلك في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم رؤيا أن في أحد الأيام حضر عمران بن الحصين الصحابي الجليل للرسول وقال له: أخبرني عن كيف يُصلّي المريض، وقد كانت به بواسير، فأشار إليه النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بقوله: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ).
وإذا نزل المسافر في أثناء سفره للراحة; فالأفضل له أن يصلي كل صلاة في وقتها قصرا بلا جمع. اهل الاعذار في الصلاة بيت العلم. ويباح الجمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء للمريض الذي يلحقه بترك الجمع مشقة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وإنما كان الجمع لرفع الحرج عن الأمة, فإذا احتاجوا الجمع, جمعوا, والأحاديث كلها تدل على أنه يجمع في الوقت الواحد لرفع الحرج عن أمته, فيباح الجمع إذا كان في تركه حرج قد رفعه الله عن الأمة, وذلك يدل على الجمع للمرض الذي يحرج صاحبه بتفريق الصلاة بطريق الأولى والأحرى " اه. وقال أيضا: " يجمع المرضى كما جاءت بذلك السنة في جمع المستحاضة; فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بالجمع في حديثين, ويباح الجمع لمن يعجز عن الطهارة لكل صلاة; كمن به سلس بول, أو جرح لا يرقأ دمه, أو رعاف دائم; قياسا على المستحاضة; فقد قال عليه الصلاة والسلام لحمنة حين استفتته في الاستحاضة: (( وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر, فتغتسلين, ثم تصلين الظهر والعصر جمعا, ثم تؤخري المغرب وتعجلي العشاء, ثم تغتسلين, وتجمعين بين الصلاتين; فافعلي)) رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه. ويباح الجمع بين المغرب والعشاء خاصة لحصول مطر يبل الثياب, وتوجد معه مشقة; لأنه عليه الصلاة والسلام جمع بين المغرب والعشاء في ليلة مطيرة, وفعله أبو بكر وعمر.
وقال الشيخ الألباني عن رواية ابن عباس: "تدل على أن المؤذن يحذف الحيعلتين، ويجعل مكانه: الصلاة في الرحال، وقد ذهب إلى ذلك بعض المحدثين... وهو الذي يقتضيه الحديث لولا أنه غير ظاهر رفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا ثبت رفعه، كان المؤذن مخيرًا بين حذفها لهذا الحديث، وبين إثباتها للأحاديث الأخرى، والله أعلم" [12]. ثالثا: من وجوه ترجيح قولها بعد الفراغ من النداء: 1- أن قولها بعد الأذان فيه محافظة على نسق الأذان كما هو، بخلاف إضافتها إلى ألفاظه أو استبدال بعض ألفاظه بها. اهل الاعذار في الصلاة لا يبطلان. قال النووي: "فيجوز بعد الأذان وفي أثنائه لثبوت السنة فيهما؛ لكن قوله بعده أحسن؛ ليبقى نظم الأذان على وضعه" [13]. وقال الباجي: "لأن الأذان متصل لا يجوز أن يتخلله ما ليس منه" [14]. 2- أن الحيعلتين من ألفاظ الأذان الثابتة بالسنة النبوية الصحيحة والتي أجمع عليها العلماء، وتواتر عليها عمل المسلمين في كافة الأعصار والأمصار، فلا يمكن إسقاطها من الأذان برواية محتملة في دلالتها ورفعها للنبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن قاسم العبادي: "والحاصل أن الحيعلتين ثبت اشتراطهما بالنص، والدليل على إسقاطهما في هذا الفرد الخاص محتمل، فلم يقو على دفع الثابت من غير احتمال" [15].
فقال الله تعالى: ( فاتّقُوا االله مااسَتطعتُم)" التغابن 16″. وبعض المرضى یقول: إذا شفیتُ، قضیتُ الصلوات التي تركتها، وهذا جهل منهم أوتساهل، فالصلاة تصلّى في وقتها فینبغي الانتباه لهذا والتنبیه علیه، ویجب أن یكون في المستشفیات توعیة دینیة وتفقّد لأحوال المرضى من ناحیة الصلاة وغیرها من الواجبات الشرعية التي هم بحاجةٍ إلى بیانها. قرار جديد من موسيماني بعد عودة الأهلي من جنوب إفريقيا | أهل مصر. وما سبق بیانه هو في حقِّ من ابتدأ الصلاة معذوراً، واستمرَّ بهِ العذر إلى الفراغ منها، وأمّا من ابتدأها وهو یقدر على القیام، ثمّ طرأ علیه العجز عنها، أو ابتدأها وهو لا یستطیع القیام، ثم قدر علیها في أثنائها، أو ابتدأها قاعداً، ثم عجز عن القعود في أثنائها، أو ابتدأها على جنب، ثم قدر على القعود فإنه في تلك الأحوال یُنتقل إلى الحالة المناسبة له شرعا ويتمّها عليها وجوباً، لقوله تعالى: ( فاتّقُوا الله ما استَطَعتُم) " التغابن16″. فینتقل إلى القیام من قدرعلیه، وینتقل إلى الجلوس من عجزعن القیام في أثناء الصلاة. ومقام الصلاة في الإسلام عظیم فیطلب من المسلم، بل یتحتّم علیه أن یقیمها في حال الصّحّة وحال المرض، فلا تسقط عن المریض لكنّهُ یصلیها على حسب حاله، فیجب على المسلم أن یحافظ علیها كما أمره االله.