عشرات الرسائل في "واتسآب"، تعيد تركيب صورة للافتة رفعتها المرشحة بشرى الخليل، تقول فيها إنها "خرجت طلباً للإصلاح في أمة جدّها". ومثلها، عشرات الحسابات في مواقع التواصل، تعيد نشر مقطع فيديو مجتزأ من تصريحين للمرشح علي خليفة، جرى جمعهما في فيديو واحد، ليظهر الرجل كأنه يمدح إسرائيل. تركيب مقطع صوت على فيديو يوثق. استفزت الخليل العقيدة الشيعية التي يمثلها الإمام الحسين في أسباب خروجه على يزيد بن معاوية، في واقعة كربلاء.. واستفز التحوير والتزييف، علي خليفة، الذي أعاد نشر تصريحاته ليظهر الاجتزاء في فيديو الحديث عن إسرائيل، وقال فيها إنها "دولة"، بوضع مزدوجين، عنصرية، بينما المديح ذهب الى النموذج اللبناني. لم يكن تداول صورة اللافتة بريئاً، تماماً مثل تداول الفيديو المجتزأ. فالمعركة تُخاض اليوم ضد اللوائح المنافسة في دائرة "صور–الزهراني" في الجنوب، بطابع عقائدي بما يتخطى الجانب السياسي. عقيدة المذهب التي لا تقبل أي مقارنة مع أسسها الأولى، بأي شكل من الإسقاطات، كما لا تقبل أي تراخٍ مع المقاربة المتصلة باسرائيل، وهو الملف الذي أنتج شقاقاً بين جمهور "الثنائي الشيعي" والتيار الوطني الحر منذ مقابلة رئيسه جبران باسيل مع قناة "الميادين" في كانون الأول/ديسمبر 2017.
تونس 14 إبريل 2022 (شينخوا) عادت مبادرة الحوار الوطني في تونس إلى مربع التجاذبات وسط تصعيد في الخطاب السياسي بدد أجواء التفاؤل التي سادت في أعقاب اللقاءات التي عقدها الرئيس قيس سعيد مع عدد من مسؤولي كبرى المنظمات الوطنية في البلاد. المدن - الزهراني-صور: معركة العقيدة والإجتزاء. ولم تصمد تلك الأجواء أمام المواقف المتناقضة التي أملتها حسابات متضاربة كان لها الأثر الكبير في استمرار الانسداد السياسي الذي تعيش على وقعه البلاد منذ الإعلان عن التدابير الاستثنائية في 25 يوليو الماضي، وما تلاها من إجراءات كان أبرزها حل البرلمان في نهاية شهر مارس الماضي. وألقى السجال السياسي الدائر حاليا في البلاد، مزيدا من الضبابية حول مصير هذا الحوار الوطني، خاصة بعد التصعيد اللافت في موقف الاتحاد العام التونسي للشغل الذي عكسته تصريحات لأمينه العام نور الدين الطبوبي، أكد فيها رفضه أن يكون الحوار الوطني "بشروط وبنتائج مسبقة". وقال في كلمة جاءت في مقطع فيديو نشره مساء أمس (الأربعاء) الاتحاد العام التونسي للشغل في صفحته الرسمية على شبكة ((فيسبوك)) إن الحوار يجب أن يتم على قاعدة "الرأي والرأي المخالف وبدون شروط مسبقة أو نتائج مسبقة". وكان الرئيس التونسي قد أعلن في السادس من إبريل الجاري، أن الحوار الوطني في بلاده قد انطلق، وذلك بعد عقده سلسلة اجتماعات مع مسؤولي المنظمات الوطنية الكبرى، منها الاتحاد العام التونسي للشغل، والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (منظمة أرباب العمل).
تتصدر اللافتة التي رفعتها لائحة الاستفزازات. فهي تصنف نفسها في الكادر نفسه مع "أشراف الشيعة"، لجهة النسب الهاشمي. في أكثر من تصريح، قالت إنها "سيّادية"، أي من نسل بني هاشم الذين يُنسب اليهم "السادة" من الشيعة وصولاً الى الرسول محمد. وفي اللافتة، استخدمت تصريحاً للإمام الحسين يوم خروجه لمواجهة يزيد بن معاوية: "خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله". بذلك، جعلت من خصومها "يزيديين"، ونصّبت نفسها في موقع "الحق الذي يمثله الحسين"، فارتكبت بذلك خطأ سياسياً بالغاً. فقد أرفق أحدهم نصاً صغيراً بصورة مُلتقطة للافتة: "محامية قاتل سبعة مراجع شيعة، و22 عالماً دينياً، ومليون شيعي في العراق، تتحدث عن الإصلاح في أمة جدها"، في اشارة الى انها كانت محامية الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. تركيب مقطع صوت على فيديو من. محامية الطاغية المقبور صدام المجرم بشرى الخليل مرشحة للانتخابات وتتخذ من الإصلاح شعار لها!!!! عفية إصلاح ياهو الي يجي يحجي بي. — Emad Almusafir (@EmadAlmusafir73) April 16, 2022 يرفع الثنائي الشيعي مجموعة شعارات متصلة بالإصلاح والمقاومة، وتراجع الى حد كبير عن تصوير المعركة قي الجنوب ضد "المدعومين من السفارات"، وهي حجة سُحبت في الأسابيع الأخيرة لضحالتها، بينما يبالغ "حزب الله" في تصوير المعركة الانتخابية مع الأميركيين، وهي آلية تحشيد سياسي في زمن الانتخابات بعد موجات من العقوبات استهدفت رجال أعمال شيعة.
وتعكس هذه التطورات أن الحوار الوطني الذي تنادي به كافة الأحزاب والمنظمات الكبرى في تونس، تحول إلى مسألة خلافية بات يصعب تفكيك عناصرها بالنظر إلى تنافر الرؤى والمقاربات.