مكان هادئ تم تأسيسه بالطبع كعلامة تجارية رعب قوية بعد فيلمين ، ولكن الاستمرار في استغلال هذه العلامة التجارية بطرق إبداعية قد يكون أمرًا صعبًا نظرًا لمدى دقة الفيلم الأول في وضع قواعد أفلام الرعب الخاصة به. مصدر: إريك ديفيس / تويتر نهاية باتمان لديها الإعداد المثالي لبلاب سام جديد نبذة عن الكاتب
ليس هناك من أفق لحياة مختلفة أو بديلة في وسط تراجيديا ضارية تضرب البشر عندما يدخلون في ديستوبيا هائلة، ولا تعرف لها أي نهايات، وذلك ما ينطبق على فيلم "مكان هادئ 2" للمخرج جون كراسينيسكي، والذي يكمل الجزء الأول الذي حمل العنوان ذاته. لكن بطرح جديد أكثر إثارة وتشويقا وصمتا أيضا، حيث أن الصمت هو السبيل الوحيد إلى الخلاص. وفي موازاة الأحداث السابقة، فإن الشخصيات سوف تواجه مصيرها القاتم في وسط غزو الأرض من قبل كائنات وحشية تفتك بالبشر بمجرد التقاطها أي صوت بسبب حساسيتها المفرطة للأصوات في مقابل عدم قدرتها على الإبصار. يكشف عنوان فيلم Spinoff الهادئ الهادئ عندما يحل مكانه. شخصيات الفيلم تواجه مصيرها القاتم وسط غزو الأرض من قبل كائنات وحشية تفتك بالبشر بمجرد التقاطها لأي صوت في مشهد تمهيدي عام يعيش سكان إحدى الضواحي يوما عاديا في أحد ملاعب الأطفال، عندما تقع مفاجأة صادمة وغير محسوبة سرعان ما تثير الهلع وتدفع الناس للفرار بحثا عن ملاذ ينقذها من ذلك الغزو الوحشي لتلك الكائنات. والعائلة التي شاهدناها في الجزء الأول سوف تتكرّر هي نفسها بنفس عدد أفرادها، ولكن بعد مجيء الوليد الجديد ومن ثم اختفاء الأب لي، وهو نفسه المخرج كراسينيسكي والذي يكون اختفاؤه في أول هجمات تلك الكائنات المتوحشة قد شكّل ثغرة في البناء الفيلمي بالنظر إلى دوره الحيوي في الجزء الأول.
ووظّف المخرج حركات الكاميرا والإضاءة والمؤثرات الصوتية وزوايا التصوير المتنوّعة في تقديم فيلم غزير في مادته البصرية وتنوّع مشاهده وانتقالاته المتسارعة، ولاسيما في الأماكن النائية والمهجورة مع بقاء الشخصيات تدور في متاهة البحث عن سبيل آمن لإنقاذ نفسها. واعتمد المخرج أيضا على ترسيخ فعل الشخصيات كل على حدة ولم يكتف بوجودها مجتمعة وعلى اعتبار أنها تواجه قدرا مشتركا، ولهذا كان إحساس الشخصيات وهي في وسط الأزمة متنوّعا، مما أضاف قوة تعبيرية لهذا الفيلم بما دفع إلى المزيد من التعاطف مع تلك الشخصيات المأزومة وهي تحاول أن تجد لها ملاذا أو منقذا في وسط موت محقّق يتعرّض له الكثيرون ويوشك أن ينهي الحياة برمتها.
ينجذب الإبن الأصغر بو إلى لعبة مكوك الفضاء التي تعمل بواسطة البطارية، لكن يرفض والده الأمر لأنها ستتسبب في صدور ضجيج، وبهذا ستتمكن المخلوقات القاتلة من معرفة مكانهم. أعادت ريغان اللعبة إلى أخيها الصغير عندما رأته حزينا بدون علم البقية، لكن بو أخذ البطاريات أيضا بدون علمهم جميعا، يغادرون البلدة المهجورة، في طريقهم إلى المنزل وسط الغابة وأثناء عبورهم الجسر، يقوم بو بتشغيل لعبة المكوك الفضائية، لتقوم الأصوات بتنبيه أحد الكائنات القريبة، مما يتسبب في مقتله أمام أعين عائلته المصدومة. مشاهدة فيلم مكان هادئ. في اليوم 472 على ظهور الكائنات القاتلة على كوكب الأرض، مرت أزيد من عام عن حادثة مقتل بو، تظهر عائلة أبوت وهي تعيش في مزرعة كبيرة مجهزة بكاميرات مراقبة، لا تزال ريغان تشعر بالذنب بسبب موت أخيها، يبدو بأن الأم إيفلين حامل وفي أيامها الأخيرة لإنجاب مولودها الجديد، يقوم الأب لي بجمع العديد من المعلومات عن المخلوقات القاتلة ويحاول الإتصال بالعالم الخارجي، لا تزال العائلة تعيش بحذر شديد لكي لا تصدر أي أصوات عالية، حتى المولود المنتظر نجدهم مجهزين له جهاز تنفس اصطناعي للإغلاق عليه وكتم صراخه. في الغد، يبدو بأن ريغان لا ترغب في إستعمال جهاز غرسة القوقعة الصناعية الذي قام والدها بترقيته، إذ تعتقد بأنها لن تساعدها لإستعادة سمعها كسابقتها، يأخذ لي إبنه ماركوس إلى أحد الأنهار القريبة، من أجل تعليمه كيفية الصيد، تود ريغان مرافقتهم لكن والدها يرفض ذلك، يجلس لي مع إبنه خلف أحد الشلالات الكبيرة ويبدأ في الصراخ، يرتعب ماركوس خوفا من قدوم المخلوقات المتوحشة، يطمئنه والده بأنهم على مايرام هنا وبأن صوت الشلال يغطي على أصواتهم، تقوم ريغان بتجربة الجهاز الجديد الذي أعطاه لها والدها، لكنه لا يعمل وتحزن بشدة وتغادر المزرعة بدون علم والدتها.
يريد أبطال الفيلم أن يصرخوا أو يبكوا أو يغضبوا، ولكن هذا معناه الانتحار. في بساطته يبدو هذا الفيلم وكأنه فيلماً من العصر الكلاسيكي. حيث أنها قصة مثيرة لا تعتمد كثيراً على شكل هذه المخلوقات. يعالج المخرج كراسنسكي هذه المشكلة بذكاء إلى حد ما من خلال إبقاء شكل هذه المخلوقات مخفية لم تلمح إلا بشكل لا شعوري في البداية. لكن بعد ذلك دون إعطاء أي فكرة أوضح عن شكلها ننتقل إلى لقطة مقربة شديدة للغاية لأذن الوحش البشعة والمتموجة. يغوص المشاهد مع هذا الفيلم في عالم شخصياته الرائعة مع لحظات من التشويق وتوتر الأعصاب، ويكتمل هذا التأثير من خلال الصورة والصوت. الأداء والإخراج مكان هادىء فيلم دراما من الدرجة الأولى تظهر الممثلة إميلي بلانت عمقاً وتفهماً لا يصدق في تصوير شخصيتها. حيث تظهر التحديات والحب في ديناميكية العلاقة بين الأم وأفراد الأسرة. فيلم مكان هادئ ايجي بست. إنها ترغب في رؤية أطفالها يعيشون حياة كاملة على الرغم من وضعهم الحالي. لذلك فإن حركات يدها أكثر انسيابية وشاعرية، في حين أن التعاطف والشوق الذي تشعر به لأطفالها ليعيشوا حياة كاملة واضح في عينيها وتعبيرات وجهها. يستخدم الأب (جون كراسنسكي) إشارات قصيرة ومتعمدة. يمكن للمشاهد أن يرى في عينيه الشعور بالإلحاح والخوف.
هناك حرق: تكافح إيفلين للبقاء صامتة أثناء إنقباضات مخاضها، في نفس الوقت يتجول الكائن القاتل في المنزل، عند عودتهم إلى المرزعة ورأيتهم للأضواء الحمراء، يأمر لي إبنه ماركوس بالذهاب وإطلاق الألعاب النارية، وذلك لإلهاء وتحويل المخلوقات المتوحشة من المنزل إلى الخارج، تعود ريغان مسرعة إلى المنزل بعد مشاهدتها للألعاب النارية، يجد لي إيفلين في الحمام وقد أنجبت ملودهما الجديد، يحملهما مسرعا ويأخذهما إلى الطابق السفلي العازل للصوت، يقوم بوضع طفله في علبة على شكل مهد، يضع له جهاز التنفس، ويغلق عليه بلوح خشبي، تطلب منه إيفلين بحماية أطفالهم، ويذهب للعثور عليهم. يجتمع الشقيقان في حقول الذرة، يصعدان فوق صومعة تخزين الحبوب، أشعلوا النار كإشارة لوالدهم عن مكان تواجدهم، لكن للأسف تنطفئ النيران قبل معرفته مكان تواجدهما، تغمر المياه الطابق السفلي جراء تحطم أنبوب الماء، يظهر بأنه هناك أحد المخلوقات يبحث بالقرب من إيفلين وطفلها، فجأة تنفتح بوابة فتحة الصومعة ليسقط ماركوس داخل مخزون الذرة، يبدو بأن صوت إنفتاح البوابة جعل المخلوق يصرف إنتباهه عن إيفلين، يذهب الكائن مسرعا باتجاه الصومعة، يرى والدهم الوحش وهو يخرج من المنزل بإتجاه مكان التخزين، مما يجعله يتأكد بأن أطفاله يتواجدون هناك وهم في خطر كبير.