من هم الذين يظلهم الله في ظله هناك سبعة يظلهم الله في ظله وهما كما يلي:- [1] الإمام العادل الإمام العادل وهو أول فئة ذكرت في الحديث، والإمام العادل يُعد هو والي أمر المسلمين جميًا الذي يقوم بقيام شرع الله سبحانه وتعالى، ويقوم الإمام بالسعي نحو تحقيق مصالح المسلمين ودرء المفاسد عنهم، كما يقوم بنصر المظلومين ويقوم بتقديم النصيحة للسائل، ويقوم بمساعدة المحتاجين والفقراء والمساكين.
من السبعة الذين يظلهم الله في ظله رجلان تحابا في الله. هل العبارة صحيحة أم خاطئة فلقد أنزل الله سبحانه وتعالى الرحمة على كثير من عباده الصالحين ورحمهم من العذاب في الدنيا كما يرحمهم أيضًا في الآخرة من أشد العذاب الذي يكون جزء لجميع أخطائهم وذنوبهم التي قاموا بها في الدنيا. من السبعة الذين يظلهم الله في ظله رجلان تحابا في الله.
[٦] الشاب الناشئ في عبادة الله الفئة الثَّانية من الفئاتِ المعنيَّة في الحديث هي فئة الشَّباب الذين نشؤوا في طاعة الله -عزَّ وجل-، أي الذين ترعرعوا على حبِّ الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويقتدونَ به في أمورِ حياتهم، والذين يتمتَّعونَ بالأخلاقِ الحسنة، وينتهونَ عن صغائر الذّنوبِ وكبائرها، فيغلقونَ أبوابَ الهوى وحبّ الدُّنيا، ولا يخضعُون لها، ويكونُ الواحدُ منهم خيرَ جليسٍ إذا تجالسَ، وخيرُ ناصحٍ إذا سُئِلَ، وخيرُ أمينٍ إذا اؤتمنَ. [٤] وقدَ حلَّت هذه الفئةُ في المرتبةِ الثَّانية في الحديثِ؛ لأنَّها الفئة الأكثرُ عرضةً لاتِّباعِ الهوى والافتتانُ بالدُّنيا، وبالتَّالي استحقَّ تارِكهاُ أن يكونَ ممَّن ينالُ هذه المرتبةَ العظيمة، [٥] كما أنَّ الحديثَ يشيرُ إلى أهميَّةِ تربيةِ الأولادِ على طاعةِ الله -عزَّ وجل-، وحُسنِ تنشِئتهمِ على الدِّين وتركِ اتِّباعِ الهوى، حتى ينالوا هذه المرتبةِ العظيمة، وقد قال الله -تعالى- في سورة التَّحريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ). [٧] [٨] رجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه الفئة الثَّالثة من الفئاتِ المعنيَّة في الحديث هي فئة النَّاس الذين يتَّقونَ الله في الخلوات ، وتقوى الله -عزَّ وجل- سهلٌ على المسلمِ إذا راقبهُ أحدٌ من النَّاس خشيةَ أن يعلموا بمعصيته، ولكنَّها قد تَصعُبُ عليه حينما لا يراقبهُ أحدٌ منهم، فقد تحثُّهُ نفسهُ على المعصيةِ في الخلوات لأنّ الناس لا يعرفون بأمره حينئذٍ، فإذا تذكّرَ أنَّ الله -عزَّ وجل- ذا القوَّة والجبروت يراقِبُهُ في سرِّه وعلنه، استحضر عظمته وعذابه وقوَّته.
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ الإ ظله: الإمام العادل. شاب نشأ في عبادة ربّه. رجل قلبه معلق في المساجد. رجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه. رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله. رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه. رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه.
فقالت لي: الموت ولا معصية ربي، ورجعت وهي تبكي، ثم رجعت بعد أيام وقد طواها الجوع وأشرفت على الهلاك وطلبت مني طعامًا، فقلت لها: إلا أن تراوديني عن نفسك، فقالت: الموت ولا معصية ربي الموت ولا معصية ربي، فعادت ولم تكد تحتمل فقلت لها مثل ذلك فرجعت وهي تبكي فلحقت بها وسمعتها تقول أيات و تناجي الله تعالى فلما سمعتها تقول ذلك دخل الإيمان قلبي وحب الخير وتبت إلى الله فقلت لها ارجعي وخذي ما تشائين لوجه الله فرجعت وفعلت ثم رفعت يديها إلى السماء وقالت: "اللهم كما هديت قلبه وأنرت لبه فأجب دعاءه ولا تردّه اللهم خائبا". وقال الرسول: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" لأنه بالغ في إخفائها. من هم الذين يظلهم الله في ظله english. وقال عليه الصلاة والسلام: "صدقة السر تقي مصارع السوء". الصدقة جعل الله فيها سرًا عظيمًا فهي سبب لجلب الرزق وتجلب الصحة وكما أنها سبب للبركة في المال ولا يدري الإنسان إلى أين يذهب سر الصدقة ولو كانت قليلة. "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" وقد قال رسول الله: "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله" فبذكر الله تطمئن القلوب، وبذكر الله مع العلم ترتفع الدرجات ويعظم الثواب.
ثاني من يظله الله: شاب قد اكتمل نموه وغدي ذو قوة ونشاط وفتوة، وقام بملازمة عبادة الله، وظل يراقب الله في سره وجهره، ولم تغلبه شهوته، أو إخضاعه لطاعتها أي دوافع للهوي والطيش. ثالث من يظله الله: رجل قد خلا إلى نفسه فذكر عظمة الله ،وقوة سلطانه ورحمة الله على عباده وجزيل إحسانه، فاغرورقت عيناه وامتلأت بالدموع، وفاضت طمعاً في ثوابه وغفرانه، ورهبته من عذاب الله وأليم عقابه، ولا يفعل ذلك رياء وخديعة على ملأ من الناس وشهادة منهم، مما يدل ذلك على صدق تأثره وخوفه من الله ، وكذلك عمق رهبته. رابع من يظله الله: رجل حُبب إليه المساجد، فيظل قلبه متعلقاً بها يذهب إليها إذا حان وقت الصلاة وكذلك يحافظ على أوقاتها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما)، وليس المقصود بذلك حب الجدران، ولكن يُقصد العبادة والتضرع إلى الله فيها، وذلك يستلزم تجاهله حب الدنيا وانشغاله بها، والدنيا هي رأس كل خطيئة، والمسجد بيت الله، ومجتمع المسلمين، وملاذا وملجأ وحدتهم، وكذلك التئام كلمتهم، وقد شرعت فيها الجماعات في أيام الجمع والأعياد لما في ذلك من حكم كثيرة وفوائد لا تحصى.