فوائد دعاء اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك النص الكامل الذي جاء فيه دعاء اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وجميع سخطك وهذه الكلمات لها معاني سوف نتعرف عليها وفق ما جاءت في الدعاء، وهي كما يلي / اللهم إني أعوذ بك / وهي إلتجاء إلى الله وإحتماء به وهي ما تعنيه كلمة اعوذ بك من زوال نعمتك / فالنعمة هي كُل ما يحل بنا من أشياء نحمد الله على عاقبتها، وهي نعم ظاهرة وباطنة. تحول عافيتك / وهي المقصود بها تحول العافية التي نحن بها إلى مرض وبلاء، والفرق بين التحول والزوال أن الزوال ذهاب النعمة وإنتهائها دون بديل لها. اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك. فجاءة نقمتك / فهُنا الفجاءة هي البغتة أو المفاجأة بالمعنى الدارِج، بينما النقمة فهي العقوبة التي تحل بنا. جميع سخطك / فهي كافة الأمور التي تتسبب في غضب الله علينا وهو ما يُفقدنا النعم ورضا الله علينا.
وقَولُه: (وجَميعِ سَخَطِكَ) وهو تَعميمٌ شامِلٌ لِكُلِّ ما سَلَفَ ولِغَيرِه. وفي الحديثِ: الحِرصُ عن الِابْتِعادِ عَن مَواضعِ سُخطِه سُبحانَه وتَعالى.
قال النووي، قال الخطابي: في هذا معنى لطيف، وذلك أنه استعاذ بالله تعالى وسأله أن يجيره برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، والرضاء والسخط ضدان متقابلان، وكذلك المعافاة والعقوبة، فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له وهو الله عز وجل، استعاذ به منه لا غير، ومعناه الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه [14]. اهـ والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] برقم 2739. [2] بدائع الفوائد (2/ 200). [3] فقه الأدعية والأذكار، د. عبدالرزاق البدر ص922. [4] صحيح البخاري برقم 4330، وصحيح مسلم برقم 1061. [5] توضيح الأحكام (6/ 435). [6] برقم 3558، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (3/ 180) برقم 2821. [7] زاد المعاد (4/ 197). [8] المصدر السابق. دعاء اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك وفوائد هذا الدعاء – المحيط. [9] توضيح الأحكام (6/ 435). [10] تحفة الذاكرين للشوكاني رحمه الله ص421. [11] المصدر السابق. [12] برقم 2319، وقال: حديث حسن صحيح. [13] برقم 486. [14] شرح صحيح مسلم (4/ 427).
فمهمتي هنا أن أفتح لكم أبواب التفكير لتلجوا إلى تلك الفجاج الواسعة، وتنهلوا من تلك العيون النابعة، وتتزودوا من تلك الثمار اليانعة. فتأملوا -يرحمكم الله- في هذه الكلمات الأربع التي أرشد إليها نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم-، والتي أولها قوله -صلى الله عليه وسلم- " اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك "، فتأملوا يا عباد الله ما وصلنا إليه من النعيم، وإن كان في أنظار البعض قليلاً. نعم كثير من الناس يرى أنه في ضنك، ويرى أنه في غمٍّ، وما استشعر ما هو فيه من النعمة، فمن منا يرغب العودة إلى الوراء ولو خطوة واحدة، فلماذا لا نسأل الله الزيادة ونستعيذ به من زوال ما نحن فيه من ألوان النعم، والتي أهمها نعمة الإيمان، نعمة الدين، نعمة القرآن، نعمة العبادة، فمن منا استشعر هذه النعم، ثم سأل الله الثبات عليها، فكم والله تزعزعت من عقائد! وكم والله تلوثت من مناهج! فزالت تلك النعم، وحلت محلها النقم. كم ممن تزعزع إيمانه! شرح وترجمة حديث: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك, وتحول عافيتك, وفجاءة نقمتك, وجميع سخطك - موسوعة الأحاديث النبوية. وكم من طائع تبدلت طاعته؛ فشقي بنفسه في الدنيا! فكيف لو تأملنا في سائر النعم؛ نعمة المال والأبناء، والمأوى والمركب، والأمن والأسواق، إلى غير ذلك، ثم تذكرنا لو حلت بنا الكوارث المضادة لهذه النعم، كيف يكون حالنا ونحن نرى هذه النعم تتحول بين عشية وضحاها عنا، فنبحث عن القوت فلا نجد، ونبحث عن المأوى فلا نجد، ونبحث عما كنا فيه فلا نجد، ونحن نرى ذلك قد حل –والله- بالقرب منا، فكم والله من صاحب مال أمسى غنيًّا وأصبح فقيرًا!
ولكن تظل الدنيا دار ابتلاء، فيا ترى هل كتب الله علينا الابتلاء بالخير أم الشر؟ قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35]، وكل ذلك قد يأتي فجأة دون سابق إنذار. أما نذكر ذلك الذي خرج من بيته يحمل آمالًا تبلغ الآفاق فإذا به يعود إليه محمولًا على الأعناق مريضًا عاجزًا عن الحركة كما كان، وتضيع تلك الآمال؟ فإذا خرجنا وعدنا سالمين فلنتذكر تلك النعمة، ولنستعذ بالله من زوال نعمته وتحوُّل عافيته. ألا نتذكَّر ذلك العامل الذي طرد من عمله دون سبب، وذاك الذي أقعده المرض عن العمل وأنفق كل ما يدخره من الأموال فأصبح بعد الثراء لا يجد ما يسد به رمق جوع الصغار ويقترض من هذا وذاك؟! فحين نذهب للعمل، أو ونحن نشتري ما لذ وطاب فلنحمد الله على نعمه ونستعيذ بالله من زوال نعمته وتحوُّل عافيته. أما رأينا بيتًا كان يعيش عيشة هانئة مطمئنة فإذا بحدث واحد يُبدِّل الأمن خوفًا، وقد يتفرَّق الأحباب؟ فحين يجلس الزوجان في ودٍّ ورحمة يغمر بيتهما التفاهم والمودة والرحمة والسكينة، فليستعيذا بالله من زوال نعمته وتحوُّل عافيته، فكم فرَّق الشيطان بين الأحباب لأتفه الأسباب! اللهم اعوذ بك من زوال نعمتك - الطير الأبابيل. وإذا كنا بين أبنائنا وهم يلعبون ويضحكون في صحة وعافية، فلندعو لهم ونستعيذ بالله من زوال نعمته وتحوُّل عافيته، فكم من مكلوم فقد ابنًا أو ابنة فغابت الفرحة عن قلبه، أو سقط أمامه صريع المرض يذبل أمامه وهو عاجز لا يدري كيف يخفف ألمه.