وهذا المعنى كما تقدم في فضل التنفيس، ذكر هنا ثلاثة أمور: تنفيس الكربات ، والتيسير على المعسرين ، والستر على المذنبين. وهذه كلها من أعظم المعاني والحكم. والكربة أو الشدة يشرع تنفيسها والأفضل تفريجها، ولهذا في حديث أبي هريرة قال: "من فرج - وهنا قال من نفس - من فرج عن مؤمن كربة، فرج الله عنه - سبحانه وتعالى - أو نفس عنه - هنا - كربة من كرب يوم القيامة" وفي ذاك الحديث ذكر التفريج، وأن من فرج عن أخيه كربة، فيفرج الله عنه - سبحانه وتعالى - كربة من كرب يوم القيامة، والتفريج أو التنفيس هو تخفيف الكربة، تخفيفها.
( قوله فيخرج من النار أي لأنه مسلم) أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم الخ طبة الثانية ( من نفس عن مؤمن كربة) وقولهُ عليه السلام: ( كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة): ذلكَ لأنَّ كرب الدنيا بالنسبةِ إلى كُرب الآخرةِ لا شيءٍ، ففي البخاريّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يعرقُ الناسُ يومَ القيامة حتى يذهبَ عرقُهُم في الأرضِ سبعينَ ذراعًا، ويُلجِمُهم حتى يبلغَ ءاذانَهُم). وفي مسلمٍ عن المقدادِ بن الأسود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تُدْنى الشمسُ يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميلِ فيكون الناس على قدرِ أعمالهم في العرَقِ فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيهِ ومنهم من يكون إلى حَقْوَيهِ ومنهم من يلجمهُ العرقُ إلجامًا " اهـ. قال وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فِـيهِ. منتدى التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية - استاذة فايزةمن فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا..فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامه. وأيضا قوله: ( من نفس عن مؤمن كربة) ، فهذا فيه إطلاق، يعني: أي كربة من كرب الدنيا، فيدخل في ذلك الكرب النفسية والكرب العملية، وما يدخل في تنفيسه في الكلمة الطيبة، وما يدخل تنفيسه في المال، وما يدخل تنفيسه في بذل الجاه، فتنفيس الكربة عام إلى آخره. والكرب هنا -أيضا- عامة، فمن نفس عن مؤمن كربة بأن يسر له السبيل إلى التخلص منها، أو خفف عليه من وطأة الكربة والشدة والضيق الذي أصابه، كان جزاؤه عند الله -جل وعلا- من جنس عمله لكن في يوم هو أحوج إلى هذا التنفيس من الدنيا؛ ولهذا كان الثواب في الآخرة، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ).
فقولُهُ صلى الله عليه وسلم (من نفَّسَ عن مؤمِنٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدنيا نَفَّسَ اللهُ عنهُ كربةً من كُرَبِ يومِ القيامة) هذا يرجعُ إلى أنَّ الجزاءَ من جنسِ العمل، وقد تكاثرتِ النُّصوص بهذا المعنى كحديث (إنَّما يرحم اللهُ من عبادِهِ الرُّحماء) رواه البخاري، وحديث (إنَّ اللهَ يُعذّبُ الذينَ يُعذّبونَ الناسَ في الدنيا) رواه مسلم، والكربةُ هي الشدة العظيمة التي توقعُ صاحبها في الكرْبِ، وتنفيسها أنْ يخفّفَ عنهُ منها والتفريجُ أعظمُ من ذلكَ وهو أنْ تزالَ عنهُ الكربةَ فيزولُ همُّهُ وغمُّهُ، فجزاءُ التنفيسِ التنفيسُ وجزاءُ التفريجِ التفريجُ. وأخرجَ البيهقيُّ من حديثِ أنسٍ مرفوعًا أنَّ رجلاً من أهلِ الجنةِ يُشرِفُ يوم القيامةِ على أهلِ النار، فيُناديهِ رجلٌ من النار يا فلانُ هل تعرفني؟ فيقولُ لا واللهِ ما أعرفكَ من أنتَ؟ فيقولُ أنا الذي مررتَ به في دارِ الدنيا فاستسقيتني شُربةً من ماء فسقيتُكَ قالَ عرفتُ، فقالَ فاشفعْ لي بها عندَ ربّكَ، قال فيسألُ اللهَ تعالى فيقولُ شفّعني فيهِ فيُشَفَّعُ فيه فَيأمر به فيُخرجُ من النار. قوله (فيخرج من النار) أي لأنه مسلم.
انتظر الفرج 2011-05-08 10:02 PM استاذة فايزةمن فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا.. فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامه السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة استاذه فايزة محمد علي مسعود أنا معلمة محو امية منذ عام 1427 هـ وفي هذه السنه نزل اسمي من ضمن المجدد عقودهن بتاريخ 15/7/1431هـ وداومت حتى نهاية شهر 11 وحصلت لي ظروف خاصه اجبرتني على ترك الدوام وقدمت اعتذار لأن ظروفي كانت صعبة. من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا. سؤالي يااستاذتي هل يشملني التثبيت علما بانني كنت مواظبة على العمل طوال الاربع السنوات الماضية وأدائي الوظيفي ممتازاً علما بأنني حاولت الرجوع بعد تحسن ظروفي ولله الحمد لكن مكتب الإشراف عندنا رفضوا فما مصيري ؟؟ استاذتي ارجوا منك مساعدتي راتبي هو مصدر الدخل الوحيد لدى والدتي واخي فوالله الذي لا إله غيره... لولا أني في أمسَّ الحاجة إلي هذه الوظيفة لما تكتبت هذا الموضوع وجزاك الله ألف خير...... Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
ولما كان للعلم منزلة عظيمة ، ومكانة رفيعة ؛ جاء الحديث ليؤكد على فضله وعلو شأنه ، فهو سبيل الله الذي ينتهي بصاحبه إلى الجنة ، والمشتغلون به إنما هم مصابيح تنير للأمة طريقها ، وهم ورثة الأنبياء والمرسلين ، لذلك شرّفهم الله تعالى بالمنزلة الرفيعة ، والمكانة عالية ، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب) رواه أحمد ، فهم أهل الذكر ، وهم أهل الخشية ، وشتان بين العالم والجاهل. وأولى ما يصرف العبد فيه وقته: تعلم القرآن ونشر علومه ، كما جاء في الحديث الصحيح: ( خيركم من تعلّم القرآن وعلمه) ، وهذه الخيرية إنما جاءت من تعلّق هذا العلم بكلام الله تعالى ، وشرف العلم بشرف ما تعلق به. ثم لك أن تتأمل ما رتبه الله من الأجر والثواب لأولئك الذين اجتمعوا في بيت من بيوت الله تعالى ؛ يتلون آياته ، وينهلون من معانيه ، لقد بشّرهم بأمور أربعة: أن تتنزّل عليهم السكينة، وتعمهم الرحمة الإلهية ، وتحيط بهم الملائكة الكرام ، والرابعة - وهي أحلاها وأعظمها -: أن يذكرهم الله تعالى في ملأ خير من ملئهم ، ويجعلهم محل الثناء بين ملائكته ، ولو لم يكن من فضائل الذكر سوى هذه لكفت.
على أن تلك البشارات العظيمة لا تُنال إلا بجدّ المرء واجتهاده ، لا بشخصه ومكانته ، فلا ينبغي لأحد أن يتّكل على شرفه ونسبه ؛ فإنّ ميزان التفاضل عند الله تعالى هو العمل الصالح ، فلا اعتبار لمكانة الشخص إن كان مقصّرا في العمل ، ولذا يقول الله عزوجل في كتابه: { فإذا نُفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} ( المؤمنون: 101) ، وهذا رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم يغن عن أبي طالب شيئا ، ولقد جسّد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في كلمات جامعة حين قال: ( ومن بطّأ به عمله ، لم يسرع به نسبه).