لقد حذرنا الله - سبحانه وتعالى - أشد التحذير من أن نتخذ الكفار أولياء في آيات كثيرة لا تدع مجالاً للشك في أن هذا الأمر من أساسات الإيمان. استمع إلى قول الله - تعالى -: \"لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير\". إن الأمر كله لله، والقوة كلها لله، والتدبير كله لله، والرزق كله بيد الله، فما ولاء المؤمن إذن لأعداء الله؟ إنه لا يجتمع في قلب واحد حقيقة الإيمان بالله وموالاة أعدائه، ومن ثم جاء هذا التحذير الشديد (( ويحذركم الله نفسه))، وهذا التقرير الحاسم بخروج المسلم من إسلامه إذا هو والى أعداء الله، سواء كانت الموالاة بمودة القلب، أو بنصر أعداء الله، أو باستنصار أعداء الله، أو بالمحبة أو بالميل، أو بالمشاركة في الأفراح والأتراح. (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء)) هكذا ليس من الله في شيء، لا في صلة، ولا دين، ولا عقيدة، ولا رابطة، ولا ولاية، فهو بعيد عن الله، منقطع الصلة تماماً. وقد قسم الله - تعالى - الناس إلى فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير، فريق مطيع لله وفريق عاص لله، فريق يعمل فيما يرضي الله وفريق يسعى فيما يغضب الله.
ويحذركم الله نفسه - YouTube
( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا [ وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا]) الآية ، يعني: يوم القيامة يحضر للعبد جميع أعماله من خير وشر كما قال تعالى: ( ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر) [ القيامة: 13] فما رأى من أعماله حسنا سره ذلك وأفرحه ، وما رأى من قبيح ساءه وغاظه ، وود لو أنه تبرأ منه ، وأن يكون بينهما أمد بعيد ، كما يقول لشيطانه الذي كان مقترنا به في الدنيا ، وهو الذي جرأه على فعل السوء: ( يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) [ الزخرف: 38]. ثم قال تعالى مؤكدا ومهددا ومتوعدا: ( ويحذركم الله نفسه) أي: يخوفكم عقابه ، ثم قال مرجيا لعباده لئلا ييأسوا من رحمته ويقنطوا من لطفه: ( والله رءوف بالعباد) قال الحسن البصري: من رأفته بهم حذرهم نفسه. وقال غيره: أي رحيم بخلقه ، يحب لهم أن يستقيموا على صراطه المستقيم ودينه القويم ، وأن يتبعوا رسوله الكريم.
ويحذركم الله نفسه / مرتان في القرآن في آل عمران ٢٨، آل عمران ٣٠ | Quran verses, Holy quran, Quran