وما تواضع أحد لله عز وجل إلا رفعه الله تعالى" وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ما عاقبت أحداً عصى الله تعالى فيك بمثل أن تطيع الله تبارك وتعالى فيه. 3- "وينصرك الله نصراً عزيزاً" أي غالباً منيعاً لا يتبعه ذل. 3. " وينصرك الله نصراً عزيزاً " غالباً. فصل: سورة الفتح:|نداء الإيمان. وقيل: معزاً. 3-" وينصرك الله نصراً عزيزاً " نصراً فيه عز ومنعة ، أو يعز به المنصور فوصف بوصفه مبالغة. 3. And that Allah may help thee with strong help 3 - And that God may help thee with powerful help.
حدثنا ابن المثنى قال: ثنا أبو داود قال: ثنا همام قال: ثنا قتادة ، عن أنس قال: أنزلت هذه الآية ، فذكر نحوه. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بنحوه ، غير أنه قال في حديثه: " فقال رجل من القوم: هنيئا لك مريئا يا رسول الله ، وقال أيضا: فبين الله ماذا يفعل بنبيه عليه الصلاة والسلام ، وماذا يفعل بهم ". تفسير قوله تعالى: وينصرك الله نصرا عزيزا. حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة قال: " ونزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) مرجعه من الحديبية ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد نزلت علي آية أحب إلي مما على الأرض ، ثم قرأها عليهم ، فقالوا: هنيئا مريئا يا نبي الله ، قد بين الله - تعالى ذكره - لك ماذا يفعل بك ، فماذا يفعل بنا ؟ فنزلت عليه ( ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار)... إلى قوله ( فوزا عظيما) ". حدثنا ابن بشار وابن المثنى قالا ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن عكرمة قال: لما نزلت هذه الآية [ ص: 201] ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما) قالوا: هنيئا مريئا لك يا رسول الله ، فماذا لنا ؟ فنزلت ( ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم).
قال تعالى: { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا * وَيَنصُرَكَ اللهُ نَصْرًا عَزِيزًا}[ الفتح: 1 ـ 3]. لقد ذكر المفسرون هنا وجوهاً ، فتردّدوا بين كون المقصود فتح مكة ، أو فتح خيبر ، أو فتح الحديبية. لكن سياق آيات السورة لا يساعد الاحتمالين الأوّلين ، لأنّها ناظرة إلى قصة الحديبية والصلح المنعقد فيها في العام السادس من الهجرة ، والفتح الذي يخبر عن تحقّقه ووقوعه ، يجب أن يكون متحقّقاً في ذاك الوقت ، وأين هو من فتح مكة الذي لم يتحقّق إلاّ بعد عامين من ذلك الصلح حيث إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتحها في العام الثامن من هجرته ؟! ولأجل ذلك حاول من قال: إنّ المراد منه فتح مكة ، أن يفسره: بأنَّ إخباره عن الفتح ، بمعنى قضائه وتقديره ذلك الفتح ، والمعنى قضى ربُّكَ وقدَّر ذاك الفتح المبين ، فالقضاء كان متحقّقاً في ظرف النزول وإنْ لم يكن نفس الفتح متحقّقاً. ولكنّه تكلّف غير محتاج إليه ، وقصة الحديبية وإن كانت صلحاً في الظاهر على ترك الحرب والهدنة إلى مدّة معينة لكن ذلك الصلح فتح أبواب الظفر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الجزيرة العربية ، وفسح للنبي أن يتوجّه إلى شمالها ويفتح قلاع خيبر ، ويسيطر على مكامن الشر والمؤامرة ، ويبعث الدعاة والسفراء إلى أرجاء العالم ، ويسمع دعوته أُذن الدنيا ، كل ذلك الذي شرحناه في أبحاثنا التاريخية كان ببركة تلك الهدنة ، وإن كان بعض أصحابه يحقّرها ويندّد بها في أوائل الأمر.
المصدر:مفاهيم القرآن ج5ص248