الحمد لله. أمر الله تعالى بتوثيق الدين حفظا للحقوق وقطعا للخصومات وسدا لباب فساد ذات البين.
القول الراجح في هذه المسألة أنه لا يجوز أن يسدد دين الميّت من الزكاة ،أما من قضى دين الميّت من صدقة التطوع فجائز ولا بأس في ذلك وأجره على الله تعالى. - فالمدين الذي تحل له الزكاة هو الذي حل عليه الدّين وهو عاجز عن سداده ، - وإذا مات رجل أو امرأة وعليه زكاة، فإن الزكاة حكمها حكم الديّن - في أنها تُقدم على الوصية وعلى الورثة ، فلا بد من إخراجها قبل تنفيذ الوصية ،وقبل توزيع الميراث على الورثة فلا يستحقون شيئاً إلا بعد أداء الزكاة.
وبادروا بالتحلل من المظالم والحقوق فبل فوات الأوان ومن كان عليه ديون وحقوق فليكتبها حتى لو داهمه الأجل عرف ورثته الدين الذي عليه فقضوا عنه من تركته. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم… الخطبة الثانية أما بعد: فإن الاستدانة وإن كانت مباحة إلا أن على العاقل أن يتريث في أمرها فلا يستدين إلا لغرض يستحق أن يستدين لأجله، لأنه إذا حل أجله ولم يكن عند المستدين ما يوفي صاحبه صار عليه هماً بالليل وذلاً بالنهار. وإذا حل الأجل ولم يكن عندك ما تسدد به الدين فاستعن بالله وابذل الأسباب المعينة لك على التسديد، ومنها: الاقتصاد في نفقتك فأكثر الحاجات إنما تنشأ عن شيء من التبذير والإسراف كما قال معاوية ما رأيت سرفاً إلا إلى جنبه حقاً مضاعا. ومنها بذل الجهد في التكسب المباح ولو أن تعمل ببدنك ويدك كان أصحاب رسول الله إذا دعوا إلى الصدقة وليس عندهم ما يتصدقون به آجروا أنفسهم أي حمالين وعمالاً فأخذوا الأجرة وتصدقوا بها. الدعاء على من لم يسدد الدين – لاينز. ومنها الأخذ من الزكاة فالغارم له حق في الزكاة الشرعية إذا لم يكن عنده ما يسدد به دينه. ومنها أن يطلب صاحب الدين ان يسقط عنه الدين أو يسقط جزءاً منه أو يؤخر الأجل. ومنها وهو اعظمها نفعاً اللجوء إلى كاشف الهم ورافع الغم ومجيب دعوة المضطر سبحانه وتعالى فإنه لا يرد من دعه ولا يخيب من رجاه ولا يطرد من أتاه وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أدعية نقولها إذا قهرتنا الديون فمن ذلك: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك قل يا معاذ اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
الديون: لماذا يضطر الناس الى الاستدانة ؟ ببساطة لان دخلهم الشهري او السنوي لا يكفي بشكل ما في تلبية الاحتياجات المطلوبة منهم وبالتالي يحتاجون لزيادة ولا يستطيعون توفير هذه الزيادة الا بالاستدانة الاجلة بكل اسف, وقد يفشل الانسان في سداد هذا الدين ويدخل في مشاكل معقدة ولذلك يتحمل ضغوطا في منتهى الصعوبة لا نتمنى لاحد ابدا ان يتعرض لها. هل الاستدانة هي فعلا الحل الوحيد ؟ لو تحدثنا بشكل واقعي سنقول انه طبقا للواقع في بعض البلدان سيكون من الصعب ان نقول هناك بديل اخر غير الاستدانة الاجلة, لكن نستطيع ان نقنن الموضوع ونجعله في حدود امنة, وذلك من خلال دراسة حجم الدين جيدا قبل طلبه, ودراسة وتخطيط الكيفية والنظام المناسب للسداد بحيث يتم الاتفاق عليه مع جهة الاقراض سواء كانت فرد او بنك, ثم الالتزام تماما بتنفيذ هذه الخطة بحيث يشعر الانسان ان الامور والتوازن المالي مستقر وان الدين يسدد بانتظام ولا يشكل عبأ عليه. البنوك تشجع الناس على الاستدانة يرى البعض أن البنوك تروج لإعلان تشجع على الاقتراض وبالتالي ستتكون الديون على الناس، وتروج هذه البنوك لفكرة أن هذه القروض تجعل حياة الشخص أكثر رفاهية وتجعلهم يتمتعون بحياتهم ويحققون أهدافهم وأحلامهم، ولكن هذه البنوك ما يهمها هي استفادتها هي فقط لأنها تدر عليها أموالًا طائلة، حيث لكل قرض فوائد ربوية تزداد بمرور الزمن، وقال علماء الدين أن هذا الأسلوب الاستثماري الذي يكثر من الديون على عاتق الأشخاص حرمه الله سبحانه وتعالى.