يُروى - في قصص متفاوتة - أَنَّ الجِنَّ قالت: وقَبرُ حَربٍ بمكانٍ قَفرٍ -- ولَيسَ قُربَ قَبرِ حَربٍ قَبرُ قالوا: ومِن الدليلِ على ذلك - أنّ هذا البيت مِن أشعار الجن - أنَّ أحداً لا يَستَطيعُ أنْ يُنشِدَه ثَلاثُ مَرّاتِ مُتَّصِلةٍ ولا يُتَعتِعُ فيه. وأحدُ القصص الغريبة التي تَذكُرُ أصلَ هذا البيت أنَّ جماعةً مِن قُريش خرجوا في سَفر وكان فيهم حربُ بن أمية والدُ أبي سفيان، قال فمروا في مسيرِهِم بِحَيَّةٍ فقتلوها، فلما أمسوا جاءَتهم امرأةٌ مِن الجان غاضبةٌ مِن قَتلِ تلك الحيّة ومَعَها قضيب، فضربت به الأرض ونفرت الإبل عن آخرها فذهبت وشَرَدَت كُلَّ مذهب. وقاموا فَلم يَزالوا في طَلَبِها حتى ردوها. فلما اجتمعوا، جاءتهم مرّةً ثانية، فضربت الأرض بقضيبها فنفرت الإبل فذهبوا في طلبها، قال فساروا في تلك المحلة لعلهم يجدو أحدا يسألونه عما قد حل بهم مِن العناء، إذا نارٌ تَلوح على بُعد فجاؤها فإذا شيخٌ على بابِ خَيمَةٍ يُوقِدُ ناراً وإذا هو مِن الجان في غاية الضآلة والدّمامة فسلموا عليه فسألهم عَمّا هُم فيه فقال إذا جاءتكم فقل بسمك اللهم فإنها تهرب، فلما اجتمعوا وجاءتهم الثالثة والرابعة قيل في وجهها بسمك اللهم فشردت ولَم يَقر لها قرار ولكن عَدَتْ الجن على حرب بن أمية فقتلوه بتلك الحية فَقَبَرهُ أصحابُه هناك حَيثُ لا جار ولا دار ففي ذلك يقول الجان وقبر حرب بمكان قفر وليس قرب قبر حرب قبر.
يسمع الكثيرون بيت الشعر الذي يقول " وقبر حرب بمكان قفر.. وليس قرب قبر حرب قبر" والذي تردد في العديد من الأفلام المصرية على لسان ممثلين مشهورين ، ولكن هناك العديد من التساؤلات حول قصة بيت الشعر هذا ، وهل هو فعلا من قول "الجان" أم لا ، وفي هذا التقرير يوضح "صدى البلد" حقيقة هذا البيت ومناسبته التي قيل فيها ، وهل قائله من "الجان" أم من الإنس ، ومن هو "حرب" الذي قيل فيه هذا البيت. ولد "حرب بن أمية" عام 544م ، وكان من أشراف مكة وأكابرها ، وهو والد الصحابي أبو سفيان و جد الصحابي معاوية وهو أمير قريش وكنانة، وكان حرب وأهلُه سببًا في دخول الكتابة العربية إلى مكة وانتشارها هناك ، كما أنه قائد قبيلة كنانة في حرب الفجار ضد قبائل قيس عيلان. اقرأ أيضا: غدا.. آداب عين شمس تحتفل بالذكرى الـ ٣٩ لتحرير سيناء والمناسبة التي قيل فيها هذا البيت هو أن "حرب" قد خرج في قافلة تجارية مع جماعة من قريش ، ومعه أمية بن أبي الصلت (وهو من شعراء قبيلة ثقيف وكبارها) وكان مشهورا بالتوحيد وترك عبادة الأصنام في العصر الجاهلي ، وهو أول من قال "باسمك اللهم" وأثناء سيرهم مروا "بحية" فقتلوها. وعند دخول الليل جاءتهم امرأة "من الجان" ومعها عصى ، فضربت به الأرض ، حيث نفرت وهربت الإبل ، ثم قامت القافلة برد هذه الإبل مرة أخرى ، بعد ذهاب هذه المرأة ، فلما اجتمعوا جاءتهم مرة أخرى فضربت الأرض بعصاها فهربت الإبل مرة أخرى ، ولم يصبحوا قادرين على ردها، فلما أعياهم ذلك قالوا "لحرب" هل عندك مخرج مما نحن فيه فقال لا والله ولكن سأنظر في ذلك ، لمحاولة الخروج من هذا المكان.
فلمَّا عجزوا عن رد الإبل، لجأوا إلى حرب، فحاول أن يخرج بهم من ذلك المكان، وأثناء سيرهم وجدوا نارًا داخل خيمة، فنصحهم أمية بأن يقولوا: «باسمك اللهم»، ففعل حرب ذلك، فضربته المرأة بالحية التي قتلتها القافلة فمات، ثم اختفت عن الأنظار، ودُفن حرب على يد أصحابه في ذلك المكان الموحش، لتصيح الجنيَّة بذلك البيت. وبسبب هذه الرواية التي تنسب البيت إلى الجن، برَّر كثيرون صعوبة النطق به، حتى قالوا إنه لا يستطيع أحد أن ينشده ثلاث مرات متتالية دون تلعثم، طبعًا لأن كلام الجن ثقيل على ألسنة الإنس! وطالما استشهد علماء البلاغة في مؤلفاتهم بهذا الشعر للتمثيل على الكلام الركيك الذي يفتقد سلاسة التأليف بين الحروف، ويفتقر إلى أحد أهم شروط الفصاحة. لعله ظهر الآن كيف ظلمت السينما الشعر العربي، حين جعلت ما شذ منه مثالًا على ما يحمل مقوماته الفنية، ووضعت ما عابه النقاد محل ما يمكن التغني به على سبيل الاستجادة. لكنَّ الأهم من كل ذلك أن أولئك النقاد الذين عرفوا الغث من السمين، ميَّزوا أيضًا بين الخبر الصادق والكاذب، ولذا أحسن الجاحظ فعلًا حين أورد قصة تلك العفريتة التي نطقت بذلك البيت في كتابه الممتع «البيان والتبيين»، ليحكم على الرواية بأنها باطلة ولا أساس لها من الصحة، بالضبط كتلك الصورة المشوهة التي رُسمت عن الشعر العربي.
شعر عن يوم التأسيس السعودي 2022 مكتوب هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، حيث تحتفل المملكة العربية السعودية بناءً على الأمر الملكي من جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في ذكرى يوم تأسيس الدولة السعوديّة، لذا يهتمّ موقع محتويات عبر هذا المقال بتقديم أجمل القصائد والأبيات الشعرية التي يمكن لأبناء المملكة نشرها وتداولها في هذه المناسبة الكبيرة لدى المواطنين السعوديين.
وقَبرُ حَربٍ بمكانٍ قَفرٍ *** ولَيسَ قُربَ قَبرِ حَربٍ قَبرُ لا نعرف من صاحب البيت، وهناك مقولة تتردد عن هذا البيت لا ندري صحتها، وقد ذكر السهيلي في كتابه التعريف والإعلام. تقول القصة: أن أمية بن أبي الصلت أول من قال باسمك اللهم وذكر عنه قصة غريبة؛ أنهم خرجوا في جماعة من قريش في سفر فيهم حرب بن أمية؛ والد أبي سفيان قال؛ فمروا في مسيرهم بحية فقتلوها فلما أمسوا جاءتهم امرأة من الجان ومعها قضيب فضربت به الأرض فنفرت الإبل عن آخرها فذهبت وشردت كل مذهب. فقاموا فلم يزالوا في طلبها حتى ردوها. فلما اجتمعوا جاءتهم أيضا فضربت الأرض بقضيبها فنفرت الإبل؛ فذهبوا في طلبها فلما أعياهم ذلك؛ قالوا والله هل عندك لما نحن فيه من مخرج؟ فقال؛ لا والله، ولكن سأنظر في ذلك. قال؛ فساروا في تلك المحلة لعلهم يجدون أحدا يسألونه عما قد حل بهم من العناء؛ إذ بنارٍ تلوح على بُعدٍ؛ فجاؤوها؛ فإذا شيخ على باب خيمة يوقد ناراً، وإذا هو من الجان، في صورة غاية في الدمامة؛ فسلموا عليه فسألهم عما هم فيه؟؟ فقال؛ إذا جاءتكم فقولوا بسمك اللهم فإنها تهرب فلما اجتمعوا وجاءتهم الثالثة والرابعة؛ قال في وجهها أمية بسمك اللهم فشردت ولم يقر لها قرارٌ.
ت + ت - الحجم الطبيعي يقول الشاعر: وَقَبْرُ حَرْبٍ بِمَكَانٍ قَفْرِ وَلَيْسَ قُرْبَ قَبْرِ حَرْبٍ قَبْرُ بهذا البيت، يختتم الفنان المصري محمد هنيدي المشهد الأخير من فيلمه الكوميدي «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، تاركًا ذهن المشاهد في حيرة لا تنقضي: أهكذا حال الشعر العربي حقًّا؟! وبغض النظر عن مدى رضا البعض أو سخطهم على هذا النوع من الفن الذي يجعل من معلِّم اللغة العربية مادة للضحك، تظل الإشكالية الكبرى في الصورة الذهنية التي يرسمها ذلك المشهد خصوصًا عن صعوبة الشعر، والتعقيد المتكلَّف في صياغة ألفاظه وتراكيبه. وإذا كانت تلك الحروف المتنافرة والأصوات التي تصكُّ الأسماع هي أول ما يسترعي انتباه أي أحد، فإنها في الحقيقة ليست الأمر الأغرب على الإطلاق في هذا البيت من الشعر. إن وراء تلك الكلمات التي لا يستقيم بها لسان من أوتي قوة في التحكم بمنطقه، قصة عجيبة تتردد في كتب الأدب القديم، مفادها أن حرب بن أمية خرج في قافلة مع جماعة من قبيلة قريش، ومعه الشاعر أمية بن أبي الصلت، وأثناء سيرهم مرُّوا بحيَّة فقتلوها. وعند دخول الليل، جاءتهم امرأة من الجن معها عصا، فضربت بها الأرض، فهربت الإبل، إلا أن القافلة ردَّت الإبل مرة أخرى بعد ذهاب المرأة، لكنها جاءتهم مرةً أخرى وكرَّرت ما فعلته.