يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) ثم زهدهم في الدنيا التي [ قد] آثروها على الأخرى ، وصدتهم عن التصديق برسول الله موسى [ صلى الله عليه وسلم] ، فقال: ( يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع) أي: قليلة زائلة فانية عن قريب تذهب [ وتزول] وتضمحل ، ( وإن الآخرة هي دار القرار) أي: الدار التي لا زوال لها ، ولا انتقال منها ولا ظعن عنها إلى غيرها ، بل إما نعيم وإما جحيم ، ولهذا قال
قوله تعالى: يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار وقال الله تعالى: بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى وقال تعالى: أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل [ ص: 228] وقال الله تعالى عن مؤمن آل فرعون إنه قال لقومه: يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار والمتاع: هو ما يتمتع به صاحبه برهه ثم ينقطع ويفنى. فما عيبت الدنيا بأبلغ من ذكر فنائها وتقلب أحوالها، وهو أدل دليل على انقضائها وزوالها، فتتبدل صحتها بالسقم، ووجودها بالعدم، وشبيبتها بالهرم، ونعيمها بالبؤس، وحياتها بالموت، فتفارق الأجسام النفوس، وعمارتها بالخراب، واجتماعها بفرقة الأحباب، وكل ما فوق التراب تراب.
تلاوة خاشعة للآية الكريمة {يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع} - YouTube
قال تعالى: { وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)} [غافر] قال السعدي في تفسيره: { { وَقَالَ الَّذِي آمَنَ}} معيدًا نصيحته لقومه: { { يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ}} لا كما يقول لكم فرعون، فإنه لا يهديكم إلا طريق الغي والفساد. { { يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ}} يتمتع بها ويتنعم قليلاً، ثم تنقطع وتضمحل، فلا تغرنكم وتخدعنكم عما خلقتم له { { وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}} التي هي محل الإقامة، ومنزل السكون والاستقرار، فينبغي لكم أن تؤثروها، وتعملوا لها عملا يسعدكم فيها. { { مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً}} من شرك أو فسوق أو عصيان { { فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا}} أي: لا يجازى إلا بما يسوؤه ويحزنه لأن جزاء السيئة السوء.
لكن أيُعقل أن يكون الخادمُ أطولَ عمراً من المخدوم، أموت وتبقى الشمس التي تخدمني والتي خُلِقت من أجلي؟ نعم لتعلم أنَّ خادمك أطول عمراً منك في الدنيا مع أَنك المكرَّم المخدوم، إذن: لا بدَّ أن لي عمراً آخر يناسب هذا التكريم، عمراً يبقى بعد فناء هذه المخلوقات حيث تنتهي الشمس والقمر والنجوم.. وأبقى أنا، وهذا لا يكون إلا في الآخرة { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم: 48]. ولا بدَّ للمؤمن أن يقوم بهذا اليوم، وأنْ يؤمن به ليكون هو المكرّم حقاً وهو الأطول عمراً. حتى الموت نفسه يموت وتبقى أنت في الآخرة خالداً لا تفوتك النعمة ولا يدركك الموت. لذلك يريد منا الحق سبحانه أن ننظر إلى هذه الغاية، لا أن ننظر تحت أقدامنا، ونعيش فقط للحظة التي نحن فيها، فالغاية الحقيقية لكل مؤمن هي الآخرة لأنها ليس لها بُعْد { وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64] والحيوان مبالغة من الحياة. تلاوة خاشعة للآية الكريمة {يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع} - YouTube. أي: الحياة الحقيقية. وهنا يقول الرجل المؤمن: { يٰقَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ ٱلآخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلْقَـرَارِ} [غافر: 39] أي: المستقر التي لا عدولَ عنها، ولا سُكْنى غيرها، ولا بُدَّ أن نعمل لها.
يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ الشيخ محمد صديق المنشاوي سورة غافر - YouTube
إبراهيم السيد العربي إمام وخطيب جامع الشريشة سوق مطرح
وفقًا للعلماء، فإن الصالح خيره لنفسه، لكن المصلح خيره لنفسه ولغيره. قال أهل الفضل والعلم: مصلحٌ واحدٌ أحب إلى الله من آلاف الصالحين. وقال تعالى: "وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ" لذا أوصى لقمان ابنه بالصبر حين حثه على الإصلاح والنهي عن المنكر والأمر بالمعروف، لأنه سيقابل بالعداوة من الناس. "يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك" الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل البعثة أحبه قومه لأنه صالح، ولكن لما بعثه الله تعالى صار مُصلحًا فعادوه وقالوا ساحر كذاب مجنون! من أحبه الله أحبه الناس بدعواهم. فعن أبي عِنَبَةَ الخَوْلاَنِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـصلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: لاَ يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ في هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ في طَاعَتِهِ إلى يوم القيامة. رواه أحمد وابن ماجه. فالصالحون: هم الذين يقومون بحقوق الله؛ بأداء فرائضه وترك محارمه وأداء حق العباد. والمصلح هو الذي يتولَّى إصلاح الناس ويتولى توجيههم وإرشادهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ومحاربة السفيه، وهي وظيفة الأنبياء والمرسلين.
من هو النبي الذي راودته المرأة التي تربى في بيتها لقد مر جميع الأنبياء والمرسلين بأوضاع غريبة وصعبة في حياتهم وخارقة للعادة، وكلها كانت معجزة من الله تعالى لجهودهم، وتحملهم إيمانًا وصبرًا بشرع الله وقدره، حيث يعد هذا حكمة من الله تعالى ليعلم الناس أنه حتى الأنبياء عانوا من الله وصبروا وتم خلاصهم ونالوا الأجر والفوز بالجنة ونعيمها، وفي هذا المقال من موقعنا الخاص سنعرض من هو النبي الذي راودته المرأة التي تربى في بيتها؟ وأجزاء أخرى من قصتهم، تابعوا معنا خلال السطور القادمة لمعرفه المزيد.
فضل العشر الأواخر من رمضان بقلم فضيلة الشيخ / عبدالمنعم الطاهر أحمد سليمان الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ….. وبعد فها هي أيام رمضان تسارع مؤذنة بالانصراف والرحيل، وها هي أيام العشر تحل لتكون الفرصة الأخيرة لمن فرط في أول الشهر، أو لتكون التاج الخاتم لمن أصلح ووفى فيما مضى. أيها الأحبة: العشر الأخيرة من شهر رمضان سوق عظيم يتنافس فيه المتنافسون، وموسم يضيق فيه المفرّطون، وامتحان تبتلى فيها الهمم، ويتميز أهل الآخرة من أهل الدنيا، طالما تحدث الخطباء وأطنب الوعاظ وأفاض الناصحون بذكر فضائل هذه الليالي، ويستجيب لهذا النداء قلوب خالطها الإيمان، فسلكت هذه الفئة المستجيبة طريق المؤمنين، وانضمت إلى قافلة الراكعين الساجدين، واختلطت دموع أصحابها بدعائهم في جنح الظلام، وربك يسمع ويجيب، وما ربك بظلام للعبيد. أما الفئة الأخرى فتسمع النداء وكأنه لا يعنيها، وتسمع المؤمنين وهم يصلون في القيام لخالقهم وكأنه ليس لهم حاجة، بل كأنهم قد ضمنوا الجنة. النيابة تطالب بإعدام المتهم في قضية روان الحسيني: غضب الله عليك يا قاتل الناس. فهل يتأمل الشاردون؟! وهل يعيد الحساب المفرطون؟! أيها المسلمون: هذه أيام شهركم تتقلص، ولياليه الشريفة تتقضَّى، شاهدة بما عملتم، وحافظة لما أودعتم، هي لأعمالكم خزائن محصنة ومستودعات محفوظة، تدعون يوم القيامة، يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ، ينادي ربكم: "يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".
شهدت محاكمة قاتل الطالبة روان الحسيني، لاعبة كرة السرعة بنادي دسوق الرياضي، اليوم، مرافعة نارية من ممثلي النيابة العامة المستشارين محمد المسيري، وفادي باسيلي، وذلك أمام هيئة الدائرة الثانية بمحكمة جنايات فوه، برئاسة المستشار خالد بدر الدين، رئيس المحكمة والدائرة، وعضوية المستشارين هشام شريف الشريف، وحسن محمد دويدار، وأحمد أحمد عثمان، وسكرتارية أحمد الميداني، وطالبا ممثلا النيابة بإعدام قاتل روان الحسيني. النيابة تنتفض من أجل القصاص لروان الحسيني وانتفض ممثلا النيابة العامة خلال مرافعتهما وذلك للقصاص من قاتل روان الحسيني ، إذ بدأ المستشار محمد المسيري مرافعته النارية قائلا: «إن المتهم تمتع بظلم ودهاء وتجبر ووحشية، وغدر بالمجني عليها شهيدة العلم روان الحسيني ، وقتلها بجريمة قتل بشعة عمدا بغير ترصد». وأضاف ممثل النيابة العامة قائلا: «أقف في محراب عدلكم فأرى نور الفجر قد أتى وأن أحكامكم قد أتت للضعيف حفقه فهذه بضاعتكم قد ردت إليكم فزيدونا منها، ولأن العدل من صفات الله وأنتم صفة الله في أرضه وحرم الله قتل النفس الا بالحق، لذلك فأن المتهم قتل نفسا بغير حق فنطالب بتوقيع أقصى عقوبة عليه وهي الإعدام».