والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجة وغيره وصحه الألباني. ومن أقوال العلماء حتى تستطيع أن تعلمي الفرق بين دم الحيض والاستحاضة. فقال ابن نجيم الحنفي: "ودم الاستحاضة هو يعتبر اسم دم خارج من الفرج دون الرحم، وعلامته أنه لا توجد له رائحة، بينما دم الحيض يكون منتن الرائحة. وقال ابن قدامة أيضًا: قلما ما تحيض المرضع، فإذا لم تحمل ولا ترضع، يبقى هذا الدم لا مصرف له. للمزيد من الإفادة يمكنك التعرف على ما هي الاستحاضة؟ وكيفية طهارة المستحاضة وصلاتها ومتى تثير الاستحاضة قلق المرأة: ما هي الاستحاضة؟ وكيفية طهارة المستحاضة وصلاتها ومتى تثير الاستحاضة قلق المرأة؟ ما هي صفات دم الحيض والاستحاضة؟ المقصود بدم الاستحاضة حتى تفهمي جيدًا أن هذا الدم يختلف تمامًا عن دم الحيض. فالاستحاضة فهي عبارة عن دم زائد عن دم الحيض، ونطلق عليه دم مرض وعلة. وهذا الدم مكان خروجه عن طريق عرق أدنى الرحم، ويطلق عليه العاذل، فلذلك لا نسميه دم نفاس ولا حيض. أما الفرق بين دم الحيض والاستحاضة يتمثل في عدم أمور، حتى تستطيع المرأة التفرقة والمحافظة على صلاتها وصومها.
فالخلاصة من ذلك أن المستحاضة يمكن أن تعرف نفسها بالعادة، فلا يوجد لها عادة فيمكنها بالتمييز، فإن لم يكن لها فتعمل بغالب عادة النساء. يمكنك الآن التعرف على اسباب انقطاع الدورة الشهرية وما هي أعراض انقطاع الحيض: اسباب انقطاع الدورة الشهرية وما هي أعراض انقطاع الحيض كيف التطهر من الاستحاضة والحيض؟ فالمرأة المستحاضة بعد معرفتها بـ الفرق بين دم الحيض والاستحاضة، فعليها أن تتعرف أيضًا على كيفية التطهر من الاستحاضة والحيض. فعليك أيتها المسلمة العفيفة أن تغسلي فرجك في حالة دم الاستحاضة، حتى تتخلصي من نزول الدم. والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت جحش: "اغسِلي عنك الدَّمَ، وصلِّي". أيضًا تعصب فرجها بقطع من القماش أو ما يسمى بالخرقة. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عمس: "اغتسلي، واستَثْفِري بثوبٍ، وأحرمي". عليك أن تقومي بالوضوء مع كل صلاة، والمستحب أيضًا أن تغتسل لكل صلاة. أو يمكنك الجمع بين الظهر والعصر وتغتسل لهما، وبين المغرب والعشاء وتغتسل لها أيضًا، وتغتسل مع صلاة الفجر. ويعتبر هذا الغسل غير واجب، فالواجب هو عند الانتهاء من دم الحيض، وغير ذلك يعد من السنة. أما التطهر من الحيض فقد بينته لنا السيدة عائشة رضي الله عنها.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله -عز وجل-: كلُّ عَمَل ابن آدَم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجْزِي به، والصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ فإن سَابَّهُ أحَدٌ أو قَاتَلَهُ فليَقل: إنِّي صائم، والذي نفس محمد بيده لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِم أطيب عند الله من رِيحِ المِسْكِ، للصائم فرحتان يَفْرَحُهُمَا: إذا أفطر فَرِح بفطره، وإذا لَقِي ربَّه فَرِح بِصَوْمه». وهذا لفظ رواية البخاري. وفي رواية له: «يَتْرُك طَعَامه، وشَرَابه، وشَهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أَجْزِي به، والحسنة بعشر أمثالها». الحسنة بعشر امثالها. وفي رواية لمسلم: «كلُّ عَمَل ابن آدم يُضَاعَف، الحَسَنة بِعَشر أمْثَالها إلى سَبْعِمِئَة ضِعْف، قال الله تعالى: إلا الصَّوم فإنه لي وأنا أجْزِي به؛ يَدَع شَهَوته وطَعَامه من أجلي، للصائم فرحتان: فَرْحَة عند فِطْره، وفَرْحَة عند لقِاء ربِّه، ولَخُلُوف فيه أطْيَب عند الله من رِيحِ المِسْكِ». [ صحيح. ] - [الرواية الأولى: متفق عليها. الرواية الثانية: رواها البخاري. الرواية الثالثة: رواها مسلم. ] الشرح يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث القُدسي: أن جميع الأعمال الصالحة من أقوال وأفعال، ظاهرة أو باطنة، سواء تَعَلقت بحق الله، أو بحقوق العباد مُضاعفة إلى سبعمائة ضِعف.
(تابع) باب استحباب صَوم ثلاثة أيام من كل شهر 5/1262- وعنْ أَبي ذَرٍّ ، قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: إِذا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثًا، فَصُمْ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ رواه الترمِذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ. 6/1263-وعنْ قتادَةَ بن مِلحَانَ ، قَالَ: كانَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ يأْمُرُنَا بِصِيَامِ أَيَّامِ البيضِ: ثَلاثَ عشْرَةَ، وأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ. رواهُ أَبُو داودَ. 7/1264- وعنْ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، قال: كانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ لاَ يُفْطِرُ أَيَّامَ البِيضِ في حَضَرٍ وَلا سَفَرٍ. ص133 - كتاب شرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين اللهيميد - كتاب الصلاة - المكتبة الشاملة. رواهُ النسَائي بإِسنادٍ حَسنٍ. 4/1261- وعنْ مُعاذةَ العَدَوِيَّةِ أَنَّها سَأَلَتْ عائشةَ رضيَ اللَّه عَنْهَا: أَكانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يصومُ مِن كُلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أَيَّامٍ؟ قَالَت: نَعَمْ. فَقُلْتُ: منْ أَيِّ الشَّهْر كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُن يُبَالي مِنْ أَيِّ الشَّهْرِ يَصُومُ. رواهُ مسلمٌ. الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
وقال ابن الملقن رحمه الله (ت804هـ): " وقيل: في قوله تعالى: ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) [السجدة: 17] أن عملهم الصيام ، فيفرغ لهم الجزاء إفراغًا من غير تقدير ، فخص الصيام بالتضعيف عَلَى سبعمائة ضعف في هذا الحديث " انتهى من " التوضيح لشرح الجامع الصحيح " (13/28). الحسنة بعشر امثالها | معرفة الله | علم وعَمل. وقال الشيخ السعدي رحمه الله (ت1376هـ): " استثنى في هذا الحديث الصيام ، وأضافه إليه ، وأنه الذي يجزى به بمحض فضله وكرمه ، من غير مقابلة للعمل بالتضعيف المذكور الذي تشترك فيه الأعمال. وهذا شيء لا يمكن التعبير عنه ، بل يجازيهم بما لا عين رأت ، ولا أُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر. وفي الحديث: كالتنبيه على حكمة هذا التخصيص ، وأن الصائم لما ترك محبوبات النفس التي طبعت على محبتها ، وتقديمها على غيرها ، وأنها من الأمور الضرورية ، فقدم الصائم عليها محبة ربه ، فتركها لله في حالة لا يطلع عليها إلا الله ، وصارت محبته لله مقدمة وقاهرة لكل محبة نفسية ، وطلب رضاه وثوابه مقدماً على تحصيل الأغراض النفسية ؛ فلهذا اختصه الله لنفسه ، وجعل ثواب الصائم عنده ، فما ظنك بأجر وجزاء تكفل به الرحمن الرحيم الكريم المنان ، الذي عمت مواهبه جميع الموجودات ، وخصّ أولياءه منها بالحظ الأوفر ، والنصيب الأكمل ، وقدر لهم من الأسباب والألطاف التي ينالون بها ما عنده على أمور لا تخطر له بالبال.
مترجم في التهذيب. وهذا إسناد صحيح. (70) الأثر: 14294 - (( محمد بن هارون الحربي)) ، (( أبو نشيط)) ، شيخ الطبري ، مضى برقم: 9511 ، 10371 ، وكان في المطبوعة والمخطوطة هنا: (( محمد بن نشيط بن هارون الحربي)) ، وهو خطأ محض تبين من رواية الأثر فيما سلف. و (( يحيى بن أبي بكير الأسدي)) ، مضى مرارًا ، آخرها رقم: 7544 ، وكان في المطبوعة والمخطوطة هنا (( يحيى بن أبي بكر)) ، وهو خطأ. وقد سلف هذا الخبر وتخريجه برقم: 9511 ، وأنه إسناد ضعيف من أجل (( عطية العوفي)). ووقع في إسناد الخبر هناك خطأ: (( عن عبد الله بن عمير)) ، وهو خطأ في الطباعة صوابه (( عن عبد الله بن عمر)) ، فليصح. (71) في المطبوعة والمخطوطة: (( عدد الآيات)) ، وبين أنه (( عدد الحسنات)) ، ولا ذكر للآيات في هذا الموضع. (72) وكان هنا أيضًا في المخطوطة والمطبوعة: (( موضع الآيات)) ، والصواب ما أثبت. (73) في المطبوعة: (( مجتمعة)) ، وأثبت ما في المخطوطة.
[ ص: 205] ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون) هذه الآية استئناف الجزاء العام في الآخرة على الحسنات وهي الإيمان والأعمال الصالحة ، وعلى السيئات وهي الكفر والأعمال الفاسدة. جاءت في خاتمة السورة التي بينت قواعد العقائد وأصول الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأقامت عليها البراهين ، وفندت ما يورده الكفار عليها من الشبهات ، كما بينت بالبراهين فساد ما يقابلها من قواعد الشرك وأصول الكفر وأبطلت شبهات أهله ، ثم بينت في الوصايا العشر أصول الآداب والفضائل التي يأمر بها الإسلام ، وما يقابلها من أصول الرذائل والفواحش التي ينهى عنها ، فناسب بعد ذلك كله أن يبين الجزاء على كل منهما في الآخرة ، بعد الإشارة إلى فوائد الأمر والنهي وما فيهما من المصالح الدنيوية بما ذيلت به آيات الوصايا. وما سبق من ذكر الجزاء في أثناء السورة غير مغن عن هذه الآية لأنه ليس عاما كعمومها ، ولا مبينا للفرق بين الحسنات والسيئات كبيانها. فقوله تعالى: ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) معناه أن كل من جاء ربه يوم القيامة متلبسا بالصفة الحسنة التي يطبعها في نفسه طابع الإيمان والعمل الصالح.