بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين. أما بعد... أحبتي في الله.. قال الله: وَاللَّه يَعلَم مَا فِي قلوبِكم وَكَانَ اللَّه عَلِيمًا حَلِيمًا ( عليما) أي: بضمائر السرائر ، ( حليما) أي: يحلم ويغفر وقفة الحلم: احزر أن يعلم الغبت في قلبك, و الوهن ( حب الدنيا و كراهية الموت و التعلق بغيره) فادعوا الله بالعفو عما كان منك من إلتفات لسواه.... اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا... لا مجال لقيل و قال و لا مجال للفتور و الدعة و الراحة... القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المجادلة - الآية 7. تذكر قرب انتهاء الأجل. دعائنا اليوم: روى الإمام أحمد وابن أبي الدنيا - واللفظ له – وصححه الألباني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال لي بأي شيء تحرك شفتيك يا أبا أمامة فقلت أذكر الله يا رسول الله فقال ألا أخبرك بأكثر وأفضل من ذكرك بالليل والنهار قلت بلى يا رسول الله. قال: تقول: سبحان الله عدد ما خلق ، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما في الأرض ، سبحان الله ملء ما في الأرض ، والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه ، سبحان الله ملء ما أحصى كتابه ، سبحان الله عدد كل شيء ، سبحان الله ملء كل شيء.
كيف حال قلبك مع الله؟ ومن هنا وجب على كل مسلم واعٍ يريد النجاة أن يهتم بقلبه اهتماما خاصا بل وخاصا جدا فيسأل نفسه دائما: كيف حال قلبك مع الله ؟ هذا السؤال الذي قلما يسأله الإنسان لنفسه أو يسأله أحدنا لأخيه بل تجد الواحد منا يلقى أخاه فيسأله عن بيته وسيارته وعمله وأولاده وربما سأل عن الخادمة والسائق، يسأل كل شيء ولكنه لا يسأل عن أهم شيء ألا وهو كيف حالك وحال قلبك مع الله؟ لقد كان حال سلفنا غير حالنا: كانوا إذا تلاقوا سألوا أول ما يسألون عن الإيمان؛ حتى أصبح معلوما عندهم أنه إذا سأل أحدهم أخاه عن حاله إنما يريد حال قلبه مع ربه. ودليل هذا في الحديث الذي في صحيح مسلم عن أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدي قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت؟ يا حنظلة! قال قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. يذكرنا بالنار والجنة. حتى كأنا رأي عين. تفسير ألم يعلم بأن الله يرى - موسوعة انا عربي. فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات. فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فوالله! إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: نافق حنظلة.
الخطبة الثانية: الحمدُ للهِ الذي أَمرَ بذكرِه، ورَتَّبَ على ذلك عَظيمِ أَجرِه، والصَّلاةُ والسَّلامُ على أعظمِ النَّاسِ ذِكراً لربَّه نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه ومن سَارَ على دَربِه.
اللهم يا مُقَلِبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنا على دينِكَ، ويا مُصَرِّفَ القلوبِ صَرِّفَ قُلُوبَنا على طاعتِكَ. اللهم أصْلِحْ لنا دينَنا الذي هو عِصْمَةُ أَمرِنا، وأصْلِحْ لنا دنيانا التي فيها مَعَاشُنا، وأصلحْ لنا آخرتَنا التي فيها مَعَادُنا، واجْعَل الحياةَ زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ، واجْعَل الموتَ راحةً لنا مِنْ كلِّ شرٍ. اللهم أصلحْ أحوالَ المسلمينَ في كلِّ مكانٍ، وفرِّج كربَهم، وأرغدْ عيشَهم، وارفعْ بلاءَهم، وأصلح قادتَهم، واجمعهم على الكتابِ والسنةِ يا ربَّ العالمينَ.