فمن المعروف أن الصوم يسبب انصهار الدهون في الجسم مما يؤدي إلى زيادة في الأحماض الدهنية الحرة في الدم، فتصبح هذه الأحماض هي المصدر الرئيسي لطاقة الصائم بدلا من الجولكوز في حالة المفطر، وهذا يساعد على تقليل استهلاك مادة "الجليكومين" في كل من العضلات والكبد أثناء بذل الجهد من قبل الصائم، ويساعد كذلك في ضبط مستوى سكر الجلوكوز في الدم الذي يؤدي نقصه إلى الشعور الكامل بالإعياء، ولما كان مستوى سكر الجلوكوز في دم المفطر هو المصدر الرئيسي لطاقته، كان جهده المبذول يشعره بإعياء أكبر مما يشعر به الصائم إذا قام بنفس المجهود، تحت نفس الظروف. بالإضافة إلى ذلك، فإن حالة الرضى النفسي للصائم، وارتفاع معنوياته لشعوره بالقرب من خالقه (سبحانه وتعالى) ولإحساسه بعبادة من أشرف العبادات في شهر يعتبر أفضل شهور السنة على الإطلاق، وأكثرها بركة ورحمة ومغفرة وعتقا من النار؛ كل ذلك يؤدي إلى زيادة واضحة في داخل جسم الإنسان لعدد من الهرمونات النافعة التي يعزى إليها تحسن الأداء البدني، وقلة الشعور بالإعياء أو الإجهاد. معنى الصوم جنة زايد. [9] [1] ـ سنن النسائي / الحديث رقم: (2224). [2] ـ المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 141). [3] ـ فتح الباري لابن حجر (4/ 104).
وقالت دار الإفتاء أن المختار للفتوى أنها لا تفطر ما دامت طبلةُ الأذن سليمةً تمنع وصول مكوناتها إلى الحلق مباشرةً، والصوم حينئذٍ صحيحٌ؛ سواء ظَهَرَ أثرُ النقط في الحلق أو لم يَظْهَر، فإن قرر الطبيب أن فيها ثقبًا بحيث يَسمَحُ بوصول تلك المكونات إلى الحلق مباشرةً فإنها حينئذٍ تفطر. محتوي مدفوع إعلان
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الصيام جنة وحصن حصين من النار "(رواه أحمد). 6- والصيام جنة للعبد ووقاية من النار. وهذا أعظم أهداف المتقين النجاة من النار والزحزحة عنها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال "(رواه أحمد والنسائي). فما أعظم بركة اللفظ النبوي الذي جمع الفضائل ونفى الرذائل وأهّل الصائم لأسمى المنازل. يعبر عن كل هذا وغيره بلفظ من ثلاثة أحرف لو فصلت معانية لملأت المجلدات. زبدة عبادة الصوم وخلاصتها: لقد جمع الصوم من المنافع شيئا عظيما وقدرا كبيرا يزداد كلما نظر العبد وتفكر وأمعن النظر وتدبر وكلما ازداد فكرا ونظرا ازداد فائدة واعتبارا.. فمن هذه الفوائد: 1- تنمية مراقبة الله تعالى في قلب العبد ونفسه. معنى الصوم جنة ورؤى. 2- تدريب العبد على التحكم في نفسه وشهواته وكبح جماحها. 3- تمكين العبد من تمّلك زمام نفسه وإلزامها العفو وعدم الانتصاف عند الغضب وفي هذا تحقيق قوة الإيمان وشدته. 4- الصائم أجدر الناس بالإحسان بالفقراء والجياع لما يعرض له من الجوع في صيامه. 5- الصائم أجدر الناس بشكر نعمة الله تعالى عندما يفرح بفطره فيشرب على الظمأ ويطعم على الجوع. 6- الصيام يربي العبد على ترك المحرمات لأنه إذا ترك شهواته من الحلال فهو أجدر أن يتوقى الحرام.