شاهد الشيخ حافظ سلامة الحرب الدائرة بين القوتين في بلده، ولم يبتعد عن المعركة بل لعب دورا كبيرا في عمليات الدفاع المدني لمساعدة الجرحى والمصابين. وقابل حافظ سلامة أحد الحجاج الفلسطينيين في العام 1944م الذين كانوا يمرون من السويس عندما كان يربط بين ميناء السويس والقدس شريط سكك حديدية، كان الحجاج الفلسطينيون يستخدمونه في الذهاب إلى الأراضي المقدسة، وقد طلب من الشيخ حافظ توفير حجارة الولاعات التي تستخدم في صناعة القنابل اليدوية، كما أمده الشيخ أيضا بالسلاح لمساندة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، حتى قبض عليه في إحدى المرات وحكم عليه بالسجن 6 أشهر، ولكن تم الإفراج عنه بعد 59 يوما بوساطة من أحد أمراء العائلة المالكة في مصر.
توفى اليوم الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية بالسويس عن عمر يناهز92 عام وكان الشيخ حافظ سلامة قد تم نقله من السويس لمستشفى الدمرداش في القاهرة بسبب تدهور حالته الصحية، قبل أن يتوفى مساء اليوم. وأعلنت أسرة الشيخ حافظ أنه سيتم تشيع الجنازة غدا من المسجد الكبير بمدينة السلام بالسويس، وسيتم دفنه بمقابر السويس الجديدة
قام بتجهيز قوافل دينية لبث روح القتال والنضال بأرواح الجنود على الجبهة بفترة السبعينات حتى ظفر جيشنا المصري بالعدو بالسادس من أكتوبر عام 1973. وبالثاني والعشرين من أكتوبر بعد هزيمتهم النكراء حاولوا التغلغل إلى "الدفرسوار" غرب قناة السويس، محاولين الإطاحة بالجيش الثالث الميداني بالضفة الشرقية للقناة. ولكن "يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، فكان للفدائي والمقاتل الشيخ حافظ سلامة ومن معه من جماعة الهداية الإسلامية دور في مقاومة هذا الزحف الغائر نحو مدينتهم، ووقف الشيخ حافظ سلامة يزأر على منبر مسجد الشهداء بالسويس معلناً عن دأبهم نحو المقاومة ضد العدو. وبالرغم من تسليح العدو بأكثر من مائتي دبابة بالإضافة إلى السيارات المدرعة والطائرات القاذفة للمتفجرات، إلا أن شيخنا الراحل وجنوده تصدوا لهذه الهجمات، وكبدوا العدو خسائر فادحة أودت بتدمير ونخر كل قوى العدو حتى استسلموا بعد أن فقدوا قرابة 76 دبابة وسيارة مصفحة. مسلسل الفدائي فمن يستحق أن يصور عنه مسلسل وطني، باعتقادي الشخصي أننا نمتلك شخصيات وقصص أهم بكثير من القصص الخيالية التي تصور الآن. قصة شيخنا اليوم تستحق أن تؤرخ بملحمة وطنية ودرامية بمسلسل يسمى "الفدائي"، فقد كرس حياته للنضال والجهاد والعبادة وتحفيظ القرآن حتى أنه لم يتزوج ولكن عائلته هما تلامذته الذين تتلمذوا على يده وسيحذو حذوه ويكملوا على خطاه.