قصة اسلام سلمان الفارسي// بقلم// د. صالح العطوان الحيالي قصة اسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه ــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي 15. 8. 2017 صحابي جليل له شأن عظيم وكبير جداً وهام بين صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وله مكانة عظيمة كبيرة، لم تتحصل لكثير من الصحابة غيره، فقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: " إنه لم يكن نبي قبلي إلا وأعطي سبعة رفقاء نجباء وزراء وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة وجعفر وعلي وحسن وحسين وأبو بكر وعمر والمقداد وعبد الله بن مسعود وأبو ذر وحذيفة وسلمان وعمار وبلال " كما قال في موقف آخر " "سلمان منا أهل البيت". سيرة صحابي.. قصة إسلام سلمان الفارسي | اوان مصر. الإنسان في حياته يجب أن يكون باحثاً عن الحقيقة، يسعى إليها ويحاول أن يتعرف عليها، فقد خلق الإنسان لأجل هذه الغاية، وإذا أراد الإنسان ان يتعرف إلى شخص عادي ليس نبياً ولكنه يمتلك عقلاً طامحاً إلى الوصول إلى الحقيقة غير مربوط بعصبيات أو بأفكار أو بأي شئ آخر فحري به أن يتعرف على قصة سلمان الفارسي. قصة سلمان الفارسي هو روزبه أو مأبه بن يوذخشان، من منطقة أصفهان في إيران، أما قصة إسلامه فرواها هو، حيث كان سلمان رجلاً فارسياً من أصفهان وكان هو ابن ذهقان القرية، ومن شدة حب أبيه له حبسه في المنزل ومنعه من الخروج، وكان متديناً بالدين المجوسي ومن شدة مكانته وعلوها كان هو "قطن النار" أي من يوقد النار.
بعدها جاء أسقف جديد للكنيسة وكان هذا الأسقف الجديد رجلاً صالحاً زاهداً عابداً فأحبه سلمان حباً شديداً وتعلق به كثيراً، وأقام معه مدة طويلة، ولما اقتربت منية هذا الأسقف، أوصاه الأسقف بان يذهب إلى الموصل، فإن فيها رجلاً ما بدلت اخلاقه ولا تغيرت صفاته، فقد بقي متديناً خلوقاً على عكس كل الناس الذين عرفهم هذا الأسقف.
فقالوا: نعم، فأعطيتموها وحملوني معهم، حتى إذا بلغوا وادي القرى ظلموني، فباعوني من رجل يهودي، فكنت عنده، فرأيت النخل. فرجوت أن يكون البلدة التي وصف لي صاحبي، ولم يُحقَّ عندي. فبينا أنا عنده، إذ قدم عليه ابن عم به من بني قر يظة من المدينة، فابتاعني منه فحملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي، فأقمت بها. قصة اسلام سلمان الفارسي مختصرة. وبعُث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بمكة ما أقام، لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرقِّ، ثم هاجر إلى المدينة، فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل له فيه بعضالعمل وسيدي جالس تحتي، إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه، قال: يا فلان قاتل الله بني قيلة، والله إنهم الآن مجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي. فلما سمعتها أخذتني العرُوَاء حتى ظننت أني ساقط على سيدي، فنزلت عن النخلة، فجعلت أقول لابن عمه ذلك: ما تقول؟ فغضب سيدي ولكمني لكمة شديدة، ثم قال: ما لك ولهذا، أقبل على عملك، فقلت: لا شيء، إنما أردت أن أستثبته عما قال، وقد كان عندي شيء جمعته. سلمان يذهب إلى النبي ليتعرف عليه فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء فدخلت عليه، فقلت له: إنه قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي للصدقة، فرأيتكم أحق به من غيركم فقربته إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: كلوا، وأمسك يده فلم يأكل، فقلت في نفسي هذه واحدة.
قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ حَتَّى ظَنَنْتُ سَأَسْقُطُ عَلَى سَيِّدِي. قَالَ: وَنَزَلْتُ عَنِ النَّخْلَةِ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ لابْنِ عَمِّهِ ذَلِكَ: مَاذَا تَقُولُ؟ مَاذَا تَقُولُ؟ قَالَ: فَغَضِبَ سَيِّدِي، فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ: مَا لَكَ وَلِهَذَا، أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ. قَالَ: قُلْتُ: لاَ شَيْءَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَ عَمَّا قَالَ. ثم كانت له قصة إسلام لطيفة مع رسول الله r ليس المجال الآن لذكرها. قصة إسلام سلمان الفارسي | قصص. العبرة من قصة سلمان الشاهد من القصة أن بقاع النور في الأرض كانت محدودة جدًّا جدًّا، فهي لم تكن مدنًا ولا قرى، بل كانت أفرادًا بعينهم. سلمان t يقطع المسافات والمسافات بحثًا عن رجل واحد من أصبهان إلى الشام إلى الموصل إلى نصيبين إلى عمورية إلى الرِّقِّ في وادي القرى، ثم إلى الرِّقِّ في المدينة إلى أن جاء رسول الله r. ولو رضي سلمان بحاله في بلاد فارس لظل إلى آخر حياته جليسًا للنار يشعل فيها كلما خبت، فأي وقتٍ كان سيضيع وأي عمر كان سيهدر! لكنّ سلمان لمّا أسلم أصبح من أعظم رجال الأرض، بل ارتفع به رسول الله r إلى أعلى الدرجات، فقال في حقه: "سَلْمَانُ مِنَّا آلَ الْبَيْتِ".
قال: أدخل. فدخلت معه ، فكان رجل سوء ، يأمرهم بالصدقة ، ويرغبهم فيها ؛ فإذا جمعوا له شيئا كنزه لنفسه ، ولم يعطه للمساكين ، حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق. قال: وأبغضته بغضا شديدا ؛ لما رأيته يصنع. ثم مات ، واجتمعت له النصارى ليدفنوه. فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء ؛ يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها ، فإذا جئتموه بها كنزها لنفسه ، ولم يعط المساكين منها شيئا. قال: فقالوا لي: وما أعلمك بذلك ؟ قال: فقلت لهم: أنا أدلكم على كنزه. قالوا: فدلنا. قال: فأريتهم موضعه ، فاستخرجوا سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا. فلما رأوها قالوا: لا ندفنه أبدا. قال: فصلبوه ورموه بالحجارة. وجاؤوا برجل آخر فوضعوه مكانه. قال سلمان: فما رأيت رجلا لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه ، وأزهد في الدنيا ، ولا أرغب في الآخرة ، ولا أدأب ليلا ونهارا منه. قال: فأحببته حبا لم أحب شيئا قبله مثله. قال: فأقمت معه زمانا ، ثم حضرته الوفاة. فقلت له: إني قد كنت معك ، وأحببتك حبا لم أحبه شيئا قبلك ، وقد حضر ما ترى من أمر الله تعالى ، فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال: أي بني! والله ؛ ما أعلم اليوم أحدا على ما كنت عليه ، لقد هلك الناس وبدلوا ، وتركوا أكثر ما كانوا عليه ؛ إلا رجلا بـ ( الموصل) وهو فلان ، وهو على ما كنت عليه ، فالحق به.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من غرسها "؟ قالوا: عمر، فقلعها وغرسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمت من عامها. وذكر البخاري رحمه الله حديث سلمان كما ذكره ابن إسحاق، غير أنه ذكر أن سلمان غرس بيده ودية واحدة وغرس رسول الله صلى الله عليه وسلم سائرها، فعاشت كلها إلا التي غرس سلمان. هذا معنى حديث البخاري رحمه الله.