قال الرجلُ: وأنا أشهدُ أني سمعتُه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، سمعتْهُ أذنايَ، ووعاهُ قلبي). مختصر شرح دعاء القنوت. [١٣] تُعدّ صلاة الفجر سبباً لدخول المسلم الجنّة، كما ورد في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: مَن صلَّى البردَينِ دخَل الجنةَ). [١٤] قراءة القرآن الكريم عقب صلاة الفجر له ميزة خاصّة دون الأوقات الأخرى، فقد ورد ذلك في القرآن الكريم: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) ، [١٥] وفي الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (يَتَعاقَبونَ فيكُم: ملائِكَةٌ بالليلِ، وملائِكةٌ بالنهارِ، ويجتمعونَ في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ، ثم يَعْرُجُ الذينَ باتوا فيكُم، فيَسألُهُم وهو أعلَمُ بِهِم: كيفَ تَرَكتُم عِبادي؟ فيقولون: تَرَكْناهُم وهُم يُصلونَ، وأتَيناهُم وهُم يُصلونَ). [١٦] في أداء كل من صلاتي الفجر والعشاء أجر قيام الليل كلّه، فقد ورد هذا الأمر في الحديث الشّريف عن الرّسول عليه السّلام: (دخل عثمانُ بنُ عفانَ المسجدَ بعد صلاةِ المغربِ، فقعد وحدَه، فقعدتُ إليهِ.
اللهم اجعل لي نورا في قبري.. ونورا في عظامي.
((وقنا شر ما قضيت)): المعنى: قِنَا شرَّ الذي قضيت،فإن الله - تعالى - يقضي بالشرِّ لحكمة بالغة حميدة، وليست (ما) هنا مصدرية؛ أي: شر قضائك، لكنها اسم موصول بمعنى الذي؛ لأنَّ قضاء الله ليس فيه شر؛ ولهذا قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما أثنى به على ربه: ((والخير بيديك والشر ليس إليك))، لهذا لا ينسب الشر إلى الله - سبحانه وتعالى - تأدُّبًا. ((إنك تقضي ولا يُقضى عليك)): الله - عزَّ وجلَّ - يقضي قضاء شرعيًّا، وقضاء كونيًّا، فالله - تعالى - يقضي على كل شيء وبكل شيء؛ لأنَّ له الحكم التام الشامل. ((ولا يُقضى عليك)): أي: لا يقضيى عليه أحد، فالعباد لا يَحكمون على الله، والله يحكم عليهم، العباد يُسألون عمَّا عَمِلوا، وهو لا يُسأل؛ { لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 32]. ((إنَّه لا يَذل من واليت، ولا يَعزُّ من عاديت)): هذا كالتعليل لقولنا فيما سبق: ((وتولَّنا فيمن توليت))، فإذا تولَّى الله الإنسان، فإنَّه لا يَذِلُّ، وإذا عادى الله الإنسان فإنه لا يَعِزُّ. ومقتضى ذلك أننا نطلاب العز من الله - سبحانه - ونتقي من الذل بالله - عزَّ وجلَّ - فلا يُمكن أن يذل أحد والله - تعالى - وَلِيُّه، فالمهم هو تحقيق هذه الولاية، وبماذا تكون هذه الولاية.