والآن مع شرح الحديث للحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: الحديث بإسناد البخاري عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: { قَالَ اللَّهُ ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ} الشرح: قال ابن التين : الخصم يطلق على الواحد وعلى الاثنين وعلى أكثر من ذلك . وقال الهروي: الواحد بكسر أوله . أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ، رجل أعطى بي ثم غدر ... ) من صحيح البخاري. وقال الفراء الأول قول الفصحاء ، ويجوز في الاثنين خصمان والثلاثة خصوم. قوله : ( أعطى بي ثم غدر) كذا للجميع على حذف المفعول والتقدير أعطى يمينه بي أي عاهد عهدا وحلف عليه بالله نقضه. قوله : ( باع حرا فأكل ثمنه) خص الأكل بالذكر لأنه أعظم مقصود ، ووقع عند أبي داود من حديث عبد الله بن عمر مرفوعا : " ثلاثة لا تقبل منهم صلاة " فذكر فيهم " ورجل اعتبد محررا " وهذا أعم من الأول في الفعل وأخص منه في المفعول به ، قال الخطابي : اعتباد الحر يقع بأمرين : 1- أن يعتقه ثم يكتم ذلك أو يجحد 2- والثاني أن يستخدمه كرها بعد العتق، والأول أشدهما.
إليكم اليوم مقالاً عن حديث ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة. هذا الحديث العظيم هو حديث قدسي ورد على لسان النبي "صلى الله عليه وسلم " ولكن رب العزة هو الذى أجراه على لسانه وأمره أن يرسله للناس فالقران كلام الله لفظاً ومعاني والحديث القدسي كلام الله ولكن معنى وليس لفظاً فالفظ لنبي محمد "صلى الله عليه وسلم ". فتعالوا نتعرف على معنى هذا الحديث من خلال برونزية. في الحديث القدسي يقول -صلى الله عليه وسلم-: (قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باغ خرا فأكل ثمنه - موقع المتقدم. يعد هذا الحديث من الأحاديث التي بين فيها ربنا "عز وجل " أن جميع حقوق العباد مخصوصة ومحفوظة لهم ولكن هناك عباد ليس هم من يختصمون ويقفون حتى يأخذوا حقوقهم ممن ظلمه في الدنيا وأنما رب العزة هو الذي يقف موقف الخصيم لهم يوم القيامة ويحاسبهم على ما فعلوه. وهؤلاء العباد هم كما قال رسول الله: (قال اللهُ: ثلاثةٌ أنا خصمهم يومَ القيامةِ: رجلٌ أعطى بي ثم غدر، ورجلٌ باع حرًّا فأكل ثمنَه، ورجلٌ استأجرَ أجيرًا فاستوفى منهُ ولم يُعْطِه أجرَه) فالأول رجلٌ أعطى بي ثم غدر معناه أنا الله " عز وجل" يقول أنه خصيم أي شخص يعد غيره بأمر من الأمور ولا يفي بوعده له. فأن خيانة العهد من الأمور العظيمة جداً في الإسلام لدرجة أن النبي " صلى الله عليه وسلم " ذكر أن من خصال المنافق أنه إذا وعد أخلف.
* الثاني: ورجل باع حرا فأكل ثمنه فهذا أكل حراما؛ لأن بيع الحر حرام، يعني: إذا قهر إنسانا فظلمه، وقال: هذا مملوكي، هذا عبدي، ثم باعه فأكل ثمنه. مكالمة إنتصار السيسي مع أم الأطباء الثلاثة الذين لقوا مصرعهم - أخبار مصر الآن. * الثالث: ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره وهذا أيضا حرام، أن يستأجر رجل لعمل ما ثم إذا انتهى من العمل يمنعه حقه ولا يعطيه أجره ويقع هذا كثيرا- والعياذ بالله- في هذه الأزمنة، بالنسبة للعمالة؛ يستقدمونهم كعمال، ويفرضون لهم هناك- مثلا- أن أجرتك ألف، فإذا جاء إلى هنا لم يعطه إلا ستمائة أو نحوها، فهذا خيانة وكذب، حتى ذكر لي أحد العمال أنه جاء على كفالة شركة وقد فرضوا له راتبا أربعمائة وفرضوا له أيضا سكنى ونفقة ينفقونها عليه، ثم إنهم جعلوه خادما في مسجد ولم يعطوه إلا غرفة صغيرة، أما الأجرة فبخسوه ولم يعطوه إلا مئتين وخمسين، أليس هذا منتهى الظلم؟! وقالوا: إن هذا الراتب يشمل نفقة طعامك. فلا شك أن هؤلاء ممن يكون الله تعالى خصمهم يوم القيامة
أن الإسلام جاء ليهدم كل العادات الجاهلية والفروق الطبقية والمعاملات غير الأدمية. نُصح النبي " صلى الله عليه وسلم" لصحابته _رضوان الله عليهم_ وامتثالهم لأمره فينبغي أن نقتدي بهم في أمتثالهم. إذا قمت بخذلان شخص والغدر به فليس الشخص وحده هو من سيكون خصيمك وأنما الله " عز وجل " كذلك حتى و أن سامحك هذا الشخص فمن الممكن أن لا يسامحك الله " عز وجل" فالله لا يتهاون في حقوق العباد أبداً. ختاماً أسال الله أن يجعلنا من الصالحين المصلحين في الأرض وأن يجعلنا نمر من الدنيا لا نخذل أحد أو نظلمه ونُخذل أم نُظلم اللهم أمين.
وقال مسلم في صحيحه: "إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ" [4] مكان: إذا اؤْتُمن خان. والغادر يحمل لواء غدره يوم القيامة خزيًا وعارًا بين الخلائق، ويكفيه أن الله خصمه يوم القيامة، روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ" [5]. وفي رواية مسلم: "لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ عِنْدَ اسْتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" [6]. والغادر يعامله الله بعكس مقصوده، فلا يتم له أمر، والجزاء من جنس العمل، لما حلف محمد الأمين للمأمون في بيت الله الحرام وهما وليا عهد طالبه جعفر بن يحيى أن يقول: خذلني الله إن خذلته، فقال ذلك ثلاث مرات، قال الفضل بن الربيع: قال لي الأمين في ذلك الوقت عند خروجه من بيت الله الحرام: يا أبا العباس أجد نفسي أن أمري لا يتم، فقلت له: ولم ذلك أعز الله الأمير؟ قال: لأني كنت أحلف وأنا أنوي الغدر، وكان كذلك لم يتم أمره [7]. قال الأبشيهي: "كم أوقع الغدر في المهالك من غادر، وضاقت عليه من موارد الهلكات فسيحات المصادر، وطوقه غدره طوق خزي فهو على فكه غير قادر" [8] ، ويكفي الغادر سخطًا وغضبًا أن يكون الله خصمه يوم القيامة.