[وقيل: لو لم يواجه سعيد بن جبير بهذا لاستحياه كما عفى عن الشعبي لما لاطفه في الاعتذار]. (سير أعلام النبلاء 4/328 وهذه أيضًا مما ألمح الذهبي لعدم صحته، بل قال أنها قصة منكرة كما أشرنا في المقدمة). (3) قال الحجاج لسعيد: اختر أي قتلة تريد أن أقتلك ؟ قال: اختر لنفسك يا حجاج، فوالله ما تقتلني قتلة، إلا قتلتك قتلة في الآخرة. قال: فتريد أن أعفو عنك. قال: إن كان العفو فمن الله، أما أنت فلا براءة لك ولا عذر. قال: أذهبوا به فاقتلوه. فلما خرج من الباب ضحك فأخبر الحجاج بذلك فأمر برده. قال: ما أضحكك ؟ قال: عجبت من جرأتك على الله وحلمه عنك! فأمر بالنطع والسيف. فقال: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا. قال: شدوا به لغير القبلة. قال: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ}. قال: كبوه لوجهه. قال: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ}. قصه الحجاج وسعيد بن جبير. (وهذه أيضًا مما قال الذهبي أنها قصة منكرة غير صحيحة). (سير أعلام النبلاء 4/332). اما الروايه الثانيه التى وردت فى كتب التاريخ عن المناظره التى تمت بين الحجاج وبين سعيد بن الجبير فهى كانت كالتالى (وكثير من المؤرخين يرجحون الحجاج وسعيد بن جبير (رواية ثابتة) هذه رواية أخرى تري ما جرى بين سعيد بن جبير والحجاج وهذه الرواية تعد من أصح ما روي في هذا الموقف وقد ذكرها المبرد في كتابه الكامل وهناك روايتان أخرى تعضدا كما أنها تحمل حقائق لما جيئ بسعيد بن جبير إلى الحجاج قال له الحجاج: يا شقي بن كسير، أما قدمت الكوفة وليس يؤم بها إلا عربي فجعلتك إمامًا.
09-11-2009, 04:28 #1 ليل المواجع إنا الآن رقم العضوية: 19239 تاريخ التسجيل: Jun 2009 المشاركات: 191 الحجاج وسعيد بن جبير كان سعيد بن جبير إمام الدنيا في عهد الحجاج، وكان الإمام أحمد إذا ذكره بكى وقال: والله لقد قتل سعيد بن جبير، وما أحد على الدنيا من المسلمين، إلا وهو بحاجة إلى علمه!! قتله الحجاج، قتل وليّ الله ، الصوّام القوّام ، محدث الإسلام وفقيه الأمة ، وافتحوا كتب التفسير والحديث والفقه ، فسوف تجدون سعيد بن جبير في كل صفحة من صفحاتها.. كانت جريمة سعيد بن جبير، أنه عارض الحجاج، قال له أخطأت، ظلمت، أسأت، تجاوزت، فما كان من الحجاج إلا أن قرر قتله؛ ليريح نفسه من الصوت الآخر، حتى لا يسمع من يعارض أو ينصح..!! خطب الحجاج بن يوسف فى الناس و صلى بهم الجمعة ثم مشى بجانب سجنه فبكى السجناء، و رفعوا أصواتهم بالبكاء، عله أن يسمعهم فيرحمهم، فسمعهم ثم قال لهم: (اخسئوا فيها ولا تكلمون)!
قال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين قال الحجاج: وجّهوه إلى غير القبلة قال سعيد: فأينما تولوا فثمّ وجه الله - البقرة:115 قال الحجاج: اطرحوا أرضاً قال سعيد وهو يتبسم: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى - طه:55 قال الحجاج: أتضحك؟ قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك، وجرأتك على الله قال الحجاج: اذبحوه قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدي! وفقة تاريخية مع قصة الحجاج وقتله لسعيد بن جبير – جريدة نورت. وقتل سعيد بن جبير، واستجاب الله دعاءه، فثارة ثائرة بثرة في جسم الحجاج، فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج ، شهراً كاملاً، لا يذوق طعاماً ولا شراباً، ولا يهنأ بنوم، وكان يقول: والله ما نمت ليلة إلا ورأيت كأني أسبح في أنهار من الدم، وأخذ يقول: مالي وسعيد ، مالي وسعيد ، إلى أن مات....! و يقول هذا الظالم عن نفسه قبل ان يموت ( الحجاج): رأيت فى المنام كأن القيامة قامت، و كأن الله برز على عرشه للحساب فقتلنى بكل مسلم قتلته مره ، إلا سعيد بن جبير قتلنى به على الصراط سبعين مره...!! من هو سعيد بن جبير ؟ كان من أشهر تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما، وأكثرهم رواية عنه؛ طلب العلم في سن مبكرة، واجتمع له ما لم يجتمع لغيره من التابعين ، فقد لقي عدداً كبيراً من الصحابة، وتلقى العلم عنهم، كــ ابن مسعود ، و ابن عمر ، و عائشة ، رضي الله عنهم.
فقال: بلى. قال: أفما وليتك القضاء فضجّ أهل الكوفة، وقالوا: لا يصلح للقضاء إلا عربي، فاستقضيت أبا بردة بن أبي موسى الأشعري وأمرته الا يقطع أمرًا دونك. قال: بلى. قال:أوما أعطيتك مائة ألف درهم لتفرقها في أهل الحاجة ، ثم لم أسألك عن شئ منها. قال: من أخرجك علي ؟! قال: بيعة لابن الأشعث في عنقي. فغضب الحجاج، ثم قال: أفما كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك قبل.
قال الحجاج: ما رأيك فيّ؟ قال سعيد: ظالم، تلقى الله بدماء المسلمين قال الحجاج: علي بالذهب والفضة، فأتوا بكيسين من الذهب والفضة، وأفرغوهما بين يدي سعيد بن جبير قال سعيد: ما هذا يا حجاج؟ إن كنت جمعته، لتقي به من غضب الله ، فنعمّا صنعت، وإن كنت جمعته من أموال الفقراء كبراً وعتوّاً، فوالذي نفسي بيده، الفزعة في يوم العرض الأكبر تذهل كل مرضعة عما أرضعت!
وكان ملازماً لـ ابن عباس رضي الله عنهما - حَبْر الأمة وترجمان القرآن - وتلقى عنه القراءات القرآنية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ بها.. إضافة إلى أنه جمع علم أصحابه من التابعين، كما روى ذلك مترجمو سيرته، فكان - رحمه الله - أعلم التابعين بالتفسير، إذ لازم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس ؛ ولذا وجدنا ابن عباس يثق بعلمه، ويحيل إليه من يستفتيه، ويقول لأهل الكوفة إذا ما أتوه ليسألوه عن شيء: أليس فيكم ابن أم الدهماء ؟ يعني سعيد بن جبير - وكان حبشي الأصل -. وعلى الرغم من مكانته العلمية التي كان يحظى بها، وعلى الرغم كذلك من معرفته الواسعة بتفسير كتاب الله، إلا أنه - رحمه الله - كان يتورع عن القول في التفسير برأيه - كما هو شأن السلف من الصحابة رضوان الله عليهم - ومما يروى عنه في هذا الشأن: أن رجلاً سأله أن يكتب له تفسيرًا للقرآن، فغضب، وقال له: لأن يسقط شِقِّي، أحب إليَّ من أن أفعل ذلك. وقد وَثَّقَ علماء الجرح والتعديل سعيداً ، وروى عنه أصحاب الكتب الستة، وغيرهم من أصحاب الحديث. كانت له - رحمه الله - مواقف مشهورة ومشهودة مع الحجاج، الذي قتله صبراً سنة 95هـ، وقال قائلهم عند موته: لقد مات سعيد بن جبير ، وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه.
قال الحجاج: فأيُّ رجل أنا يوم القيامة؟ قال سعيد: أنا أهونُ على الله من أن يُطلِعَني على الغيب، قال الحجاج: أبَيْتَ أن تصدُقَني، قال سعيد: بل لم أُرِدْ أن أكذِبَك، قال الحجاج: دَعْ عنك هذا كله وأخبِرني، ما لك لم تضحك قط؟ قال: لم أرَ شيئًا يضحكني، وكيف يضحك مخلوقٌ من طين، والطين تأكُلُه النار، ومنقلبه إلى الجزاء؟!