وبالنسبة لجمع صلاة الظهر مع صلاة العصر قبل السفر، فإنه أن كنت مسافر في طائرة وتستطيع أن تصلي الصلاة في الطائرة، فإنه لا يجوز لك الجمع قبل السفر، ولكن إن لم تستطع الصلاة داخل الطائرة، وسوف تصل بعد صلاة المغرب ففي هذه الحالة يجوز لك الجمع قبل السفر رفعًا للحرج والمشقة. ولكن إن كنت تسافر عن طريق البر فإنه يجوز لك أن تجمع بين صلاة الظهر وصلاة العصر، وأيضاً يجوز لك قصرهما، وذلك إذا جاوزت جميع بيوت قريتك – سواء كنت ستصل البلد المقصود قبل المغرب أم بعده – ولا يجوز لك الجمع قبل السفر. هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام إن المسافر يجوز له ان يقصر أربعة أيام، وهذا ما أجمع عليه جمهور أهل العلم، حيث أنه يجوز للمسافر أن يقصر أربعة أيام وأقل من ذلك، يعني: أراد الإقامة جازمًا بها أربعة أيام فأقل في أي محل في سفره، أما إن كانت النية أكثر من ذلك، قد عزم أن يقيم خمسة أيام أو عشرة أيام، فإنه يصلي أربعاً، حيث أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أقام في حجة الوداع أربعة أيام يقصر في حجة الوداع في مكة، قدمها في الرابع من ذي الحجة وتوجه إلى منى في الثامن، وصارت إقامته أربعة أيام وهو يقصر عليه الصلاة والسلام، فإذا كانت إقامته مثلما قام النبي ﷺ في مكة فإنه يقصر.
هل يجوز الجمع والقصر للمسافر في منزله قبل السفر يجب أن يعلم المسافر أن القصر في السفر يعتبر رخصة من الرخص الشرعية، ومن الجدير بالذكر أنه ليس بالضرورة للمسافر أن يلازم الجمع، حيث أنه يجوز للمسلم أن يجمع ويقصر في السفر، كما وأنه يجوز له أن يجمع الصلاة دون قصر، ويقوم أيضاً بالجمع والقصر بين صلاة الظهر وصلاة العصر، جمع تقديم أو جمع تأخير، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه بين صلاة المغرب وصلاة العشاء لا يجوز أن يجمع بين صلاة العصر وصلاة المغرب، ولا حتى بين صلاة الصبح وصلاة الظهر. حكم الجمع والقصر قبل بدء السفر من الجدير بالذكر أنه لا يجوز للمسافر قصر الصلاة حتى يبدأ في السفر بالفعل، حيث ان النية للسفر لا تكفي لوحدها، حيث أن الله عز وجل قال في كتابه العزيز: ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ)، حيث أن الله عز وجل في هذه الآية الكريمة قد جعل جواز القصر مشروطًا بالضرب في الأرض، حيث يعتبر هو من الأمور التي تسهل على المسلمين في الحياة. وبناء على الآيات الكريمة فإنه لا يجوز للمسافر قصر الظهر والعصر قبل السفر، حتى وإن كان وصولك للمكان المقصود بعد صلاة المغرب أو قبلها، ولكن يجوز للمسافر القصر إذا بدأت في السفر وجاوزت جميع بيوت القرية التي أردت السفر منها، حتى وأن سافرت بعد ان تم دخول وقت صلاة الظهر.
عباد الله: • من مستحبات السفر وسننه أن يختار الإنسان في السفر رفيقاًً صالحاً يذكره إذا نسي ويعينه إذا احتاج إلى إعانة وأن لا يسافر لوحده فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو أن الناس يعلمون من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده)) رواه البخاري ويقول عليه الصلاة والسلام ((الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب)). • ومن السنة أن يؤمر المسافرون عليهم أميراً منهم لما رواه أبو داود عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم)). الجمع والقصر في المذهب الحنفي - موضوع. • ومن السنة أن يسافر نهاية الأسبوع أو في يوم الخميس إن أمكنه ذلك لحديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في سفر إلا في يوم الخميس رواه البخاري وأن يخرج المسافر مبكراً أول النهار يقول عليه الصلاة والسلام ((اللهم بارك لأمتي في بكورها، وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار)). • وأن لا ينسى المسافر دعاء السفر ((اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل)).
والسفر الذي تقصر فيه الصلاة هو ما كانت مسافته 80 كيلاً وهي مسافة يوم وليلة للإبل، هذا هو الأرجح والأحوط، أما الجمعة فليس على المسافر جمعة ولا تصح منه، بل عليه أن يُصلي ظهراً؛ لكن إذا مرّ على قرية وصلى معهم الجمعة أجزأته عن الظهر، ولا يجوز للمسلم إذا كان غير مسافر أن يترك صلاة الجمعة لا مرة ولا أكثر بل عليه أن يُحافظ عليها مع المسلمين؛ لأنها فرض الوقت بإجماع المسلمين، وليس لأحد من المقيمين في بلد أن يتخلف عنها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « لينتهين أقوام عن تركهم الجمعة، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكوننّ من الغافلين » [1] (أخرجه الإمام مسلم في صحيحه). وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم الوعيد لمن تخلّف عنها ثلاث مرات بالطبع على قلبه، فالواجب الحذر من ذلك والمحافظة على الجمعة مع المسلمين، في حق كل مقيم في البلد، وقد قال الله سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة الجمعة، الآية 9]. نسأل الله أن يوفق المسلمين للمحافظة عليها وعلى غيرها من كل ما أوجب الله عليهم، وأن يوفقهم للحذر من كل ما حرم الله عليهم، إنه سميع قريب.
• كما أن المسافر يسن له أن يترك جميع السنن الرواتب إلا الوتر والركعتين قبل صلاة الفجر فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتركهما في حضر ولا سفر وكان صلى الله عليه وسلم يوتر على دابته وهي تسير به وإن لم تكن على جهة القبلة وهذه سنة مهجورة قل من يطبقها اليوم. • وإذا صلى المسافر خلف المقيم فإنه يتم الصلاة مثله ولا يجوز له القصر إذا صلى خلف إمام مقيم ليس بمسافر. • وإذا انتهى المسافر من سفره فعليه أن يعجل بالعودة إلى أهله وأن لا يتأخر لغير حاجة ماسة يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله)) رواه البخاري. وجاء النهي عن طرق الرجل أهله ليلاً دون إخبار مسبق يقول صلى الله عليه وسلم ((إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلاً)) في رواية((حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة)). • ويسن للمسافر أن يقول إذا رجع إذا رجع من سفره((آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون)) وأن يبدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين ثم ينصرف إلى بيته وفي كل هذا وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. هل يجوز الجمع والقصر للمسافر في منزله قبل السفر والتخزين. • كما يسن استقبال المسافر إذا رجع من سفره وتقبيله فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعانق أصحابه ويقبلهم إذا قدموا من السفر.
• وننبه في الأخير إلى الحذر من أمرين أولاً التحذير من السفر إلى بلاد الكفر لغير حاجة ماسة كمن يذهب للتنزه أو يذهب لدراسة تخصص موجود في البلدان الإسلامية يقول النبي صلى الله عليه وسلم " أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين". • والأمر الآخر سفر المرأة بغير محرم فإنه لا يجوز وهذا للأسف موجود بكثرة فكم من الطالبات يسافرن إلى بعض الأماكن لوحدهن بغير محرم وكم نرى من الرجال من يأتي بامرأة ثم يوكل سائق السيارة أن ينتبه لها وأن يضعها في المكان الفلاني في المنطقة الفلانية ثم يذهب ويتركها لتسافر لوحدها من غير محرم معها يقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يحل لمرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم ولا ليلة إلا مع ذي محرم " رواه البخاري ومسلم. البريد الإلكتروني