فضل الترديد خلف المؤذن فضل عظيم لو تفكرت به إن الترديد وراء المؤذن يعد من القربات والطاعات التي غفل عنها الكثير من الناس لما ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري رَضِي اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال: "إذا سمعتم النداء فقولوا كما يقول المؤذن" مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. أحاديث في فضل ترديد الأذان - وحيد عبد السلام بالي - طريق الإسلام. وبعض الذين عرفوا هذه السنة لا يعرفوا عنها الكثير من أحكامها وأريد في هذا البحث أن أبين هذه الأحكام: أولا: الترديد وراء المؤذن في الأذان: - حكمه: أنه سنة مستحبة. - حالة المتابع: على أي حالة سواء كان طاهر أو محدث أو جنب أو حائض أو كبير أو صغير ويستثنى منهم المصلي ومن في الخلاء ، وإذا سمعه وهو في قراءة أو ذكر أو درس أو نحو ذلك قطعه وتابع المؤذن ثم واصل بعد ذلك. - طريقة المتابعة: أن يردد بصوت منخفض يسمع نفسه أو من بجانبه.
ـ للآذان فضل كبير في تحفيز الرجال والنساء على الصلاة وتعريفهم وقت دخول الصلاة، وهذا دلالة على الخير والعاقبة الحميدة، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال النَّبيُّ صلّ الله عليه وسلم: "إنَّ الدالَّ على الخير كفاعلِه"؛ رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني في "صحيح الترمذي". ماذا نقول عند سماع الاذان حث الله سبحانه وتعالى على الصلاة حيث أنها ركن من أركان الإسلام التي لابد أن يهتم بها المسلم ويحافظ عليها، والآذان من أهم الأشياء التي تساعد على التذكير بالصلاة ومعرفة موعده، ولذلك حظى بالكثير من الاهتمام من العلماء والمفسرين، وهناك الكثير من النصوص التي تشير إلى ما يقوله المسلم المستمع عند سماع الاذان ومنها: ـ عن أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضيَ اللَّه عنْهُ أَنَّ رسُول اللَّهِ – صلّ الله عليه وسلم – قال: " إِذا سمِعْتُمُ النِّداءَ، فَقُولُوا كَما يقُولُ المُؤذِّنُ " (متفق عليه). ـ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلّ الله عليه وسلم -: " إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله قال: أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة " (رواه مسلم).
رواه مسلم في صحيحه. – عند دخول المسجد: إذا كان وقت الأذان يستحب له أن ينتظر حتى يفرغ المؤذن من الأذان لكي يردد معه ثم يصلي تحية المسجد للجمع بين الفضيلتين. ماذا بعد الأذان: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:1 للحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول"إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول. ثم صلوا علي.. فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا … " رواه مسلم وأفضل الصيغ الصلاة الإبراهيمية وهي "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد" وغيرها من الصيغ الصحيحة. 2- سؤال الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم: للحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول. ثم صلوا علي. فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. ثم سلوا الله لي الوسيلة. فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله.. وأرجو أن أكون أنا هو. فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة ". رواه مسلم وصيغة الدعاء عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:" من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة" رَوَاهُ البُخَارِيُّ ويفضل بعد ذلك قول: رضيت بالله رباً ، وبالاسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً
الاذان من فضائل الأعمال الصالحة، حيث أن له أجر عظيم وُرد في السنّة النوية للمؤذن ومن يردّد الاذان، عن عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري، عن أبيه أنه أنَّه أخبره أنَّ أبا سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال له: "إنِّي أراك تحبُّ الغنم والبادية، فإذا كنتَ في غنمك أو باديتك فأذَّنتَ بالصلاة، فارفع صوتَك بالنداء؛ فإنه لا يَسمع مدى صوت المؤذن جنٌّ ولا إنسٌ ولا شيء إلَّا شهد له يوم القيامة، قال أبو سعيد: سمعتُه من رسول الله صلّ الله عليه وسلم"؛ رواه البخاري، وهذا يدل على الكرم والشرف للترديد وراء المؤذن. اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ـ ورد في فضل الشهادة للمسلم أنها سبب لدخول الجنة، فعن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلّ الله عليه وسلم: "أيُّما مسلمٍ شهد له أربعةٌ قالوا خيرًا، أدخله اللهُ الجنَّة))، قلنا: أو ثلاثةٌ؟ قال: ((أو ثلاثةٌ))، قلنا: أو اثنان؟ قال: ((أو اثنان))؛ النَّسائي، وصحَّحه الألباني. ـ الآذان سبب للمغفرة من الله سبحانه وتعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم "المؤذِّنُ يغفرُ لَهُ بمدِّ صَوتِه، ويَشهدُ له كلُّ رَطبٍ ويابِسٍ"، (رواه النسائي) وصححه الألباني.