الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين - YouTube
شرح حديث أبي سعيد وأبي هريرة: "ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة، إلا كانت له ب شرح حديث أبي سعيد وأبي هريرة: "ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة، إلا كانت له بطانتان" سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين قال الله تعالى: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67]. • عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة، إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضُّه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، والمعصوم مَن عصَم الله))؛ رواه البخاري. • وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق؛ إن نسي ذكَّره، وإن ذكَر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء؛ إن نسي لم يذكِّره، وإن ذكَر لم يُعِنه))؛ رواه أبو داود بإسناد جيد على شرط مسلم.
ثم إنه يجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى يبتلي العبد، فتارة ييسِّره لأخلاءِ صدقٍ يدعونه للخير، يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر، ويعينونه على ما يعجز عنه، وتارة يُبتلى بقوم خلاف ذلك؛ ولهذا جاء في الحديث: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالِل)). وقال عليه الصلاة والسلام: ((مثل الجليس الصالح كحامل المسك؛ إما أن يبيعك - أي: يبيع لك مسكًا - وإما أن يحذيك - أي: يعطيك مجانًا - وإما أن تجد منه رائحة طيبة))، أما الجليس السوء والعياذ بالله فإنه ((كنافخ الكير؛ إما أن يُحرق ثيابك)) بما يتطاير عليك من شرر النار، ((وإما أن تجد منه رائحة كريهة)). وفي حديث عائشة الذي ساقه المؤلف رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أراد الله بأمير خيرًا، جعل له وزير صدق؛ إن نسي ذكَّره، وإن ذكَر أعانه، وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء؛ إن نسي لم يذكِّره، وإن ذكَر لم يعنه)). وكذلك أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الله ما بعث من نبيٍّ ولا استخلف من خليفة، إلا كان له بطانتان: بطانة خير تأمره بالخير وتحثه عليه، وبطانة سوء تدله على السوء وتأمره به، قال: ((والمعصوم من عصمه الله))، وهذا شيء مشاهد، تجد الأمراء بعضهم يكون صالحًا في نفسه حريصًا على الخير، لكن يقيض الله له قرناء سوء والعياذ بالله، فيصُدُّونه عما يريد من الخير، ويزينون له السوء، ويبغِّضونه لعباد الله، وتجد بعض الأمراء يكون في نفسه غير صالح، لكن عنده بطانة خير تدله على الخير وتحثه عليه، وتدله على ما يوجب المحبة بينه وبين رعيته؛ حتى يستقيم وتصلح حاله، والمعصوم من عصمه الله.