ومعلوم أن الحساب يكون قبل المرور على الصراط. قال شيخ الإسلام كما في "المستدرك على الفتاوى" (1/103):" وحشرهم وحسابهم يكون قبل الصراط ؛ فإن الصراط عليه ينجون إلى الجنة ، ويسقط أهل النار فيها كما ثبت في الأحاديث ". انتهى. ثم يؤمر الناس بالمرور على الصراط ، فناج سليم ، وناج مخدوش ، ومكدوس في نار جهنم.
وأضاف «سألته هل السيارة تعطلت أم حدث حادث؟، فأجابني بحدوث الحادث والأولاد في المستشفى، وخلال 10 دقائق سأمر عليك ونذهب للمستشفى سويًا، وكنت أظن حينها أنه حادث عادي وأن هناك إصابات وليس أكثر، وفي منتصف الطريق علمنا بتفاصيل الحادث أن السيارة غرقت في الترعة وحدثت الوفاة». وأشار إلى أن السيارة كانت تسلك طريق العريش قنطرة، ومن ثم يتجه يسار ترعة السلام ليسلك طريق النفق، وآخر الطريق لم يكن هناك علامات أو إرشادات تدل على وجود ترعة أو غيرها، مما جعلهم يسقطون فيها دون أن يستطيع محمود تفادي وجودها المفاجئ بالنسبة له»، مضيفا «أثناء سقوط السيارة حاولوا رفع زجاج السيارة حتى لا تغرق بسرعة ونطقوا الشهادة مرتين، ونحمد الله أن جثثهم خرجت سليمة». وتابع «وحين وصلت إلى مكان الحادث، كانوا قد أخرجوا جثة محمود وآلاء، وجثة آية تم إخراجها في تمام الساعة 6 صباحًا من اليوم التالي، بسبب الموج والمياه التي جرفتها بعيدا عن أخويها لمسافة 4 كيلو»، مضيفا «حين عدت للمنزل لم أتوقع أن تكون الجنازة مهيبة هكذا، فالمسجد والطرقات امتلأت بحشود من الناس عن بكرة أبيهم، كما أن ابنائي ولدوا وعاشوا معظم حياتهم في دولة الإمارات، وعدنا إلى مصر في عام 2018».
والله أعلم" [5]. قال ابن حجر: "وقد اختلف العلماء هل القنطرة هي طرف الجسر الذي على متن جهنم أو هي جسر مستقل، ورجح القرطبي الثاني" [6]. قَولُهُ صلى اللهُ عليه وسلم: "فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ": قال الشيخ ابن عثيمين: "وهذا القصاص غير القصاص الأول الذي في عرصات القيامة؛ لأن هذا قصاص أخص لأجل أن يذهب الغل، والحقد، والبغضاء التي في قلوب الناس فيكون هذا بمنزلة التنقية، والتطهير، وذلك لأن ما في القلوب لا يزول بمجرد القصاص، فهذه القنطرة التي بين الجنة والنار لأجل تنقية ما في القلوب حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غل" [7]. كما قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِين ﴾ [الحجر: 47]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "النفوس الخبيثة لا تصلح أن تكون في الجنة الطيبة التي ليس فيها من الخبث شيء، فإن ذلك موجب للفساد أو غير ممكن، بل إذا كان في النفس خبث طهرت، وهذبت حتى تصلح لسكنى الجنة، والتهذيب التخليص كما يهذب الذهب فيخلص من الغش، يشير إلى قَولُهُ صلى اللهُ عليه وسلم: "حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا" فتبين أن الجنة إنما يدخلها المؤمنون بعد التهذيب والتنقية من بقايا الذنوب، فكيف بمن لم يكن له حسنات يعبر بها الصراط" [8].