ذات صلة أين كان يعيش قارون أين كنوز قارون أين عاش قارون؟ كان قارون من قوم موسى -عليه السّلام-، أي من بني إسرائيل الذين كانوا يسكنون مصر، وكان ممّن قطعوا البحر مع بني إسرائيل في قصّتهم مع موسى، [١] لكنّ قصّة قارون لم تقع في مصر، بل وقعت بعد خروج موسى -عليه السّلام- من مصر في أرض التّيه ، [٢] وهذا ما ورد في كتب التّوراة؛ أي أنّ الخسف بقارون كان بعد خروجهم من أرض مصر، ولكن شاع بين النّاس في مصر عن مكان في منطقة تدعى "الفيوم"، وفيها بحيرة أطلقوا عليها بحيرة قارون، فقد يكون هذا هو مكان عيشه. [٣] التعريف بأرض التيه أمر الله -تعالى- موسى أن يخرج بقومه إلى الأرض المقدّسة إلى منطقة أريحا لقتال الجبّارين فيها، فأرسل موسى -عليه السّلام- اثني عشر رجلاً من الأسباط؛ لاستطلاع الأخبار، فصادفهم رجلٌ من الجبّارين وأراد قتلهم، وأَخَذهم إلى زوجته، فطلبت منه العفو عنهم وترْكهم ليعودوا. [٤] فاتّفقوا على كتم هذا الخبر عن قومهم كي لا يخافوا ويتراجعوا عن القتال، لكنّهم فور وصولهم أخبروا قومهم بما حصل وأفشوا السّر إلا اثنين منهم، فامتنع بنو إسرائيل عن السّير إلى الأرض المقدّسة، فعاقبهم الله -تعالى- بحرمانهم من دخول الأرض المقدّسة وبالتيه في الأرض، وسلبهم الأمان فظلّوا يسيرون في الأرض لا يهتدون لطريق لمدّة أربعين سنة، قال الله -تعالى-: (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ).
۞ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى لما قال تعالى: وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها بين أن قارون أوتيها واغتر بها ولم تعصمه من عذاب الله كما لم تعصم فرعون ، ولستم أيها المشركون بأكثر عددا ومالا من قارون وفرعون ، فلم ينفع فرعون جنوده وأمواله ولم ينفع قارون قرابته من موسى ولا كنوزه. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة القصص - الآية 76. قال النخعي وقتادة وغيرهما: كان ابن عم موسى لحا; وهو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب; وموسى بن عمران بن قاهث وقال ابن إسحاق: كان عم موسى لأب وأم. وقيل: كان ابن خالته. ولم ينصرف للعجمة والتعريف وما كان على وزن ( فاعول) أعجميا لا يحسن فيه الألف واللام ، لم ينصرف في المعرفة وانصرف في النكرة ، فإن حسنت فيه الألف واللام انصرف إن كان اسما لمذكر نحو طاوس وراقود قال الزجاج: ولو كان قارون من قرنت الشيء لانصرف. ( فبغى عليهم) بغيه أنه زاد في طول ثوبه شبرا; قاله شهر بن حوشب وفي الحديث لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا وقيل: بغيه كفره بالله عز وجل; قاله الضحاك وقيل: بغيه استخفافه بهم بكثرة ماله وولده; قاله قتادة وقيل: بغيه نسبته ما آتاه الله من الكنوز إلى نفسه بعلمه وحيلته; قاله ابن بحر وقيل: بغيه قوله إذا كانت النبوة لموسى والمذبح والقربان في هارون فما لي!
قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين. قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى لما قال تعالى: وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها بين أن قارون أوتيها واغتر بها ولم تعصمه من عذاب الله كما لم تعصم فرعون ، ولستم أيها المشركون بأكثر عددا ومالا من قارون وفرعون ، فلم ينفع فرعون جنوده وأمواله ولم ينفع قارون قرابته من موسى ولا كنوزه. قال النخعي وقتادة وغيرهما: كان ابن عم موسى لحا; وهو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب; وموسى بن عمران بن قاهث وقال ابن إسحاق: كان عم موسى لأب وأم. وقيل: كان ابن خالته. القرآن الكريم - التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - تفسير سورة القصص - الآية 76. ولم ينصرف للعجمة والتعريف وما كان على وزن ( فاعول) أعجميا لا يحسن فيه الألف واللام ، لم ينصرف في المعرفة وانصرف في النكرة ، فإن حسنت فيه الألف واللام انصرف إن كان اسما لمذكر نحو طاوس وراقود قال الزجاج: ولو كان قارون من قرنت الشيء لانصرف. ( فبغى عليهم) بغيه أنه زاد في طول ثوبه شبرا; قاله شهر بن حوشب وفي الحديث لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا وقيل: بغيه كفره بالله عز وجل; قاله الضحاك وقيل: بغيه استخفافه بهم بكثرة ماله وولده; قاله قتادة وقيل: بغيه نسبته ما آتاه الله من الكنوز إلى نفسه بعلمه وحيلته; قاله ابن بحر وقيل: بغيه قوله إذا كانت النبوة لموسى والمذبح والقربان في هارون فما لي!
إلى أن ساخ في الأرض هو وداره وجلساؤه الذين كانوا على مذهبه. وروي أن الله تعالى أوحى إلى موسى: استغاث بك عبادي فلم ترحمهم ، أما إنهم لو دعوني لوجدوني قريبا مجيبا. ابن جريج: بلغنا أنه يخسف بهم كل يوم قامة ، فلا يبلغون إلى أسفل الأرض إلى يوم القيامة ، وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب الفرج: حدثني إبراهيم بن راشد قال: حدثني داود بن مهران عن الوليد بن مسلم عن مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس ، قال: لقي قارون يونس في ظلمات البحر ، فنادى قارون يونس ، فقال: يا يونس تب إلى الله فإنك تجده عند أول قدم ترجع بها إليه ، فقال يونس: ما منعك من التوبة ، فقال: إن توبتي جعلت إلى ابن عمي فأبى أن يقبل مني. وفي الخبر: إذا وصل قارون إلى قرار الأرض السابعة نفخ إسرافيل في الصور والله أعلم. قال السدي: وكان اسم البغي [ ص: 286] سبرتا ، وبذل لها قارون ألفي درهم. قتادة: وكان قطع البحر مع موسى وكان يسمى المنور من حسن صورته في التوراة ، ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري. قوله تعالى: وآتيناه من الكنوز قال عطاء: أصاب كثيرا من كنوز يوسف عليه السلام. وقال الوليد بن مروان: إنه كان يعمل الكيمياء ( ما إن مفاتحه) إن واسمها وخبرها في صلة ( ما).
فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ (81) القول في تأويل قوله تعالى: فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) يقول تعالى ذكره: فخسفنا بقارون وأهل داره. وقيل: وبداره, لأنه ذكر أن موسى إذ أمر الأرض أن تأخذه أمرها بأخذه, وأخذ من كان معه من جلسائه في داره, وكانوا جماعة جلوسا معه, وهم على مثل الذي هو عليه من النفاق والمؤازرة على أذى موسى.
فقال موسى: اللهم مر الارض فلتطغى اليوم فأوحى الله إليه إني قد فعلت فقال موسى: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى أقدامهم، ثم قال خذيهم، فأخذتهم إلى ركبهم ثم إلى مناكبهم ثم قال اقبلي بكنوزهم وأموالهم فأقبلت بها حتى نظروا إليها ثم أشار موسى بيده فقال: اذهبوا بني لاوي فاستوت بهم الارض. وعن ابن عباس أنه قال خسف بهم إلى الارض السابعة. وقد ذكر كثير من المفسرين ههنا إسرائيليات كثيرة أضربنا عنها صفحا وتركناها قصدا. 9-وقوله تعالى (فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين) لم يكن له ناصر من نفسه ولا من غيره كما قال ( فما له من قوة ولا ناصر) ولما حل به ما حل من الخسف وذهاب الاموال وخراب الدار وإهلاك النفس والاهل والعقار ندم من كان تمنى مثل ما أوتي، وشكروا الله تعالى الذي يدبر عباده بما يشاء من حسن التدبير المخزون ولهذا قالوا (لولا أن من الله علينا لخسف بنا وبك انه لا يفلح الكافرون) وقد تكلمنا على لفظ ويك في التفسير وقد قال قتادة ويكأن بمعنى ألم تر أن وهذا قول حسن من حيث المعنى والله أعلم. ثم أخبر تعالى (أن الدار الآخرة) وهي دار القرار وهي الدار التي يغبط من أعطيها ويعزى من حرمها إنما هي سعدة للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا.