وضّحت السّورة قدرة الله تعالى في تسيير الشّمس والقمر عبر نظام كوني دقيق غير عشوائي. ما يستفاد من سورة القلم | المرسال. ذكرت السّورة قدرة الله عز وجل في تعاقب الليل والنهار، وتعاقب فصول السنة واختلاف الطّقس في كل منها. عالجت السورة قضيّة الحساب يوم القيامة، فكلُّ مخلوق يحاسب حسب عمله سواء كان من الإنس أو الجن، فقد وصفت الآيات حال المؤمنين الصالحين في الجنة بإسهاب وتفصيل، كذلك تحدثت الآيات عن حال الأشقياء في النار وفي هذا ترهيب للكفار ولذلك تنوعت هذه السورة في آياتها بين الترغيب والترهيب. ناقشت السورة أحداثَ يوم القيامة وأهوالها.
هو شفاء لأمراض القلوب والأبدان، وقد قال الشوكاني رحمه الله: "اختلف أهل العلم في معنى كونه شفاء على قولين: الأول أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وذهاب الريب وكشف الغطاء عن الأمور الدالة على الله سبحانه، والقول الثاني: أنه شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقى والتعوذ ونحو ذلك ولا مانع من حمل الشفاء على المعنيين". وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "تأثير قراءة القرآن في المرضى أمرٌ لا ينكر، قال عز وجل: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا}، ويشمل الشفاء هنا أمراض القلوب وأمراض الأبدان"، وقد جاءت الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإثبات فضائل زائدة لبعض سور القرآن الكريم، وتأثيرها في حدوث الشفاء من الأمراض، مثل سورة الفاتحة التي تعدّ أعظم سور القرآن الكريم، وسورة الإخلاص التي تعادل ثلث القرآن الكريم، وسورة الفلق وسورة الناس. ولا يوجد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن لسورة الرحمن فضلًا ليس لغيرها في علاج الأمراض، وما ينتشر في هذا السياق في بعض المواقع أقرب إلى البدعة والكذب، وذلك لأن مثل هذا التحديد الدقيق كتحديد سورة محددة، وقراءتها لعدد محدد من المرات، ولفترة محددة، ولأمراض معينة لا يمكن علمه إلا من جهة الوحي؛ لذلك فإن تخصيص آيات معينة لعلاج بعض الأمراض بلا دليل شرعي لا يجوز، فإن في القرآن كله شفاءً، وهو خير للمؤمنين.